من أروع الأمور التي يتركها الأهل لأبنائهم قبل أن يرحلوا بعيدًا عنهم للدراسة أو للزواج وبدء عائلة جديدة هو الذكريات. ومن أروع الذكريات هي ذكريات الاحتفال. فما أهمية الاحتفال؟ وبماذا نحتفل؟ ومتى نحتفل؟ وكيف نحتفل؟
البيت والعائلة التي تجد فيها المرح والفرح والضحك والاحتفال هي التي تشتم فيها رائحة السعادة وهي التي فيها يشعر الأطفال أن الحياة جيدّة والأمور على ما يرام. فوسط الاحتفال يمكننا أن نتذكّر أن هناك ما يستحق أن نعيش لأجله ونذكّر أنفسنا بالاستمتاع بالحياة، كما وإننا في الاحتفال نقف ونضع علامات تذكارية لإنجازاتنا أو نجاحاتنا أو نمونا أو تقدّمنا أو تخطينا عقبات. في الاحتفال نقرّ ونعترف ونعلن ما حدث، وفي هذا شعور جميل وفرح جديد. هذه الاحتفالات تكسر الروتين وتخفّف التوتر، وتجعلنا نقدّر الحياة، ونقلّل من الضغوطات على أنفسنا، كما وتدعونا إلى لحظات من التأمل واسترجاع الذكريات وتذكّر أمور رائعة حدثت في ماضينا. كما وإن كل تلك الاحتفالات الصغيرة التي نمارسها كعائلة مع أطفالنا تولّد في داخلهم الشعور بالامتنان، وهذا الشعور ينمو في نفسية الطفل إلى أن يصبح توجّه قلبه وفكره فيشعر بالامتنان للأزهار التي تزيّن الحقول وللهواء النقي الذي يشتنقه وللهدية الثمينة التي حصل عليها في عيد ميلاده كذلك.
يمكننا أن نحتفل بأي شيء مهما كان بسيطًا، نحتفل بخلع أول سن، والحصول على علامة ممتازة في المدرسة، وانتهاء الامتحانات، وبداية العام الدراسي، والانتهاء من مشروع كبير، وتعزيل المنزل، بالإضافة إلى الاحتفالات الكبيرة مثل أعياد الميلاد وعيد الميلاد والقيامة وغيرها. يمكننا أن نحتفل أيضًا بالأعياد الوطنية كعيد الاستقلال وغيرها.
لا يعني الاحتفال الكثير من المصاريف والرسميات والمظاهر، ولكنه يمكن أن يكون بسيطًا، هدفه الاحتفال والفرح والمرح، ومحوره الأشخاص وشعورهم بهذا الاحتفال. يمكن أن تتشمل الاحتفالات الطعام والموسيقى والضحك والألعاب والأفلام والصور والطبيعة وغيره الكثير…
سواء كانت طعامًا في مطعم أو تم شراؤه من مطعم أو إعداده في المنزل، قد يكون إعداد الطعام معًا أو مشاركة المحتفلين بأطباق متنوعة هم يعدّونها للاحتفال. قد يكون هناك موضوع موحّد لحفلة الطعام مثل اصنع ساندويش بنفسك أو سلطتك الخاصة من مجموعة من المكوّنات، أو وصفات طعام من بلد معيّن مثل الصيني أو المصري أو الإيطالي، أو بلون معيّن مثل طعام باللون الأخضر أو الأحمر… أو أي أفكار إبداعية أخرى.
كما وقد يكون الاحتفال كذلك محوره لعب الألعاب، والتي يجب أن تتناسب مع عمر الأطفال والبالغين. مثلاً الألعاب العائلية أو الألعاب العائلية (بورد) أو الألعاب الرياضية. يمكن استخدام المنزل أو الحديقة أو ملاعب خارجية لعمل هذا النشاط. يمكن إضافة بعض اللمسات الجميلة كالبالونات أو الأعلام، وبعض المشروبات والأطعمة الخفيفة.
بعض الاحتفالات قد يكون محورها نشاطًا واحدًا كالحديث عن موضوع أو لعب لعبة جماعية طويلة أو حضور فيلم. وهناك مجال للإبداع في هذا المجال، فكل عائلة يمكن أن يكون لها لمساتها الخاصة في الاحتفال، فلا مانع إن فكّرت في إطلاق طائرة هوائية أو إشغال نار والجلوس حولها، فما دام روح الاحتفال موجودًا فكل شيء ممكن فالمحبة والفرح والمرح هما ما يجعلان من أي شيء ذكرى جميلة لها أثرها الكبير في قلوب الأبناء.
اقرأ أيضاً: استمتعوا مع أطفالكم قبل أن يكبروا
GIPHY App Key not set. Please check settings