5 أسرار لتربية أطفال ناجحة
أصبحت التربية الناجحة حلمًا يتمنّى جميع الأهل الوصول إليه في هذه الأيام التي يصعب السيطرة على الأبناء وعلى تصرّفاتهم بسبب ما حولهم من مؤثرات تؤثر في الطفل وسلوكياته بطريقة مباشرة أو بأخرى.
يحاول الوالدان اتباع النظام والطريقة القديمة التي تربّوا عليها من ناحية، ويحاولون اتّباع الوسائل الحديثة من ناحية أخرى ليتمكّنوا من الوصول إلى أفضل طرق لتربية أطفال ناجحة في سنواتهم الأولى، وأن يتّبعوا القوانين والأنظمة التي وضعها الوالدان من أجل تربية سليمة لابنائهم.
فبعد المحاولات المختلفة، وعندما يشعر الوالدان بأن بعض الطرق لا تصلح مع الأبناء أو إن الوالدين غير قادرين على تنفيذ ما يجب منها، فبالتالي يذهب الوالدان للمختصّين لتقديم النصائح والمساعدة من أجل تنشئة الأبناء بالطريقة السويّة الأفضل لهم دون متاعب للطرفين.
وبعد وصف الوضع العام للأبناء واهتماماتهم والبيئة المحيطة بهم وطريقة التأثير عليهم، توصّل المختصّون إلى خمس نقاط أساسية هي من أفضل الطرق لتربية أطفال ناجحة لها تأثير على معظم الأطفال، وهي كالتالي:
1- تباع طريقة متوازنة في التربية. أغلب الطرق في التربية تعتمد على أن الأوامر والأسلوب الديكتاتوري والتعامل مع الأطفال بأسلوب عنيف هي الحلّ المثالي للتربية والطاعة. لكن للأسف فإن هذه الطرق هي طرق تخويف وتسلّط تؤثر على الطفل وعلى شخصيته وعلى ثقته بوالديه بالدرجة الأولى وعلى ثقته بنفسه كذلك، بل تتحوّل إلى طريقة خاصة بالطفل في التعامل مع الآخرين، ولا يجعل الطفل يحترم القوانين والأنظمة لأنها بالنسبة له غير عادلة، ممّا يتسبّب ذلك في إحراج الأهل بعدم التزام أبنائهم بالقوانين التي وضعوها. لكن الطريقة الصحيحة في التعامل هي الطريقة المتوازنة التي تشمل اللين والحزم بنفس الوقت، حتى يتعلّم الطفل من هذه القوانين ويعمل بها من خلال وضع جدول التصرّفات الممنوعة بين الوالدين والأبناء، وأن يكون الأبناء جزءًا من وضع القوانين وطرق عقابها مع ذكر الأسباب التي تجعل تلك التصرّفات ممنوعة. كل ذلك سوف يُشعِر الطفل بالمسؤولية تجاه التصرّف الذي يقوم به سواء كان إيجابيًا أم سلبيًا.
2- انتباه الوالدين لكلامهم ولتصرّفاتهم. قد لا ينتبه الوالدان لمعظم التصرّفات التي يقومون بها لأنهم يعتقدون أن الأبناء منشغلون بالألعاب والدراسة، ولا يهتمّون لما يقوله الوالدان. إلا أن الطفل ذكي جدًا ويستطيع أن يشغل تفكيره بأكثر من شيء يدور حوله، حيث قد يلعب وبنفس الوقت يستمع لنقاش والديه ليتعلّم كلماته الجديدة سواء كانت صحيحة أم خاطئة. فتصرّفات والديه ما هي إلا مرآة يتعلّم منها كل جديد منذ الطفولة وحتى يكبر. لذلك على الأهل تحديد نوع النقاش ومكانه، وإن حصل واشتدّ النقاش، فمن الأفضل تغيير المكان حتى لا تنتقل الكلمات إلى الأبناء وتتحوّل إلى أفعال لاحقًا.
3- علاقة الوالدين بعضهم ببعض. بالنسبة للطفل فإن والديه هم قدوته، وعلاقة والديه بعضهم ببعض هي الدافع الرئيسي للشعور بالأمان، فهم قدوته ومصدر ثقته الأول. لذلك على الأهل أن يحافظوا على علاقتهم مع بعض أمام الأبناء، ويجب أن تكون تلك العلاقة مبنية على الحبّ والاحترام المتبادل في كل الأوقات. كذلك عليهم التعامل مع المشاكل التي بينهم مع مرور الوقت وحلّها بعيدًا عن الأبناء، كما وعليهم تجنّب تبادل الإهانات والكلمات التي لا تليق، كي لا يشعر الطفل بالقلق من نحو علاقة والديه، وبالتالي يفقد شعور الأمان في البيت، وكذلك يفقد كل الاحترام لوالده، ومع الوقت يشعر بالكراهية تجاهه بسبب مشاعره تلك.
4- احترام الطفل ومشاعره أمام غيره. ليس فقط أمام الآخرين بل في البيت ووحده كذلك. فالطفل يعتبر مشاعره من أهم الأمور التي يريد من الجميع مراعاتها واحترامها، حتى لو أخطأ الطفل في تصرّف ما فإنه يرغب أن يتمّ التعامل مع ذلك الخطأ بكل احترام ليتعلّم منه دون أن يؤثر ذلك على شخصيته. وبالمقابل على الوالدين أن لا يذكروا هذه الأخطاء التي قام بها الطفل أمام الجميع، ولا ينتقدوا التصرّف الذي قام به الطفل، لأن ذلك يسبّب له الإحراج ويُضعف شخصيته. لكن في حال تصرّف الطفل الخاطىء، فعلى الأهل أخذ الطفل إلى مكان بعيد عن الآخرين والتحدّث معه عن التصرّف الذي قام به وتوضيح الخطأ فيه وأنهم عندما يعودون للمنزل سيتحدّثون أكثر وسينفّذون العقاب على ذلك التصرّف. هذه الطريقة تجعل الطفل لا يشعر بالإهانة، وتجعله يفكّر في الخطأ الذي قام به، والأهم من كلّ هذا أنه لن يشعر بأن ثقته بنفسه قد اهتّزت بسبب الموقف، وذلك لأن والديه أحسنوا التصرّف.
5- تقدير الطفل على الأعمال الجيّدة. إن التقدير والمكافأة والتعزيز على الأعمال الجيّدة تعتبر من الحوافز الجيّدة التي تجعل الطفل يتصرّف بكل حذر حتى لا يخطئ، وكي يحصل على المكافأة التي يرجوها من العمل. سواء كان ذلك التعزيز على نجاح مدرسي أو على سلوك الطفل في الأسرة أو في الصف أو أي تصرّف إيجابي قام به الطفل استحق عليه المكافأة. على الأهل الانتباه جيدًا لتصرّفات الأبناء، وعدم إهمال الجيّد منها والتركيز فقط على السلبي والعقاب فالطفل يبقى منتظرًا المكافأة كلما عمل ما يعلم أنه يرضي والديه أو معلميه أو أي شخص مسؤول عن المكافأة التي يطمح في الحصول عليها.
GIPHY App Key not set. Please check settings