داء بهجت هو شكل من أشكال التهابات الأوعية الدموية التي تظهر في معظم الأحيان على شكل تقرّحات في الأغشية المخاطية، إضافة إلى مشاكل بصرية. سُمّي بهذا الاسم نسبة إلى الطبيب التركي خلوصي بهجت الذي اكتشفه عام 1937، ووصفه بثلاثة أعراض رئيسية هي: التقرّحات الفموية والتقرّحات التناسلية والتهابات القزحية.
أما حالياً فيعتبر داء بهجت على أنه مرض التهابي غير معدي، يصيب العديد من أجهزة الجسم، ينتشر بكثرة في مناطق اليابان والشرق الأوسط. أما بالنسبة للأعراض فهي كثيرة وغير مرتبطة مع بعضها، وهذا ما يزيد من صعوبة علاجه:
أولاً – التهاب المفاصل، وأهمّها مفاصل الركبة والمعصمين، كما يمكن أن يصيب أي مفصل في الجسم.
ثانياً – التهابات العيون، حيث تُصاب كلّ طبقات العين بالتهاب في كلتا العينين، ونتيجة للضرر المتراكم في الحالات الشديدة يمكن أن يُصاب المريض بالعمى.
ثالثاً – التقرّحات الفموية، وهو العرض الأكثر شيوعاً، حيث تظهر تقرّحات على الشفاه واللسان وفي منطقة باطن الخدّين مسبّبة الإحساس بالألم.
رابعاً – التقرّحات التناسلية، حيث تصيب التقرّحات كيس الصفن عند الذكور، ومنطقة البظر عند الإناث.
خامساً – الأعراض الناجمة عن إصابة الدماغ والنخاع الشوكي، والتي تشمل الحرارة المرتفعة المترافقة مع الصداع في الرأس وتصلّب الرقبة مع أعراض فقدان الذاكرة وصعوبة الكلام.
سادساً – التقرّحات الجلدية في أي منطقة من مناطق الجسم مع حدوث انتفاخ في الكاحل.
سابعاً – أعراض هضمية كالآلام المعدية والإسهال وحدوث نزيف في المجرى الهضمي.
كما ويمكن أن يصيب المرض مناطق أخرى كالكليتين والرئتين.
الأسباب:
حتى الآن يعتبر داء بهجت على أنه نوع من أنواع أمراض المناعة الذاتية، حيث ولسبب مجهول يقوم جهاز المناعة بمهاجمة الأوعية الدموية في مختلف أنحاء الجسم. لوحظ أنه يصيب الرجال أكثر من النساء، كما ولوحظ أن معظم المصابين هم في أعمار بين 20 إلى 40 عاماً.
التشخيص:
يعتبر داء بهجت من أصعب الأمراض تشخيصاً عند الأطباء، وذلك بسبب عدم ترابط الأعراض مع بعضها كما لاحظنا سابقاً. فقد يراجع المريض طبيب العيون ويشرح له التهاب العيون دون التحدّث عن التقرّحات الفموية أو التناسلية التي ترافقها، وهذا ما يؤدي إلى حدوث أخطاء في التشخيص.
العلاج:
لا يوجد حتى الآن علاج يؤدّي للشفاء التام من داء بهجت، ولكن تعتمد معظم العلاجات على حلّ المشاكل المرافقة كعلاج التقرّحات والتهابات العيون والتهابات المفاصل. كما يقوم الأطباء باستخدام الأدوية المثبّطة لجهاز المناعة، وذلك لتهدئته ومنعه من مهاجمة الأوعية الدموية، خاصّة في الحالات الشديدة. يجب العلم أن أعراض داء بهجت تأتي كموجات، حيث من الممكن أن تستمر لفترة وتختفي، ومن الممكن أيضاً أن تتحسّن حالة المريض مع التقدّم في العمر.
يعتقد العلماء أن للعامل النفسي دور هام جداً في تخفيف الأعراض، لذلك يجب على المريض التأقلم مع الأعراض، والعلاج من خلال الاسترخاء في أوقات الأزمات، إضافة إلى ممارسة الرياضات المحبّبة كالركض والسباحة والمشي والتي تحسّن المزاج، هذا بالإضافة إلى التواصل مع الآخرين كون المرض غير معدي، ممّا يحسّن من الحالة النفسية ويخفّف الأعراض بصورة استثنائية.
اقرأ أيضاً: القرحة الهضمية الأسباب وطرق العلاج
GIPHY App Key not set. Please check settings