4 عبارات لا تستخدموها مع أبنائكم
خلال مسيرة الوالدين في تربية أبنائهم تجدهم يفعلون كل ما يمكنهم عمله كي يصلوا إلى أفضل النتائج في إنشاء جيل جديد يتمتّع بشخصية مميّزة. فهم يتبعون طرقًا مختلفة، منها ما تكون متوارثة من الأجيال السابقة التي نشأوا عليها، ومنها ما يستخدموها نتيجة اتّباع نصائح بعض الأصدقاء والأقارب. إلا أن ما يجهله الأهل هو أنهم يفعلون هذه الأمور دون دراسة الطريقة المتّبعة مع أبنائهم ومدى الاستفادة منها حسب شخصيات الأبناء والظروف التي تحيط بتلك الأسرة.
من الضروري على الوالدين مراقبة كلماتهم مع أبنائهم، ومعرفة مدى تأثير تلك الكلمات عليهم، والنتائج التي يحصلون عليها بعد إلقاء تلك الكلمات. هل حصلوا على النتيجة المرجوّة من الأبناء، أم لم تصل تلك الكلمات للأبناء، أم إنها قد وصلت ولكن الأبناء تجاهلوها لأنها لم تؤثر بهم بل أثرّت عليهم؟ كل هذه الأسئلة يجب على الأهل طرحها على أنفسهم قبل إلقائها على أبنائهم.
إلا أن هناك عبارات ثابتة من الضروري جدًا أن لا يقولها الوالدان لأبنائهم حتى لا يصل تأثيرها السلبي عليهم وعلى تصرّفاتهم. من أهم هذه العبارات التالي:
- هذا الأمر غير ضروري: على الأهل تجنّب قول هذه العبارة لأبنائهم مهما كان الأمر بالنسبة لهم غير مهم. عندما يقوم أحد الأبناء بإخبار والديه عن أمر ما عندها على الأهل إظهار الاستعداد التامّ لسماع كل تفاصيل الأمر والتوقّف عن عمل أي شيء ليشعِروا الطفل بالأمان والثقة كي يقول كل ما يريد. إن اتضّح خلال الحديث للوالدين بأنها أمور غير مهمّة عليهم أن لا يوقفوا الطفل عن الكلام وإخباره بأن هذا الأمر غير مهم أو غير ضروري وعدم التقليل من شأن الأمر مهما كان. لأنه بهذه الطريقة يشعر الطفل بالمسؤولية أكثر، والاهتمام بكافة الأمور فهو وجد ذلك من خلال استماع والديه له و لقصته بكل اهتمام ممّا يجعل منه طفلًا مسؤولًا مهتمًا بكل ما يدور حوله، وبالتالي تزيد ثقته بنفسه ويكون والداه ملجأه الوحيد ولا يضطر عندها للخروج عن حدود العائلة للتحدّث عن أي أمر يهتم به.
- لا تبكي أو توقّف عن البكاء: هذه العبارة تستخدَم عند معظم الأهل عندما يبدأ الأبناء بالتحدّث عن شيء ما حصل معهم. حيث يطلب الوالدان من الأبناء التوقّف الفوري عن البكاء ليفهوا الموضوع، ولكن الطفل لا يستطيع التوقّف لأنه يعبّر عن مشاعره الحزينة التي لا بدّ أن ترافقها الدموع. فالأمر مؤثّر بالنسبة له رغم أنه قد يبدو سخيفًا ولا يستحق تلك الدموع، إلا أنه لا يتوجب على الأهل منع الطفل من البكاء أو الطلب منه التوّقف الفوري. بل على الوالدين الترحيب بذلك البكاء وإخبار طفلهم بأن هذا أمر طبيعي للتعبير عن المشاعر ولا مانع من البكاء، وأن يقولوا له أنه عندما تشعر بالراحة دعنا نتحدّث عن الأمر الذي يزعجك، مع البقاء بجانب الطفل وعدم إهمال تلك اللحظة لأنه بوجود الوالدين يشعر الطفل بمشاعر الاهتمام والتي بدورها تسيطر على مشاعر الحزن أو الغضب عنده عندها يبدأ بالهدوء تدريجيًا والإفصاح عن كل ما يدور في عقله وقلبه وما يبعده عن الكتمان.
- أنت طفل ذكي بل أنت أذكى طفل في المدرسة: هذه العبارة بالرغم من جمال حقيقتها إلا أنها تضرّ الطفل بطريقة غير مباشرة. لذا على الوالدين عدم إعطاء أطفالهم ألقابًا مؤقّتة تعتمد على الطفل وقدراته، فقد يكون ذلك الطفل متفوقًا في مرحلة دراسية معينة وفعلًا هو أذكى الأطفال في المدرسة ولكن في مرحلة أخرى قد يكون عاجزًا عن الأمر ذاته وتحصيل نفس العلامات. هذا يجعل الطفل يرغب بالحصول على نفس التقدير والاهتمام ويصبح لديه هوس الحصول على أعلى المراتب حتى لو ضعفت قدراته، حيث قد يلجأ للغش أو استخدام الكذب فقط لأنه يريد سماع نفس الجملة من والديه والحصول على الهدايا. لكن على الوالدين فقط تشجيع الطفل على بذل كل ما بوسعه حتى يصل إلى مرحلة النجاح المرجوّة ليشعر بالسعادة لنفسه لأنه هو من اعتمد على نفسه وعلى قدراته ليصبح طفلًا سعيدًا ناجحًا.
- اصمت، اسكت، توقّف عن الكلام: هذه الكلمات والعبارات تساهم وبطريقة كبيرة في فقدان الطفل لثقته بنفسه وبمن هم حوله، لذا على الأهل التوقّف عن استخدامها. ففي حال بدأ الطفل بالكلام وبطريقة غير مناسبة أو بعمل الضجيج والصراخ أو الغناء بصوت عالٍ غير مقبول، فإن الطريقة الأنسب للتعامل مع هذا هو الاستئذان من الطفل بالتوقّف الفوري عن ما يقوم به والتحدّث مباشرة إليه دون ترك وقت بين التوقّف والكلام حتى لا يفكّر بأنه تم إسكاته دون أي سبب. يجب محاولة السيطرة على الأمر من خلال الطلب من الطفل أخذ نفس عميق والتفكير لماذا يقوم بتلك الضجة أو الصراخ، وإن كان فعلًا يعلم ما يقوم به من حركات أو أصوات مرتفعة ورفض التحدّث، فمن الأفضل الطلب منه المشي لفترة قصيرة وعمل تمرينات التنفس حتى يشعر بالراحة ويتحسّن مزاجه ليعلم أن ما كان يقوم به كان غير مناسب. بعدها يجب محاولة التحدّث معه مرّة أخرى مع ابتسامة رضى حتى لو كان الأمر الذي قام به مزعجًا ليسهل عليه الاعتراف بأن ما قام به كان خطأ ولا يكرّر ذلك الأمر مرة أخرى.
اقرأ ايضاً: 6 أنواع للحب قد تؤذي أطفالك نفسياً وجسدياً
GIPHY App Key not set. Please check settings