in ,

اتبعي هذه الطرق لمنع تدخّل الآخرين في تربية طفلك

نصائح لمنع تدخّل الآخرين في تربية طفلك

كما نعلم جميعًا من واقع التجربة أن تربية الأبناء هي مسؤولية من أكبر وأصعب المسؤوليات التي يتحمّلها الأب والأم بين كل الأعباء، لما في ذلك من أهمية تأكّد الوالدين أن أيّ وكلّ قرار يتخّذونه وينفّذونه يجب أن يكون سليمًا ويوافق أسس التربية الصالحة التي يحتاجها الأبناء منهم.

إلا أنه ومع كل الجهود التي يبذلها الأهل، فهناك بعض الأمور التي تحصل في رحلة التربية تجعل مسار التربية مختلفًا نوعًا ما عن الخطّة التي تمّ رسمها من قبل الوالدين. من أهم تلك الأمور هي التدخّل في أمور التربية من قبل باقي أفراد الأسرة وخصوصًا الجدّ والجدّة.

عندما يولد الطفل، وخصوصًا إن كان الطفل الأول في العائلة، فإنه يتهيأ لبعض أفراد العائلة أنه ملكية عامة للجميع، وأنه يمكن للجميع التدخّل في أمور الطفل الخاصة، فيبدأون بتقديم النصائح العشوائية عن طرق التعامل مع الطفل لدرجة تزعج الوالدين.

أكثر الأمور إزعاجًا هو ما تتعرّض له الأمّ الجديدة من كلام ونصائح للتعامل مع الرضاعة وحمام الطفل وطريقة حمله. حيث تبدأ التدخّلات من المحيطين بها كونها لا تمتلك الخبرة، ولكن للأسف فإن تلك التدخّلات لا تكون بشكل مقبول بل إن الأسلوب المستخدَم يزعج الأم بشكل مختلف كون جسمها لا يزال يعاني من آثار الولادة وقلة النوم.

ومن أجل ذلك ولمصلحة الأم والطفل سويًا، سنقوم بعرض بعض النصائح لمنع تدخّل الآخرين في تربية طفلك، والحصول على الحرية التامة والوقت الكافي معه دون أن تشعري بأي نوع من الإزعاج:

  • في البداية من الضروري تمييز الكلام الموجّه لك: هل هو نصيحة، أم هو تدخّل في أمورك؟

أنتِ وحدك القادرة على التمييز وتصنيف الأشخاص من حولك ما إذا كانوا يقدّمون النصائح للتأكّد من سلامتك ومن سلامة طفلك وضمان الوضع الآمن لكم، أم هم مجرد أشخاص يفرضون رأيهم فقط ليُشعروكِ بقلّة خبرتك كونك أمًا لأول مرة.

  • من الضروري تصنيف المجموعتين حتى تستطيعي التعامل مع كل فئة بحسب الحاجة والتي في النهاية هي لمصلحتك أنتِ وطفلك. المجموعة الأولى في أغلب الأوقات هم أشخاص أنتِ تثقين بهم بشكل كبير وبنصائحهم وتعلمين جيدًا أن تلك النصائح مبنية على أسس علمية صحيحة، وهم يدعمونك نفسيًا ويتركون لك حرية التصرّف مع طفلك مع مراقبتك من بعيد لضمان قدرتك على التعامل مع الأمور. هؤلاء هم في الغالب والدتك وإخوتك الكبار، وفي كثير من الأحيان والدة زوجك.
  • أما المجموعة الأخرى والتي تعتبِر نفسها أطباء بلا حدود، ولديها الإجابة على كلّ حالة أو وضع يمرّ به الطفل، ويطرحون أسئلة غريبة على الأم، وجميع كلامهم يكون غريبًا لا صحّة له ولا حتى له واقع طبي أو أسس صحّية يعتمَد عليها. هؤلاء في أغلب الأوقات هم الأصدقاء غير المقرّبين، والأقارب الذين لا داعي لوجودهم في أول فترات رعاية الطفل، والذين تخجلين منهم ومن إجابتهم وتكتفين بالسكوت. إن كنتِ تخجلين من الردّ عليهم، فمن الأفضل عدم قول أي شيء وفقط الاستماع، فذلك لا يعني أنك تنفذي ما قالوا ولكن تجنبًا لأي موقف محرج تلتزمين الصمت.
  • ولأن أول أيام ما بعد الولادة هي أصعبها على الأم، فمن الضروري أن تختار الأشخاص المناسبين الذين تريد أن يبقوا حولها بكل إيجابية ومساعدة، دون الشعور بالضغط على الأعصاب والتوتر. هم غالبًا من الفئة الأولى الذين يفهمون عليك وعلى حاجتك وتثقين بهم لرعاية الطفل عند حاجتك للنوم.

مع الأيام وعندما يكبر الطفل ويستطيع معرفة الوجوه التي حوله ويعتاد عليها، نجد أنه يلجأ إلى أكثر الأشخاص الذين يشعرون بحرية التصرّف دون عتاب، وهم الجدّ والجدّة. ولأن الحفيد غالي جدًا على جدوده، نجده يتمتّع بكل أنواع الحرية دون حدود، ويستطيع عمل كل ما يريد دون تردّد. حيث إنه بوجود الجدّ والجدّة نجد أن الأطفال يقومون بتصرّفات مرفوضة من قبل الوالدين مثل الصراخ أثناء اللعب أو الضرب خلال اللعب أو شرب القهوة من فنجان الجدّ أو الجدّة أو عمل ما لا يتجرّأ الطفل على عمله إلا في حال تواجد الجدّ والجدة. هذا قد يُضعف شخصية الوالدين ويمحو قوة قراراتهم وضرورة الالتزام بها نتيجة هذا الدلال والعطف.

إلا أنه وفي نفس الوقت عندما يعود الوالدان للعمل ويكونان بحاجة إلى الجدّ والجدّة لرعاية طفلهم، فلا بدّ من الاتفاق مسبقًا معهما على الأساليب المتبعة، وإبقاء القوانين لتسهيل عملية التربية بعيدًا عن الدلال الذي قد ينزع كل شيء خصوصًا أن عدد الساعات التي يقضيها الطفل بعيدًا عن والديه كافية لتغيير أسلوبهم اليومي.

إن كان بيت الجدّ والجدّة مكانًا للجميع، ومن خلاله يلتقي الطفل مع العديد من الأهل والأقارب، فإنه يمكن أن يبدأ باقتباس عادات جديدة غريبة. من الأفضل البحث عن مكان آخر للطفل لرعايته أثناء ساعات عمل والديه حتى لا يتم انتزاع ما تم زرعه داخل الطفل من أساليب وطرق تربوية من قبل والديه، حيث قام بالتخلّي عنها ليعمل الأشياء الجديدة التي يراها والتي بالنسبة له ممتعة أكثر وفيها حرية بشكل أوسع.

لذلك عزيزتي الأم، قبل التفكير في العودة إلى العمل من الضروري إيجاد البيئة التي تناسب تربيتك وأسلوبك، والتي تعمل معك لاستمرارية المحافظة عليها، لأن الطفل لا بدّ أن يختار اتباع الأسلوب الأسهل في الحياة

اقرأ أيضاً: 6 نصائح لكل أم للمرّة الأولى

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

داء بهجت

داء بهجت

أفكار هدايا عيد الأم

أفكار هدايا عيد الأم