سرطان عنق الرحم
عند الحديث عن السرطان بشكل عام فإن الإحصائيات تقول أن واحدة من كل ثلاث نساء سوف تصاب بأحد أنواع السرطان في مكان ما من جسمها خلال حياتها.
أكثر السرطانات شيوعًا لدى المرأة هو سرطان الثدي، حيث أن واحدة من كل 7 نساء ستُصاب بسرطان الثدي، سواءً كان ذلك في الدول النامية أو المتقدّمة.
أما معدّل وقوع سرطان عنق الرحم فهو أقل نوعًا ما ويبلغ 128/1حيث أن معدل وقوع سرطان عنق الرحم يختلف بين الدول النامية (يحتلّ فيها المرتبة الثانية بين السرطانات النسائية) والدول المتقدّمة (يحتلّ فيها المرتبة الرابعة من السرطانات النسائية (بسبب إجراء المسح الدوري بواسطة لطاخة عنق الرحم في هذه الدول.
على الرغم من أن معدّل وقوع سرطان الثدي هو الأعلى بين السرطانات النسائية إلا أن معدّل الوفيات في سرطان عنق الرحم أعلى في الدول النامية، ويحتلّ المرتبة الأولى من السرطانات النسائية القاتلة في الدول النامية (سرطان عنق الرحم أسوأ إنذارًا من سرطان الثدي).
على خلاف السرطانات الأخرى في الجسم، فقد تمّ تحديد سبب مباشر ُيعتقد أنه
المسؤول عن جميع حالات سرطان عنق الرحم افتراضيًا (سواء سرطان باطن أو ظاهر عنق الرحم) ألا وهو الفيروس الحليمي البشري Human papilloma Virus -HPV
أي أن جميع حالات سرطان عنق الرحم سببها هو فيروس الـHPV، ولكن الإصابة
بفيروس الـ HPV لا تعني بالضرورة الإصابة بسرطان عنق الرحم.
كما ذكرنا فإن عامل الخطر الأهم في سرطان عنق الرحم هو فيروس الـ HPV والذي ينتقل عادةً عبر العلاقات الجنسية، وعلى الرغم من شيوع العلاقات الجنسية المتعدّدة في الدول المتقدّمة أكثر من الدول النامية إلا أن نسبة حدوث سرطان عنق الرحم قد تراجعت لديهم بسبب شيوع إجراء لطاخة عنق الرحم كإجراء ماسح لسرطان عنق الرحم.
لطاخة عنق الرحم (اللطاخة الخلوية لعنق الرحم)
إن الغاية من إجراء لطاخة عنق الرحم هو الكشف عن الآفات ما قبل الورمية. بالتالي فإن كشف الآفات ما قبل الورمية قبل أن تتحوّل إلى آفات ورمية، ومن ثم علاجها باكرًا يقي من التحوّل إلى سرطان عنق الرحم وعندها يكون الإنذار بالشفاء 100%.
لكن على الرغم من الإجراء الروتيني للطاخة عنق الرحم في الدول المتقدّمة إلا أن نسبة الإصابات لم تنعدم بشكل كامل بل تراجعت من 100000/30إلى 100000/10والسبب هو أن هناك نسبة من النساء ممن لا يراجعن من أجل إجراء اللطاخة وبالتالي لا يتم كشف الآفات قبل الورمية. لأن أغلب الإصابات بسرطان عنق الرحم تحدث عند النساء اللاتي لم تجرَ لهن لطاخة عنق الرحم بشكل منتظم
لمن تجرى اللطاخة ومتى؟
تُجرى لطاخة عنق الرحم لجميع النساء اللاتي لديهن ممارسات جنسية، بغضّ النظر عن وجود شكوى أو غيابها، وبدون وجود آفة واضحة عيانيًا.
يتم أخذ اللطاخة مرة كل سنة، ولكن إذا كانت اللطاخة سلبية لـ 3سنوات متتالية يمكن زيادة الفواصل الزمنية بين اللطاخات، فيتم إجراؤها مرة كل 3 سنوات.
