الكذب هو من أبشع الصفات التي يمكن لأي شخص أن يتمتع بها صغيرًا كان أم كبيرًا. وهذا لما يتسبب به من افتعال المشاكل بين الأطراف والأشخاص المقربين، والتي قد تتطوّر تدريجيًا لتصبح أحد أسباب انقطاع علاقة هؤلاء بعضهم مع بعض، لعد تمكّنهم من تحمّل الأساليب الملتوية في حياة الطرف الآخر.

لأن الكذب شيء غير محبّب، وهو عادة غير مرغوب بها، فيجب القضاء عليها قبل أن تتأصل في حياة الطفل. من الضروري أخذ الأمر على محمل الجّد والتصرّف حياله فهو أمر حسّاس وله نتائج وعواقب خاصّة إن تسبب في افتعال المشاكل. ومن المهم أيضًا رفض مصطلح كذبة بيضاء في الأسرة حتى لو كانت عن طريق المزاح.

ولكن هل فكّرنا يومًا ما لماذا يستخدم أطفالنا الكذب؟ وما هي أنواع الكذب؟ نعم أنواع الكذب.. لأن الطفل ذكي ويستطيع إخراج نفسه من المشاكل، فهو يختار نوع الكذب المناسب للموقف حتى يتم تصديقه، معتقدًا أن هذا يُبعده عن العقاب وعن المشاكل، ويبقى هو الطفل المطيع في نظر الآخرين. لذلك هنا سنقوم بعرض أشهر أنواع الكذب عند الأطفال والتي هي كالتالي:

  1. كذب الخيال: أو ما يسمّى بالكذب الخيالي والذي من خلاله يقوم الطفل بالكذب كما في الحكايات الخيالية والقصص الكاذبة. فمن خلال قراءته لتلك القصص الخيالية نجد أنه يتأثر، ولأن القصص هذه تلفت انتباهه، فيشعر أنه وبمجرد أن كذب كذبة خيالية يتمكّن من لفت الانتباه له، ويصبح المركز الذي تنظر إليه العيون. كما ويجب أن لا ننسى أن الطفل ما زال غير قادر على التمييز بين الخيال والواقع.
  2. كذب التفاخر: وفي الأغلب يسمّى الكذب الاجتماعي، ويكون أغلبه بين الأطفال وأصدقائهم. يستخدم الطفل الكذب الاجتماعي ليخبر أصدقاءه أنه مستقل في البيت وله شخصيته، وليظهر على مستوى مختلف مما هو في الواقع. كما وقد يخبرهم بأن وضعه المادي مختلف عن الحقيقة حتى لا يشعر بأنه أقل منهم في أي شيء. ينمو هذا الكذب في أولى مراحل المدرسة بين الأطفال.
  3. كذب الإنكار: أو ما يسمّى كذب الدفاع عن النفس، وهذا هو أكثر الأنواع انتشارًا بين الأطفال. قد يلجأ الطفل للكذب حتى يدافع عن نفسه ليتجنّب أمرًا ما خاصة العقاب. هنا يحاول الطفل حل تلك المشكلة عن طريق الكذب لتجنب مشكلات فردية وجماعية قد يتعرّض لها أو للهروب من مسؤولية عمل معين.
  4. كذب المبالغة: ويبدأ هذا الكذب مع الطفل عن طريق البدء بسرد حكايات طويلة تبدو في بداية الأمر للوالدين صادقة، نظرًا لإدماجها مع وقائع حدثت، إلا أنها في الحقيقة من نسج الخيال. قد تكون قصة حقيقية ولكن الطفل أضاف لها بعض التفاصيل من الخيال وبالغ بها. يستخدم الطفل هذا الأسلوب للهروب من واجباته المدرسية ومن طلبات والديه منه.
  5. كذب الأهداف: يستخدم الطفل أسلوب الكذب هذا ليحقّق من خلاله أهدافه الخاصة، خصوصًا إن كان والداه قد حرماه من أمر ما مفضّل له. يكذب الطفل بطريقة ذكية على والديه محاولًا إسقاط ذلك الحرمان عن عاتقه ليحقق أهدافه. مثلًا يكذب الطفل على والديه بأنه قام بترتيب غرفته أو عمل واجباته المدرسية حتى يتمكّن من مشاهدة التلفاز بعد أن تم حرمانه منه.
  6. كذب الوقاية: وهذا النوع من الكذب يعتبر الأكثر انتشارًا في المدرسة بين الأطفال. يقوم الطفل بإخبار معلمته بأنه قام بحلّ الواجب ولكنه نسي أن يحضره معه إلى المدرسة، هنا يحاول الطفل أن يحمي ويقي نفسه من العقاب في المدرسة، ومن إخبار والديه والذي قد يترتّب عليه عقاب آخر في البيت. فمن خلال كذبة يكسب الطفل بعض الوقت لحلّ الواجب لاحقًا دون تعرّضه لأي أذى من المدرسة أو من الوالدين.
  7. كذب التقليد: وهو الأكثر انتشارًا في البيت وسط العائلة، والذي من خلاله يحاول الطفل تقليد أحد والديه أو إخوته الكبار حتى لو كان يعرف حقيقة الأمر ويدرك أنه غير صحيح، فهو يريد تقليدهم فقط في هذا الأمر كما في الأمور الأخرى كالكلام والتصرفات والضحك وغيرها. هذا يجعل الطفل يشعر بأن أمر الكذب هذا أمر بسيط كباقي الأمور التي يقلّدها.
  8. كذب الانتقام: هذا النوع من الكذب قد يتحوّل تدريجيًا إلى عامل نفسي، فالطفل يستخدمه للانتقام من مواقف أو من أشخاص تركوا عنده مشاعر سلبية. فهو مستعد أن يفعل أي شيء لينتقم، فقد يكذب بخصوص خبر ما حتى يجلب الأذى لطفل آخر قام بضربه أو ظلمه أو يشعر بالغيرة من نحوه. ما يميّز هذا النوع من الكذب أن الطفل يقوم بالتحضير لتلك الكذبة لأنه يشعر بحاجته للانتقام، كما ويكون هذا النوع من الكذب مصحوبًا بالتوتر النفسي الذي له تأثيرات في المستقبل إن لم يتم التعامل معها.
  9. الكذب المتمكّن: وهذا النوع من الكذب يكون مصاحبًا للطفل ولا يتركه أبدًا، فالطفل يستخدم الكذب بشكل مستمر وفي كل جوانب حياته، وهو يعلم أنه أمر غير جيد ولكنه يصبح متمكنًا منه ويلازمه بكل تصرفاته دون وعي. هذا يجعل الأمر أكثر صعوبة على من هم حوله في التمييز إن كان الطفل صادقًا أم كاذبًا بسبب قدرة الطفل العجيبة في استخدام ذلك الكذب.

اقرأ أيضاً: كيف أعاقب طفلي دون إيذاء نفسيته

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

التهاب المجاري البولية

التهاب المجاري البولية

3 طرق للمحافظة على مشاعر الطفل البكر

3 طرق للمحافظة على مشاعر الطفل البكر