ما هو التبول اللإرادي، وما هي أعراضه، ومتى يصبح مؤشرًا لأمراض أخرى، وما هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع التبول اللاإرادي؟ كل هذه الأسئلة يتم طرحها من قبل الوالدين على المختصين في حال أن طفلهم يعاني من التبول اللاإرادي.

سنقوم هنا بالإجابة عن هذه الأسئلة بشكل مبسط حتى يتمكن الوالدان من التعامل مع هذه الحالات بطريقة صحيّة وسليمة حتى تتم السيطرة على موضوع التبول اللاإرادي دون المساس بمشاعر الطفل وثقته بنفسه.

ما هو التبول اللاإرادي؟ هو فقدان السيطرة على التحكّم بالتوقيت المناسب للتبوّل عند الطفل نتيجة عوامل تخصّ الطفل وصحّته، أو نتيجة تغيرات تطرأ فجأة حول الطفل. وبحسب الإحصائيات فإن التبول اللاإرادي عند الأولاد أكثر من البنات وفي أعمار مختلفة.

ما هي أسباب التبول اللاإرادي؟

1. يلعب العامل الوراثي دورًا في ذلك، فإذا كان أحد الوالدين قد عانى من التبول اللاإرادي في الصغر فذلك يجعل أطفالهم معرضين لنفس الشيء بنسبة أكبر من الأطفال الذين لا تتحكّم فيها العوامل الوراثية.

2. كذلك فرط النشاط والحركة عند الطفل تجعله لا يشعر بحاجته إلى التبول بسبب قلة انتباهه وانشغاله بما يقوم به من نشاطات وحركة. هؤلاء الأطفال هم الأكثر عرضة لحالات التبول اللاإرادي.

3. ضرب الطفل وعقابه المستمر سواء كان وحده أو أمام إخوته أو أي شخص آخر حيث تتولد له مشاعر جديدة فيشعر بأنه مرفوض خصوصًا في عمر ما قبل التحكّم في عملية التبول، مما يجعل الأمر أكثر سوءًا ويصبح أكثر عرضة للتبول اللاإرادي.

4. وجود طفل جديد في البيت: عندما يولد طفل جديد في عائلة الطفل الأكبر يبدأ الطفل الأكبر بالشعور بالغيرة من وجود هذا الطفل الجديد، خصوصًا عندما يرى الطفل الجديد يرتدي الحفاظات ويأخذ الاهتمام من والديه. فيقلّد الطفل الأكبر الصغير محاولاً لفت الانتباه له ليعاود التبوّل تقليدًا للطفل وينتهي الأمر بالتبول اللاإرادي ويصبح الأمر خارج السيطرة.

5. حدوث شيء مفاجئ في حياة الطفل مثل فقدان أحد أفراد الأسرة والتي اعتاد هذا الطفل على وجودهم ليصبح فقدانهم أمرًا مزعجًا بالنسبة له ولا يستطيع التعبير عن مشاعره، فيفقد السيطرة على التحكّم في التبول. وكذلك الأمر في حال السفر لأحد الأفراد وفقدان وجودهم الذي اعتاد عليه.

6. الأمراض التي يعاني الطفل منها مثل مرض السكري عند الأطفال. الأطفال المصابون بمرض السكري أكثر عرضة للتبول اللاإرادي، وكذلك أمراض الجهاز التناسلي والجهاز البولي وخاصة التهاب المثانة التي تجعل الطفل لا يشعر بحاجته للتبول أو هو فقط من الالتهاب والتي يشمل وجود الحصوات والالتهابات في مجرى البول الذي يتسبب في فقدان السيطرة على التبوّل. كما أن وجود اللحمية في الأنف تؤدي إلى انسداد في الأنف مما يعيق التنفس عند الطفل ويسبب القلق له وعليه يكون علاج الطفل أن ينام لوقت طويل ولا يشعر بحاجته للتبوّل مما يتسبّب ذلك بالتبوّل اللاإرادي. كذلك مشاكل الغدة النخامية حيث أن قلة إفراز هرمون هذه الغدة يؤثر في السيطرة على التبوّل عند الطفل.

أما بالنسبة للطرق السليمة للتعامل مع حالات التبول اللاإرادي فهي تكون عن طريق:

1. عدم التحدّث عن الموضوع ومشكلة التبوّل اللاإرادي أمام الآخرين بوجود الطفل وأن لا تتم مقارنته بأطفال آخرين خصوصًا من لا يعانون من هذه المشكلة وعدم وصف ذلك بعادات سيئة.

2. المحافظة على خصوصية الطفل وعدم إحراجه وعدم معاقبته وضربة والتحدّث معه جانبًا في حال حدث أي أمر أمام الغير وعدم إخبار الجميع بالأمر.

3. على الوالدين العمل على قضاء وقت كافي ومناسب مع الطفل في حالة ولادة طفل جديد في البيت وعدم التقصير معه على حساب الاهتمام بالطفل الجديد والطلب منه المساعدة في أمور الطفل الجديد حتى لا تنشأ الغيرة بين الأطفال.

4. تدريب الطفل على استخدام الحمام لتفريغ البول عن طريق شرب كميات كبيرة من السوائل في النهار وتدريب الطفل على تأجيل التبوّل لفترة معينة أثناء النهار لتدريب الطفل على السيطرة على حفظ البول إلى حين وقت معين.

5. التناوب بين الوالدين على عملية إيقاظ الطفل من النوم ليلًا على فترات معينة ليتمكّن الطفل من التبوّل خصوصًا في فصل الشتاء.

6. العمل على منع الطفل من شرب السوائل قبل النوم بفترة كافية مثلًا ساعتين خصوصًا المشروبات المنبهّة. كذلك الابتعاد عن الموالح والمكسّرات والأطعمة المالحة والتي تتحوّل إلى سوائل في جسم الطفل أثناء النوم مما يزيد من حاجة الطفل إلى التبوّل وعدم السيطرة عليه خلال النوم.

7. ضرورة توفير جو أسري يتمتع بالهدوء أمام الأطفال ومحاولة التحكّم والسيطرة على الغضب ومشاعر الوالدين على المشاكل أمام الطفل حتى لا يشعر بالخوف والقلق والذي يؤدي إلى التبول اللاإرادي عند الطفل.

8. ضرورة تشجيع الطفل عندما يبدأ بالتحكّم بمشكلة التبول اللاإرادي والتحدث معه عن قدرته على السيطرة ليشعر برغبته بالعمل المتكرّر على السيطرة على الأمر.

9. عرض الطفل على الطبيب المختصّ في حال اشتدّ الأمر وصعُب على الوالدين مساعدة طفلهم في الأمر لتوفير العلاج المناسب في حال أصبحت المشكلة عضوية لتقديم ما يلزم لتجاوز تلك المشكلة مع طفلهم.

اقرأ ايضاً: مخاطر التخلّص من الحفاظ مبكرًا عند الأطفال

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

6 أضرار للمقارنة بين الأطفال

6 أضرار للمقارنة بين الأطفال

متى يبدأ ظهور الأسنان عند الأطفال

متى يبدأ ظهور الأسنان عند الأطفال