أخبرني طفلي عن السلوكيات غريبة يقوم بها أصدقاؤه في المدرسة، كالقفز على حائط المدرسة للهروب منها وتمضية هذا الوقت الذي يهربون فيه في الشوارع أو المقاهي والحدائق أو لتعاطي السجائر…. وكان يتحدّث عن هذه التصرّفات بطريقة يحاول فيها معرفة موقفي منها وردة فعلي عليها…
ردّة فعلي التلقائية على هذا الحديث كانت توجيه التنبيهات له وتحذيره من الانسياق وراء هذه التصرّفات، وتهديده بالعقاب في حال قيامه بأي سلوك سيء من هذا النوع، وعلى ما أعتقد أن هذا ما سيفعله معظم الأهل أيضًا!!!!! لكن فيما بعد أدركت أن تصرّفي معه كان خاطئًا. فقد أخبرني عن هذه السلوكيات لأنه كان يريد معرفة الصح من الخطأ، فهو يجهل الطريقة الصحيحة في التصرّف أو التفكير، وليس لديه المعرفة ولا الخبرات اللازمة. لذا كان عليّ منحه معلومات دقيقة حول السلوك السليم الذي ينبغي ممارسته في المواقف التي يتعرّض لها بدلًا من معاملته كما لو أنه شخص ناضج، وتهديده بالعقاب…. وقد علمت أن سوء فهمنا لسلوك أطفالنا يدفعنا في كثير من الأحيان لمعاقبتهم بقسوة وتحميلهم ما لا يطيقون نتيجة سلوكياتهم العفوية بالنسبة لهم والتي تحمل وجه الطفولة.
هذه بعض الخطوات التي حاولت تطبيقها مع طفلي حتى أساعده وأعلّمه السلوك الصحيح:
- عدم التعامل بقسوة معه عند التصرّف بشكل سيء، حتى لا يبتعد عني ، ومنحه حرية محدودة بضوابط ليتمكّن من التمييز بين الصح والخطأ وبين المسموح والممنوع.
- طلبت منه الابتعاد عن رفاق السوء الذين قد يؤثرون عليه.
- حاولت التعبير له عن حبّي من خلال الثناء والمديح والتشجيع على الأعمال الجيدة والمفيدة، وجعله يشعر بالأهمية واحترام آرائه، فالحبّ (بكل أشكاله وطرق التعبير عنه) قادر على تغيير الطفل وحمايته بشكل جذري .
- شجّعته على إشغال وقت فراغه بالأمور المفيدة، والاشتراك في أحد الأندية الرياضة، وتطوير عادة القراءة، وشجّعته أيضًا على التفوّق العلمي.
ساعدتني هذه الخطوات على التقرّب منه ومساعدته على تمييز الصح من الخطأ. ولأن الحياة علّمتنا أن السلوك الخاطئ لا يأتي من فراغ، ولا يحدث فجأة وإنما يبدأ بسلوكيات غير مألوفة في سن مبكرة، توجّب علينا أن ننتبه لها فور حدوثها وأن لا نتوانى عن علاجها، حتى لا يكون أطفالنا فريسة هذه السلوكيات.
اقرأ ايضاً: سلوكيات الأطفال الخاطئة وطرق علاجها
GIPHY App Key not set. Please check settings