تعليم الأطفال الحفاظ على أسرار البيت وعدم نقل الكلام وما يحدث يعتبر أمرًا مهمًا وضروريًا لكل أهل، وهو يحتاج لتدريب ولطرق بها نوضّح للطفل أن هذه الأحداث تسمى أسرار البيوت.
ما يلفت انتباهي في كل مجلس أجلس فيه، وخصوصًا إنني أعمل كمربية أطفال، هو أن أول سؤال يسأله الكبار للأطفال كطريقة للتقرّب منهم وبدء حديث معهم هو: ما أخبارك؟ ماذا فعلت اليوم؟ ماذا أكلت…. وما شابه من مثل هذه الأسئلة.
ولأن الطفل بريء ولا يسيء الظن، فإنه يبدأ بسرد ما حدث في بيته، ونحن وباستمتاع منّا بحديثه نستمع إليه حتى لو أسهب في الحديث عمّا يحدث في منزله. وفي أغلب الأحيان يبدأ الطفل بإخبار الكبار وخصوصًا أقاربه ما الذي يجري حتى بين أهله في المنزل.
وهنا في بعض الأحيان يصبح الأمر محرجًا بالنسبة للأهل، فمن الطبيعي أن لكل بيت خصوصية وأسرار. فكيف نعلّم طفلنا الحفاظ على هذه الأسرار؟
طبعًا هناك عدّة نقاط يجب علينا اتّباعها لمعالجة هذه المشكلة:
- يجب أن نعلم أن الطفل ليس هو السبب في نقل الكلام، لكن المحيطين به هم السبب الأساسي. فالطفل ضحيةّ الكبار الذين في أغلب الاحيان “يتسلّون” بحديث الطفل ويطلبون منه تفاصيل أكثر.
- يجب أن تتحكّمي بنفسك أنتِ أولاً لكي تكوني قدوة لابنك، ولا تخبريه عمّا حدث مع فلان أو ما قاله آخر و…
- هنا عليكِ شرح أهمية خصوصية أمور المنزل وعدم التحدّث فيها مع أحد مهما كان.
- لا تخفي عن الطفل كل الأمور العائلية لأن ذلك يُشعره بالفضول، وسوف يدفعه للتنصّت والتجسّس، ومن ثم نقل الأسرار. حاولي أن تشاركيه أمور حياتكم البسيطة وامنحيه الثقة والمسؤولية حسب عمره.
- عليك أن تشرحي وتحّددي لطفلك ما معنى الأسرار، بحيث لا يعمّم ويخفي ما يحدث له خارج المنزل عنك من باب أنه سر. واشرحي له أن ليس هناك أسرار على بابا وماما عندما يتعرّض لأي شئ خارج المنزل لا قدّر الله.
- علميه المحافظة على سرّ بسيط مثلاً عيد ميلاد بابا قريب وعليك مساعدتي في إحضار هدية له ولكن هذه المهمة هي سرّ بيننا. وعند إتمام المهمة، اشكريه على حفظه السرّ وعدم نقله للأب، وهنا سوف يتعلّم معنى السر.
- إن حدث ونقل الطفل أسرار المنزل، لا تعاقبيه بقسوة حتى لا يصبح الأمر عنده عداوة لكِ، فينقل الأسرار دون معرفتك ويعتقد أن هناك أخطاء تحدث وأنتِ تخفيها عن المحيطين، بل اشرحي له أن ما قام به هو أمر غير صحيح بطريقة بسيطة وواضحة.
- طبعًا عليكِ أن تكوني القدوة أمامه، فلو رجع مثلًا من بيت جدّه اسأليه فقط عن ما حدث معه، وإن بدأ بالحديث عمّا حدث أمامه من أحداث أوقفيه بطريقة مهذبة واشرحي له أن هذه اسرار بيتهم عليه ألا يخبرها لأحد حتى لو كان لكِ وأنتِ أمّه.
وبالنهاية تأكّدي أن الطفل لا يقوم بالحديث من باب أنه خبيث بل من باب التودّد والتقرّب ممن حوله، فاحترمي طفولته وازرعي فيه الثقة والاحترام ليكبر عليهما.
اقرأ ايضاً: اتبعي هذه الطرق لمنع تدخّل الآخرين في تربية طفلك
GIPHY App Key not set. Please check settings