in ,

رسالة إلى أبنائي

رسالة إلى أبنائي…

يكبرون سريعًا، نشعر أنهم وبلمح البصر قد أصبحوا يافعين وشبابًا بعد أن كانوا رضعًا بين أيدينا. هذا ما يشعره معظم الآباء والأمهات من نحو أبنائهم. هم مميزون ومحبوبون ولهم غلاوة وقيمة عالية في قلوبنا كآباء وأمهات، وفي فكر وقلب كل منّا الكثير من الكلام، قد نعجز عن قوله أو الإفصاح به، نأمل أن تعبّر هذه العبارات عمّا يجول في خواطر الآباء والأمهات ليصل إلى قلوب الأبناء والبنات ويجعلهم يشعرون بغلاوتهم وقيمتهم.

 ابني/ ابنتي…

أتمنى أن تشعر بأنك محبوب، وأنك ثمين وغالي. محبوب مني محبة بلا شروط، محبوب لشخصك، ولأنك أنتَ.  أرجو أن تشعر بمحبتي لكِ، قد أعجز أو أفشل في إظهارها، أو قد تعجز أنت عن الشعور بها. لكن اعلم أن لك في القلب محبّة كبيرة، فكأم أنت خرجت من أحشائي ومن فمك نطقت الكلمة التي ملأتني بالحب والفرح “ماما”. الله منحني إياك أروع هدية في حياتي، أشكر الله عليها. الله منحني إياك أعظم مسؤولية على عاتقي، أعمل ما في وسعي لأكون على قدرها.

أتمنى أن تستمتع بالحياة، قد تبدو الحياة صعبة، وسيكون ما هو أصعب وأقسى في المستقبل، لكن هناك الكثير لتشعر بالامتنان والشكر له، يمكنك أن تحتضن الحياة وتستمتع بكل لحظة فيها. أذكّرك أنك كنت سبب فرح كبير لنا ولعائلتنا ولكثيرين من حولنا. نفرح ونستمتع بكل لحظة أنت فيها في حياتنا. نستمتع بك منذ أن ولدت، نستمتع حتى في الأوقات الصعبة معك، لأننا نعلم أن كل لحظة تمر ولا تعود، ونعلم أنك لست ملكًا لنا ولكنك للحياة وفي يوم ما ستتركنا وتبدأ عائلتك الجديدة، ونرجو أن تكون قد قضيت أوقاتًا ممتعة معنا قبل أن ترحل.

أتمنى أن تقبل نفسك كما هي، وتثق بما تفعل، فأنت مميّز بشخصك، أنت مقبول وغالي. ليس هناك من هو مثلك، ولا من هو أفضل منك ولا من أنت أفضل منه. أنت لست موضوع مقارنة مع أحد. أنت فريد ومميز وغالي وثمين، بشكلك وبشخصيتك وبكل ما فيك ليس له مشابه. نرجو أن تشعر بقبولنا لك، وسامحنا إن قارناك بغيرك أو قللنا من قدرك، فهذا كله غير مقصود. أنت مقبول ومحبوب حتى لو أخطأت وحتى لو فشلت، فأنت ابن غالي، وستفهم ما معنى ابن عندما تتزوج ويكون لك ابن، وعندها ستتذكّرنا.

أتمنى لك السعادة، كن في فرح أينما كنت، وأي من كان معك، وأينما ذهبت. أبقِ الابتسامة على شفتك، اضحك، استمتع. إن ابتسمت مهما كان فسيكون أسهل عليك أن تضحك فيما بعد.

وفي النهاية أقول لنفسي ما قاله جبران خليل جبران: أولادكم ليسوا لكم أولادكم أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها، بكم يأتون إلى العالم، ولكن ليس منكم. ومع أنهم يعيشون معكم، فهم ليسوا ملكاً لكم. أنتم تستطيعون أن تمنحوهم محبتكم، ولكنكم لا تقدرون أن تغرسوا فيهم بذور أفكاركم، لأن لهم أفكارأً خاصةً بهم. وفي طاقتكم أن تصنعوا المساكم لأجسادكم. ولكن نفوسهم لا تقطن في مساكنكم. فهي تقطن في مسكن الغد، الذي لا تستطيعون أن تزوروه حتى ولا في أحلامكم. وإن لكم أن تجاهدوا لكي تصيروا مثلهم. ولكنكم عبثاً تحاولون أن تجعلوهم مثلكم. لأن الحياة لا ترجع إلى الوراء، ولا تلذ لها الإقامة في منزل الأمس. أنتم الأقواس وأولادكم سهام حية قد رمت بها الحياة عن أقواسكم. فإن رامي السهام ينظر العلامة المنصوبة على طريق اللانهاية، فيلويكم بقدرته لكي تكون سهامه سريعة بعيدة المدى. لذلك، فليكن التواؤكم بين يدي رامي السهام الحكيم لأجل المسرة والغبطة. لأنه، كما يحب السهم الذي يطير من قوسه، هكذا يحب القوس الذي يثبت بين يديه .

اقرأ أيضاً: كيف تبني علاقة ناجحة مع أبنائك

What do you think?

Written by شيرين

زوجة لزوج خفيف دم
وأم لطفل واحد ولكنه ليس وحيد، أحب الشوكلاته ولا أستغني عن القهوة، أتعلّم من النملة في نشاطها، أحب الكتابة ولدي شغف للمناهج والتعليم والتدريب

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

أهمية إشراك الأبناء في وضع القوانين المنزلية

أهمية إشراك الأبناء في وضع القوانين المنزلية

وصفات خريفية: كيك القرع أو اليقطين

وصفات خريفية: كيك القرع أو اليقطين