داء ستيل هو نوع من الأمراض النادرة والذي يمكن أن يصيب الأطفال في سن صغيرة تحت سن الخمس سنوات. هو نوع من أنواع التهاب المفاصل الرثوي المزمن، ولا تزال أسبابه مجهولة حتى الآن، إلا أن معظم الأطباء يعزوه إلى نوع من أنواع الفيروسات المعدية ولكن لا دليل على ذلك حتى الآن. يكثر انتشاره عند الإناث أكثر من الذكور وذلك بالنسبة للأطفال، كما يمكن أن يصيب داء ستيل البالغين تحت سن 45 سنة عادة.
أما من ناحية التشخيص فهناك صعوبة كبيرة بالنسبة للطبيب في تشخيص الإصابة، بسبب التشابه في الأعراض بين داء ستيل وغيره من الأمراض مثل داء كرون وبعض أشكال الأمراض المفصلية الرثوية. رغم ذلك يعتمد الطبيب في التشخيص على نفي الأعراض السابقة من خلال إجراء الصور الشعاعية والتحاليل المخبرية، حيث تُظهر التحاليل المخبرية ارتفاعًا في تعداد الكريات البيضاء مع ارتفاع تعداد الكريات الحمراء مع ارتفاع الـ CRP وارتفاع سرعة تثفل الدم وأنزيمات الكبد وارتفاع في الفرتين والفيبرينوجين. في الحالات الشديدة تُظهر الصور الشعاعية التهاب التامور (الغشاء المبطّن للقلب)، إضافة إلى تراكم السوائل في الرئتين (الانصباب الجنبي)، وتضخّم الطحال أو الكبد أو الغدد اللمفاوية والتهاب أو تلف في بعض المفاصل.
تتراوح فترة الإصابة بالمرض حسب الحالة، فقد تحدث مرة واحدة ولا تتكرّر أبداً وقد تتكرّر عدّة مرات في السنة. هناك أشخاص يعانون من الأعراض لفترة طويلة مسببّة أضراراً كبيرة في الأعضاء السابقة الذكر.
أما من ناحية العلاج فلا يوجد حتى الآن علاج لهذا المرض، لكن يلجأ الطبيب إلى علاج الأعراض مثل علاج الحمى باستخدام خوافض الحرارة كالاسيتامينوفين والايبوبروفين والنابروكسين. حيث تعمل هذه الأدوية على تخفيف أعراض الالتهاب الروماتيزمي أيضًا، أما في حال عدم الاستجابة لهذه الأدوية فيتم اللجوء إلى العلاج بالكورتيزونات. يُستخدم هذا العلاج عندما يكون المرض شديداً ويؤثر على العديد من الأعضاء كالقلب والتنفس والمفاصل، ولكن بسبب آثاره السلبية لا يمكن استخدامه لفترة طويلة. أما في الحالات المزمنة من داء ستيل يلجأ الطبيب إلى المثبطات المناعية، وذلك للسيطرة على التهاب المفاصل مثل السيكلوسبورين والميتوتريكسات وهيدروكسي كلوروكين، إضافة إلى هذه الأدوية يُعطى المريض مضادّ للتحسّس لتخفيف الحكة الناجمة عن الطفح الجلدي.
اقرأ أيضاً: أسباب اليرقان عند الأطفال حديثي الولادة