ميّزات اللطاخة:
غير مكلفة وسهلة الإجراء إذ لا تحتاج لخبرة عالية، حيث يمكن أن يُجري لطاخة عنق الرحم كل من الطبيب الأخصائي، أو الطبيب العام المدرّب عليها، أو حتى القابلة المدرّبة، ثم يقوم بدراستها فني يقوم بعزل اللطاخات الطبيعية عن الشاذة، وهذه يدرسها طبيب التشريح المرضي.
تعدّ لطاخة عنق الرحم لطاخة خلوية أي تدرس الخلايا Cytology وليست خزعة نسيجية.
تراجع الآفات ما قبل الورمية وعدم تطوّرها إلى سرطان عنق رحم، إذ تكون هذه الإصابة عابرة، وخاصة الآفات منخفضة الدرجة LSIL/ CIN I إذ أنها تتراجع بنسبة أكبر من الآفات عالية الدرجة.
ولكن يمكن للآفات مرتفعة الدرجة HSIL/ CIN II/ CIN III أن تتراجع عفويًا أيضًا.
ويمكن أن تتطوّر الآفات ما قبل الورمية إلى سرطان عنق الرحم (خاصة عند توافر عوامل الخطورة) لهذا قلنا أنه ليست كل إصابة بفيروس الـ HPV تحتّم الإصابة بسرطان عنق الرحم.
اللطاخة وسيلة مسح موجّهة، ففي حال كانت سلبية نكتفي بالإجراء بشكل دوري بينما في حال الإيجابية نتوجّه للخطوة التالية وهي التنظير المكبّر، الذي يبيّن لنا الآفة وتوضّعها، وبعد تحديد موقع الآفة نُجري الخزعة الموجّهة التي تعتبر الوسيلة المشخّصة.
في حال لم نستطع تحديد مكان الآفة بواسطة التنظير (والخزعة الموجّهة) وكانت نتيجة اللطاخة إيجابية نلجأ لتجريف باطن عنق الرحم والخزعة المخروطية.
وتكون الجراحة في المراحل المتقدّمة (بعد IIa أو IIb) غير مفيدة، لأن الورم يكون قد امتدّ ولا يمكن إتمام العمل الجراحي عند هذه السيدة.
الحالات التي تُفضّل فيها الجراحة على المعالجة الشعاعية:
عند الشابات من أجل المحافظة على الهرمونات القادمة من المبيضين، وفي حال توقّع إمكانية اتّباع العمل الجراحي بمعالجة شعاعية لا بدّ من رفع المبيضين وربطهما إلى جدار البطن الأمامي (تعليقهما بمكان أعلى)، من أجل تجنّب الضهي الشعاعي.
إذا تواجد عند المريضة آفة مرافقة في الحوض كالـ PID8 أو خراج: فالجراحة مفضّلة على الأشعة أيضًا، في حال كانت الحالة قابلة للعلاج الجراحي.
المعالجة الأساسية تقريبًا في جميع الحالات خاصة في المرحلة IIb وما بعدها.
تتحمّل معظم المريضات هذه المعالجة بشكل جيّد، إلا أن لها بعض الآثار الجانبية.
تُعطى في بعض الحالات المعالجة الشعاعية ثم ُتتبع بالمعالجة الجراحية حيث تكون كتلة الورم كبيرة جدًا، أو أن الورم لا يستجيب للمعالجة الشعاعية بشكل جيّد وبالتالي قد يتم اللجوء للجراحة عندها.
وفي بعض الحالات تُعطى المعالجة الشعاعية بعد الجراحة حينما تكون حوافّ القطع إيجابية، العقد اللمفاوية مصابة.
يمكن إشراك العلاجين الكيماوي والشعاعي، وخاصة في المراحل المتقدّمة التي لا يمكن فيها تطبيق الإجراء الجراحي، فالعلاج الكيماوي يزيد حساسية الورم للأشعة.
اقرأ أيضاً: أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي