in , ,

أهمية إشراك الأبناء في وضع القوانين المنزلية

وضع القوانين في البيت لتربية الأبناء أمر مهم جدًا يحتاجه جميع الآباء والأمهات بغضّ النظر عن قدرتهم على التربية والنظام، إلا أن وجود القوانين هو حاجة ماسة للأبناء منذ ولادتهم حتى يعتاد عليها الأبناء لتصبح جزءًا مهمًا في التربية. وقد أجمع العديد من التربويين والأخصائيين على ضرورة وأهمية أن يكون للأبناء دور في وضع القوانين عندما يشعرون بأن الطفل قادر على استيعاب والديه وكلماتهم، عندها على الوالدين أن يطلبوا من الأبناء الجلوس معهم ومشاركتهم ووضع القوانين سويًا.

من المهم جدًا اتباع هذه الخطوات لضمان التزام الأبناء وتجنّب المشاكل لاحقًا:

  1. أن تكون القاعدة ثابتة: عندما يقوم الأهل بوضع قانون أو قاعدة للتعامل مع أمر ما، عليهم أن يكونوا ثابتين وملتزمين في المحافظة على تلك القاعدة أو القانون ومحاولة عدم كسرهما إلا في حالات معينة وخاصة جدًا. مثلًا عندما يتبيّن للأهل عكس ما حدث، أو اعترف أحد الأبناء بأمر لم يكن من البداية، وعليهم توضيح سبب كسر القاعدة وأهمية الصراحة منذ البداية خصوصًا أن الأبناء قد شاركوا في وضع تلك القاعدة مع والديهم.
  2. إن تم تجاوز القاعدة: أفضل طريقة لتفادي تجاوز القاعدة من قبل الأبناء هو أن يتم وضع قانون آخر بالتعاون مع الجميع وبيان أن هذا القانون يخصّ التجاوز. فإن تم تجاوز القاعدة وعدم الالتزام فسيحصل ما تم الاتفاق عليه. غالبًا ما يضطر الوالدان لاستخدام ذلك خصوصًا في المدة الزمنية لمشاهدة التلفاز أو الألعاب الإلكترونية أو وقت النوم لأن أغلب الأطفال يحاولون كسب وقت إضافي في هذه المجالات.
  3. الالتزام بكلمة نعم أو لا: من الضروري جدًا للوالدين التفكير جيدًا قبل منح أبنائهم قبول أو رفض أي عمل. فإن اعتاد الأبناء على ذلك فإنهم سيستخدمون كل طاقاتهم لتغيير رأينا لأننا قمنا بذلك سابقًا. لذلك قبل القبول من الأفضل للأهل أن يطلبوا من الأبناء بعض الوقت للتفكير قبل الرفض أو القبول كي لا يضطروا إلى تغيير رأيهم، خصوصًا إن كانوا لا يعرفون ماذا يجب عليهم أن يفعلوا.
  4. التعامل مع الولد والبنت بنفس الطريقة: من المؤسف أنه في بعض المجتمعات العربية تقوم تربية الولد الذكر بطريقة مختلفة تمامًا عن تربية الأنثى، حيث يتمتّع الذكر بالحرية واللامبالاة في تصرّفاته بل والتحكّم أحيانًا بإخوته الإناث حتى لو كانوا أكبر عمرًا منه فقط لأنه الذكر. لذلك وحتى لا يصل الوالدان إلى مرحلة التناقض في تطبيق القوانين والقواعد، فعليهم عدم التفرقة والتعامل بين الذكر والأنثى بنفس الطريقة حتى يضمنوا نجاح واستقرار التربية.
  5. الابتعاد عن الصراخ: وكذلك الضرب والتحقير والتوبيخ، فكل هذه الأساليب ما هي إلا مدمّرات للتربية، واستخدامها يسبّب هدم ثقة الطفل بنفسه وبوالديه الذين في نظره مصدر الثقة والأمان. يمكننا دائمًا الاستغناء عن هذه الأساليب السلبية واستبدالها بما هو عكسها تمامًا. فبدل الصراخ على الأهل استخدام أسلوب الحوار الهادئ، وبدل الضرب عليهم الاحتواء واستخدام اليدين للحضن والملامسة الجسدية، وبث الرسائل الإيجابية بدل من السلبية عند التحدّث عن الأمر.
  6. التواجد في حياتهم قدوة صالحة: من الأمور العفوية التي تحصل بين الأطفال ووالديهم هي تقليد الوالدين في عملهم وتصرّفاتهم وحتى في طريقة كلامهم، لذا يلجأ الأبناء للأسئلة الكثيرة ليجدوا ما يبحثون عنه من خلال والديهم ليكونوا على أشباههم. لذلك على الوالدين أن يكونوا قدوة صالحة للأبناء في تصرّفاتهم حتى ينعكس ذلك على سلوك الطفل، فيصبح هادئًا في النقاش كوالديه ويكون مستمعًا جيدًا لغيره وغيرها العديد من السلوكيات الإيجابية التي نحبّ أن نرى أبناءنا يقلدوننا بها.
  7. تقبّل الطفل على ما هو عليه: من أهم القواعد التي تجعل تغيير الطفل إلى الأفضل أمرًا سهلًا هي عندما يجد الطفل نفسه مقبولًا لدى والديه بالرغم من عيوب يعلم بوجودها فيه. مثلًا عندما يصرخ الطفل كثيرًا حتى يحصل على ما يريد ولكنه في نفس الوقت يجد والديه ينظران إليه ويتصرّفان معه وكأنه لم يصرخ، سيتفاجأ الطفل خصوصًا عندما يشعر ويسمع من والديه أن المرفوض هو سلوكه وليس هو نفسه.
  8. العقاب على قدر الخطأ فقط: وهي من الأمور الأساسية التي يصعب التعامل معها. قد ينفعل الأهل عندما يخطئ طفلهم خصوصًا إن تسبّب لهم بالإحراج، فنجدهم يُوقعوا أقسى أنواع العقوبات عليه للتعبير عن غضبهم ورفضهم لما قام به. لكن يصعب على الطفل استيعاب هذا، لأنه لا يجد نفسه مخطئًا مثلاً عندما يكسر قطعة ثمينة عند أحد الأصدقاء فهو بالخطأ مدّ يده ليمسكها فوقعت وانكسرت. لذا على الأهل تقديم العقاب المناسب على قدر الخطأ وليس على قدر الغضب.

على الأهل التأني والتفكير قبل وضع القوانين حتى تصل أفكارهم للأبناء بأن هذه القوانين هي أمر ملزم لضمان السلام والأمان والمحبة للجميع، ولأنهم عائلة واحدة قاموا بوضع تلك الأمور سويًا لتصبح مسؤولية مشتركة على الجميع، بضرورة الالتزام واحترام الآخرين ورأيهم بل ودعمها أيضًا.

اقرأ أيضاً: 5 قوانين منزلية مهمة وضعناها أنا وزوجي لأطفالنا

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

5 طرق تساعد الأهل في التعامل مع المراهق

5 طرق تساعد الأهل في التعامل مع المراهق

رسالة إلى أبنائي

رسالة إلى أبنائي