لا تتوقّف مسؤوليتنا في تربية أطفالنا على تنمية مواهبهم والاهتمام بهم فقط، بل من الضروري زرع بعض العادات الصحيّة لديهم كتعليمهم قواعد النظافة الشخصيّة التي تحميهم من الأمراض وتحافظ على صحّتهم.
ولأن طفلي كباقي الأطفال كثير الحركة واللعب وغير مدرك لخطورة عدم الالتزام بالقواعد الصحيّة، كان من الضروري متابعته حتى يحبّ هذه السلوكيات ويؤدّيها برغبة واهتمام، وبالتالي تصبح من منهج حياته ومن روتينه اليومي ولا تكون مجرد واجب مفروض عليه.
هذا جعلني أبحث عن وسيلة مناسبة لذلك، فقد حاولت اللجوء لبعض الطرق والاستعانة بالأدوات المحبّبة له والتي تساهم في ترغيبه بتعلّم عادات النظافة الشخصيّة:
- ضرت نوعًا من الصابون برائحة الفراولة، وقد اختاره طفلي بنفسه، وله رغوة كثيرة، وعلّمته كيفية غسل اليدين بشكل صحيح، وبشكل خاص غسل ما بين الأصابع جيّدًا. عند غسل اليدين كنّا نقوم بنفخ الفقاعات، الأمر الذي جعل طفلي يرغب بغسل يديه دومًا، قبل وبعد الطعام وقبل الخروج من الحمّام، وبعد الدخول إلى المنزل من الخارج.
- وجدنا في السوبرماركت أشكالًا وألوانًا كثيرة من فراشي الأسنان التي تبدو كألعاب محبّبة للطفل، بالإضافة لمعجون الأسنان المخصّص للأطفال والموجود بأشكال ونكهات تجعل الطفل يحبّ استخدامها. اختار طفلي فرشاته ومعجون الأسنان الخاص به، وقد طلبت منه أن يمارس هذه العملية مرتين على الأقل يوميًّا.
- حتى الشامبو فإنه يوجد منه أنواع مغرية للطفل برسوم وألوان وأشكال وروائح معيّنة تراعي ذوقه ورغباته، فاخترنا النوع الذي يتناسب مع عمره.
- اشترينا نوعًا من المعقّمات التي صُنعت خصيصاً لتبقى بحوزة الطفل أينما وُجد، وذلك لتعقيم يديه بها عندما لا يكون الغسيل متاحاً.
- بالإضافة للمناديل المعطّرة والتي هي من الأشياء التي يجبّ أن يعتاد الطفل على حملها لتعقيم يديه في أي مكان وفي المدرسة أو النزهة أو الرحلات.
- بالنسبة لطفلي يبدو موضوع تقليم الأظافر بأنه مؤلم ومرعب، وكان يرفضه، ولهذا فقد استخدمت مقصًّا مخصّصًا للأطفال ويلائم أيديه الصغيرة.
- خصّصت له منشفته لكي يستخدمها لغسل قدميه باستمرار بعد العودة إلى المنزل سواء من المدرسة أو اللعب أو الزيارات.
- وعلّمته بعض الإجراءات الوقائية عند المرض حتى لا يعدي غيره، مثل استخدام المناديل عند السعال والعطاس، وعدم استخدام المنديل لأكثر من مرة، فضلًا عن ضرورة غسل يديه باستمرار، وعدم الاقتراب الشديد من الأشخاص المرضى.
- أخبرته بضرورة تغيير ملابسه الشخصية يوميًّا للحفاظ على جسمه، وحمايته من العدوى والأمراض المختلفة، سواء الملابس الشخصية التي يرتديها بشكل دائم طوال اليوم، أو المؤقتة مثل الجوارب التي يجب غسلها بعد كل استخدام.
- حاولت القيام بهذه الأمور بطريقة مرحة، وشاركته بعض هذه المراحل، كأن نغسل أسناننا معًا حتى يشعر بسهولة الأمر ويجعله محببًا له. كما وكنت أحدّثه دومًا عن أهمية اتّباع هذه القواعد وتطبيقها، وأن للنظافة فوائد كثيرة ومهمّة على صحّته.
وعمومًا فإن النظافة الشخصيّة لها انعكاساتها الإيجابية على الشخص وخاصة مع تقدّم العمر، لذلك فإن تعليم النظافة الشخصيّة للأطفال لا تساعدهم فقط على اكتساب عادات جيدة في الصغر والحفاظ على رائحة نظيفة فقط وإنما تحميهم من الأمراض في المستقبل.
اقرأ أيضاً: 7 طرق لتعليم الطفل أن يهتم بنفسه
GIPHY App Key not set. Please check settings