4 علامات تدلّ على ضعف شخصية المراهق
جميعنا نؤيّد أن فترة المراهقة في رحلة تربية الأبناء هي من أصعب الفترات التي يمرّ بها الوالدان عند التعامل مع المراهق، سواء كان ذكرًا أم أنثى. كلاهما يتعرّضان للتغيّرات الجسدية والنفسية وتغيّرات في الهرمونات التي تتحكّم بشكل مباشر بتصرّفاتهم مما يسبّب صعوبة لدى الوالدين في التعامل معهم.
ولعلّنا ندرك ضرورة الحفاظ على نمو شخصية المراهقين بطريقة سليمة صحّية، لأن هذه المرحلة الانتقالية من الطفولة إلى النضج هي من أكثر المراحل التي تساهم في بناء شخصية الطفل. كما إن طريقة تعامل الوالدين مع المراهق لها الدور الأكبر في تقوية تلك الشخصية والتأكّد من أنها تقود المراهق للتصرّفات اللائقة أثناء تعرّضه لمواقف مختلفة.
بالرغم من كل المحاولات التي يقوم بها الوالدان للحفاظ على شخصية المراهق إلا أن هناك بعض الأمور تكون خارج السيطرة، وهي عبارة عن علامات لا تدلّ إلا على ضعف شخصية المراهق وحاجة الوالدين إلى التدخّل للسيطرة عليها قبل أن تصبح مشكلة كبيرة ومن أهم تلك الأمور:
1.ضعف أو عدم قدرة المراهق على الرفض أو الاعتراض: وتعتبر هذه العلامة الأكثر شيوعًا بين المراهقين الضعيفي الشخصية، خصوصًا الذين نشأوا على تربية مختلفة نوعًا ما، حيث يقوم فيها والداهم بالإجابة على الأسئلة الموجّهة إليهم والتعبير عن مشاعرهم بدلًا من ترك المجال لهم للقيام بذلك. لذلك يعتاد المراهق على الموافقة على كلّ ما يسمع ويصبح غير قادر على أن يرفض أي أمر أو يعترض على أي شيء لا يرغب به. لذلك نجدهم ضحايا لغيرهم وأكثرهم تعرّضًا للتنمر، كأن يجبره أحد طلاب صفه على شراء شيء ما للحصول على المال ولا يستطيع المراهق الرفض أو الاعتراض فيقوم بشرائه فقط لأنه يريد أن يختصر أي موقف قد يتعرّض له ويسبّب له الإحراج وبالتالي يتسبب ذلك وبشكل مباشر في ضعف شخصيته وبشكل كبير. لذلك من الأفضل على الوالدين منذ طفولة أبنائهم ترك المجال لهم للتعبير عن مشاعرهم وقبولهم ورفضهم لما يعجبهم أو لا يعجبهم وأن يحترموا ذلك ولا يجبروه على عمل أي شيء لا يرغب به، لا مانع من التحدّث عن الأمر وتوضيح الأمور له ولكن في النهاية ترك حرية القرار له خصوصًا إن كان الأمر يتعلّق بشيء يخصّه وبشكل مباشر.
2.عدم قدرة المراهق على الاعتذار وبأيّ شكل كان: هذه المشكلة أيضًا تنشأ لدى الطفل منذ الصغر حيث يتعامل والداه معه على أنه غير قادر على التصرّف فيقومون بعمل ما كان يجب على الطفل القيام به بدلًا عنه حتى لا يتعرّضوا للإحراج نتيجة تصرفاته. مثلًا: عندما يسيء الطفل التعامل مع طفل آخر ويأخذ لعبته أو يضربه كما يقوم الأطفال بعضهم مع بعض يقوم الأهل بالاعتذار للطفل الآخر ولوالديه عما قام به طفلهم، فيعتاد المراهق على ذلك وأن هناك من يعتذر عنه مقابل أي تصرّف. ولكن هذا النوع من الاعتذار يتحوّل إلى أمر آخر لاحقًا يسبّب الضرر مثل أن يتعرّض المراهق للتنمّر من قبل أصدقائه مقابل فرضهم عليه إقراضهم المال أو شراء أشياء بسيطة بأسعار عاليه ليكون الهدف ماديًا عندها لا يستطيع المراهق الرفض ولا يستطيع تقديم اعتذاره عن عدم رغبته في الشراء أو الحصول على الشيء مما تسبّب ذلك له بضعف القدرة على الاعتذار بكل أنواعه. وعليه فعلى الأهل منذ الصغر إعطاء الطفل الأولوية في الاعتذار وتوضيح السبب المباشر للاعتذار سواء كان الاعتذار لضرر تسبّب به أو الاعتذار عن قبول شيء لا يرغب عن القيام بشيء محدّد حتى يعتاد الطفل ويكبر على مسؤولية الاعتذار وأنه أمر طبيعي لا خجل منه.
3.انّعدام القدرة على عمل أي وظيفة يكلّف بها وعدم القدرة على التحمّل: يعاني الكثير من الأهل من هذه المشكلة والتي هي الأكثر انتشارًا بين المراهقين وهي عدم رغبتهم بالقيام بأي عمل يُنسب لهم ويشعر والداهم بعدم قدرتهم على التحمّل وأن ذلك الشيء فوق طاقتهم ويحاولون كل قدراتهم للتخلّص من تلك المهام في أسرع وقت والهروب منها. وهنا لا نستطيع أن نلوم المراهق بشكل مباشر لأن ذلك الطفل اعتاد على والديه بالقيام بجميع الأعمال التي هي من المهام التي على الطفل عملها وبشكل مباشر مثل ترتيب الألعاب وتحضير الواجبات المدرسية حيث يقوم الوالدان بعمل كل هذا بدل الطفل من أجل حمايته من الأخطاء والتي هي بالأساس المصدر الوحيد لكي يتعلّم الطريقة الصحيحة لعمل كل شيء. وعليه من الضروري على الأهل أن يمنحوا أبناءهم الحرية الكاملة للقيام بالأعمال الموكَلة إليهم بشكل شخصي وعدم التردّد من فعل ذلك ولا مانع من أن يخطئوا لأنهم يتعلّمون من تلك الأخطاء ويصبحون قادرين على تحمّل المهام الموكلة إليهم لاحقًا دون الهروب منها.
4.هروب المراهق من المحافظة على ما يملك من أشياء: للأسف أغلب الطرق في التربية في مجتمعنا العربي هي عن طريق مراعاة شعور الغير دون مشاعرنا ومشاعر أبنائنا والخجل من إزعاجهم حتى لا تتأثر العلاقات الاجتماعية بمواقف كان سببها الأطفال. مثلًا عندما يقوم أحد أبناء الأقارب بطلب اللعبة التي هي للطفل الآخر ويرفض إعطائها لأنه وبكل بساطة له وهو يحبها فيقوم الوالدان بإحراج الطفل والطلب منه بل وإجباره على إعطائها للطفل الآخر وليس فقط مشاركتها ليذهب الطفل الآخر بها إلى بيته سعيدًا بينما الأول يبكي لفقدان لعبته دون الاهتمام لمشاعره. لكن مع مرور الوقت يعتاد هذا الطفل على هذا الأمر ليصبح بالنسبة له أمرًا طبيعيًا، ومع الوقت يكبر على الأمر ذاته ليأتي أحد أصدقائه بطلب هاتفه النقال ليتحدث به حتى ينفذ رصيده ولا يستطيع المراهق رفض ذلك لأنه اعتاد على ذلك فيكون عليه ضحية للتنمر والاستغلال. لذلك علينا عدم إجبار أطفالنا على مشاركة ما يملكون رغمًا عنهم فإن كانت إرادتهم ذلك فلنرحب بالفكرة وإن لم تكن فلنحترم حبه لأشيائه ولا نجبره على التخلي عنها مهما كان.
اقرأ ايضاً: 5 طرق تساعد الأهل في التعامل مع المراهق
GIPHY App Key not set. Please check settings