in , ,

 طرق التلامس الجسدي التي يحبّها الأطفال

 طرق التلامس الجسدي التي يحبّها الأطفال

كلّنا نجمع على أن الحبّ هو الأساس في كل شيء في حياتنا، ولأن الحب له معانٍ كثيرة وأحوال عديدة لذلك فإن له عدّة طرق للتعبير من أيام الحمل الأولى حتى ما بعد الولادة ولسنين وسنين كثيرة. فهو يرمز إلى علاقة الطفل بوالديه المباشرة، فأغلب حاجات الأطفال يتم تلبيتها عن طريق الحب، لتصل إلى الطفل بالطريقة السليمة والتي غالبًا ما يتعلّم الطفل من خلالها الطاعة والحبّ والمحبة والاحترام وكل العادات التي يريد الأهل أن يتصّف لها طفلهم.

بناءً على الكثير من الدراسات فإن أول الطرق وأهمها هي التلامس الجسدي. هذه الطريقة تلمس مشاعر الطفل وعقله وقلبه كون الأطفال كائنات عاطفية، فهل نستخدم هذه طريقة التلامس الجسدي مع أبنائنا؟ وهل نحن حريصون على إيصال مشاعرنا لأطفالنا بالطريقة السليمة؟ هنا سنقوم بعرض لهذه الطرق والتي ربما نستخدمها ونحن لا نعلم مدى تأثيرها على أطفالنا، وهي تبدأ كالتالي:

  1. في فترة الحمل الأولى تبدأ الأم دون أن تشعر بملامسة بطنها فرحة بوجود الجنين، ويبدأ الزوج بنفس الحركات لرغبته بأن يشعر بالجنين حتى قبل أن يولد. لكن هل نحن على دراية بأن الجنين يشعر بذلك؟ في الحقيقة نعم، بالرغم من أن الملامسة غير مباشرة في ذلك الوقت إلا أن الجنين يشعر بها وهي تشعِره بالراحة، والدليل على ذلك إن كنا نتبع سرعة نبضات قلب الجنين، فسنجد إنها تختلف عندما يشعر بملامسة والديه له. ولاحقًا عندما تصبح حركة الجنين واضحة، وعندما تشعر بها الأم بشكل أقوى يبدأ الجنين بالتعبير عن حبّه للملامسة بالحركة أكثر. بالنسبة له تعتبر هذه طريقة مباشرة للتواصل مع والديه وهنا تبدأ أولى لحظات الحب بينهم.
  2. بعد لحظة الولادة وبشكل مباشر عندما يتم وضع الطفل على صدر أمه ويكون ملامسًا لها بشكل مباشر حتى قبل تنظيف الطفل التام. تعتبر هذه اللحظات الأقوى بالنسبة للطفل، لأنه خرج من عالم إلى عالم آخر، وكل ما يحتاجه هو أن يشعر بالأمان. عندما تتحدّث إليه أمّه ويدرك إن هذا الصوت معروف له، وهذه اللمسات معتاد عليها يتوقف عن الصراخ ليخبرهم بأنه الآن يعلم أنه في أمان. يحصل على الحبّ بدون أي شروط من خلال تلك اللمسات اللطيفة خصوصًا إن حظي الأب بأن يشهد أولى لحظات ولادة الطفل الذي انتظره لمدة طويلة. هذه اللحظات الأولى هي كفيلة في أن تسهّل المهمة على الطفل في معرفة لغة الحب الأولى وهي التواصل الجسدي.
  3. ولأن الطفل الرضيع يستطيع تمييز الفرق بين اللمسة المزعجة واللمسة الرقيقة، فإن لحظة الرضاعة الطبيعية هي الأفضل له لأنه من خلالها يقترب من أمه إلى أقصى الحدود ليأخذ الغذاء والحياة من خلالها. احتضان الطفل بطريقة قريبة جدًا من الجسد تجعله يشعر بحب لا حدود له من خلال الملامسة الجسدية والتواصل البصري، ويكون وقتها في أقصى درجات الشعور بالأمان. الدليل على ذلك هو نوم الطفل لساعات طويلة أثناء الرضاعة لأنه يحصل على كل شيء في نفس الوقت أي الغذاء والحب والأمان، وهذا يكفي له في تلك المرحلة العمرية.
  4. يشعر الطفل بحاجته للّمس، فهو قادر على التعبير عن تلك الحاجة من خلال البكاء. يستغرب والداه منه فهو يشعر بالشبع، وهو نظيف، وقد نام نومًا كافيًا فماذا يريد ذلك الطفل ولماذا يبكي؟ كل ما يحتاجه الطفل هو الشعور بالقرب من والديه، وما يطلبه وقتها هو أن يقوموا بالاقتراب منه والتواصل البصري معه والتحدّث إليه. لكن للأسف هناك العديد من الأمهات والآباء يلمسون أطفالهم فقط عند الضرورة ليس بخلًا في قضاء الوقت معهم، بل لأنهم لا يشعرون بضرورة ذلك الأمر كونه قد حصل على كل ما يلزمه في تلك المرحلة.
  5. يبدأ الطفل بالنمو، وهنا لا تقلّ حاجته عن الملامسة الجسدية، فقد وصل إلى مرحلة الاعتياد عليها وأصبح بحاجة لها بشكل أكبر. هنا تشمل الملامسة الأحضان والقبلات واللعب معهم وإلقاء كلمات المحبة أثناء ملامستهم، ولا تقتصر هذه الأمور على الإناث كما يعتقد الكثيرون بل الأطفال الذكور بحاجة لها كذلك. علينا الابتعاد تمامًا عن فكرة إن هذه الطرق تؤنّث الولد، بل على العكس تمامًا إن اعتاد الطفل عليها فهي تصبح غريزة لديه في المستقبل فيكون أخًا حنونًا وأبًا قادرًا على إيصال مشاعرة لأطفاله.
  6. أغلب الأطفال عندما يصلون إلى عمر الست سنوات تقريبًا يفضّلون اللعب باليدين وركوب الظهر والمصارعة مع والديهم، وخصوصًا الذكور. لا مانع من اللعب معهم بهذه الطريقة والتي تعتمد بشكل أساسي على الملامسة الجسدية، ولكن بطريقة مختلفة وبنفس الوقت طريقة مرغوبة عند الطفل. يجب أن تكون طريقتنا في اللعب معهم فيها حنان مع المحافظة على التواصل البصري والابتسامة ليكون الطفل على دراية بأننا هنا نلعب. عندها نكون قادرين على ملء الخزان العاطفي عند الطفل والذي بدوره يعزز ثقة الطفل بنفسه ويمتّعه بالصحة النفسية المطلوبة له.
  7. طريقة أخرى للتلامس الجسدي والتي قد تبدأ من عمر صغير وهي عندما نقوم باحتضان الطفل أثناء قراءة القصص له، وأثناء وضعه للنوم ليلًا، أو أثناء النوم في النهار. عندما يطلب الطفل من والديه أو من أحدهم مرافقته للنوم فهو يطلب منهم ملامسته بطريقة مختلفة. غالبًا ما يحتضن الطفل يد والديه أثناء النوم أو يعانقتهم فقط ليشعر بتلك الملامسة ويفرح بها لتكون مصدر الحب والأمان له. كذلك عند شعور الطفل بالمرض فهو يطلب وجود والديه بقربه وملامسته ويدّعي وقتها بأنه أصبح في حال أفضل. فنحن هنا قمنا بتعبئة الطفل من رأسه إلى قدميه بمشاعر حب وأمان لن يبحث عنها خارج البيت مهما أصبح كبيرًا.

اقرأ أيضاً: 4 طرق تساعد الوالدين على جعل طفلهم يشعر بأنه مميّز

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

5 حلول للأم العصبية تساعدها في إدارة شؤوون أبنائها

5 حلول للأم العصبية تساعدها في إدارة شؤون أبنائها

أسباب الزلّة التنفسية (ضيق التنفس)

أسباب الزلّة التنفسية (ضيق التنفس)