in , , ,

4 أساليب خاطئة على الأب تجنبها مع أبنائه

هل فكرنا يومًا بالأساليب التي نتّبعها مع أبنائنا إن كانت أساليب تربوية جيّدة أم هي مجرد أساليب نتّبعها لأننا اعتدنا عليها؟ وهل كانت هذه التصرّفات والطرق التربوية التي نتّبعها فقط لأنها متوارثة ونعتقد أنها الأفضل لأنه مرّ عليها زمن طويل؟

التربية الحديثة مختلفة نوعًا ما عن ما قبلها نظرًا لاختلاف الأجيال والعادات وبعض التقاليد و أساليب التربية، ونظرًا للتطوّرات في المجتمعات والتطوّرات التكنولوجية. أُجريت أبحاث ودراسات على مستوى تأثير أساليب التربية المتّبعة في  هذه الفترة الزمنية، وتم التركيز فيها على الآباء وعلى تربيتهم للذكور بشكل خاص، حيث يعتبر الأب نفسه مسؤولًا عنها بشكل مباشر. تم طرح سؤال على الأبناء على سبيل المزاح، وهو ما أفضل شيء يجعلك أبًا مميزًا وأسوأ شيء يجعلك أبًا سيئًا في المستقبل؟ ولأنهم أطفال فلا بد لهم أن يتأثروا بواقعهم فيتحدثوا عن أفضل ما بوالدهم وكذلك أسوأ ما فيه حتى لو  كان مجرد عدم موافقته على منحه دقائق إضافية لمشاهدة التلفاز. أغلب الأمور التي أجمع عليها الأطفال والتي تجعل من الأب شخصًا سيئًا أو غير مرغوب به كانت كالتالي:

  1. العنف والصراخ المستمر: عندما ينفعل الأب من تصرّف أحد أبنائه فهو لا إراديًا يفقد سيطرته على نفسه بشكل أسرع من الأم، ويستخدم سلاحة الوحيد الذي يختصر كل الأمور وهو الصراخ على الأبناء. قد لا يتوقّف الأمر هنا، فالأب قد يكون بطبعه عصبيًا وبالتالي ينفعل على الأبناء بطريقة جارحة فيبدأ بالشتم وينهال عليهم بالألفاظ دون إدراك لما تتركه من تأثير. ربما قد مرّ الاب بيوم صعب في العمل، فكانت الطريقة الوحيدة لتفريغ غضبه هو في طفله، وحدث ذلك في لحظة قصيرة فقط عندما رفض مشاركة أخيه اللعب أو لم ينهي واجباته أو غيرها. مع الصراخ المستمر والألفاظ والشتم نجد أن الطفل فقد ثقته بنفسه وفقد عنصر الأمان الذي كان والده مصدره الرئيسي، وقد يعتاد على الأمر مع مرور الوقت ليصبح صراخ والده وشتمه له مجرد عادة من العادات اليومية.

  1. المقارنة وعدم العدل: هذا الموضوع الذي يعاني منه أغلب الأطفال في جميع دول العالم، وهو لا يرتبط بمكان أو بعادات أو تقاليد أو دين أو أي شيء آخر. كاد هذا الأمر أن يصبح صفة من صفات التربية وهو أن يكون للأب طفل مفضّل يقارن إخوته بهم فلا يعدل بين جميع الأبناء لأنهم يختلفون عن بعضهم البعض. حيث يفضّل الأب الابن الذكي الذي يفهم بسرعة من نظرات عيون والده ماذا يريد خصوصًا إن كان بين مجموعة من الناس، حيث يخبرهم أن تربيته هي التي جعلت ابنه هكذا وبنفس الوقت يقارنه مع أبنائه الآخرين، فيقول: ولكن ابني الآخر لا يقوم بنفس الشيء، ولا أدري لماذا، ربما يعاني من مشكلة أو بسبب وقته مع والدته أكثر أو أي سبب يمنحه التميّز كأب جيّد لأن طفله الأكبر فهم عليه. إلا أن الأب لا يعلم أنه بهذه الطريقة يكون قد بنى أولى خطوات العدوانية بين الإخوة وذلك بسبب لشعورهم بعدم المساواة.

  1. النقد السلبي المستمر: بعض العبارات التي تقتل الطفل وتقتل نفسيته وتقتل ثقته بنفسه وتقتل ثقته بوالده وتقتل ثقته بكل مَن هم حوله، تعمّدت تكرار كلمة تقتل لأنها المعنى الوحيد لما يشعر به الطفل هي عبارات يقولها الأب باستمرار عندما يطلب من ابنه شيئًا ولأول مرة ولا ينجح الطفل به. حيث بدلًا من أن يشجّعه ليحاول مرة أخرى، ينتقده من خلال عبارات جارحة: “أنت لا تنفع ولا تصلح لعمل أي شيء” أو “أنت شخص فاشل لن تتحسّن طوال حياتك”. يقول الأب هذه العبارات بكل جدّية معتقدًا أنها الطريقة الصحيحة التي ستدفع الطفل لأن يتغيّر للأفضل. فالأب هنا لا يدرك مدى التأثير النفسي في طفله والذي يبدأ بشعور الطفل أن لا قيمة له في هذه الحياة، وأنه يحتاج للآخرين دائمًا لإتمام عمله فهو غير قادر، فمهما عمل لن ينال الرضا لأنه اعتاد على النقد السلبي فقط. لن يحتاج الطفل أن يعزّز نفسه بنفسه ولن يكون لديه حب الإصرار على العمل وإعادة المحاولة لأن مَثله الأعلى وهو والده قد حكم عليه بالفشل.

  1. إلقاء المحاضرات بدل الحوار: هذا التصرّف غير العقلاني الذي يقوم به الأب عندما يخبره الأبناء بأمر ما، فمجرد أن يقول الابن ما قد حصل معه أو ما يفكّر في القيام به سرعان ما نجد الأب يقوم بمقاطعة الابن وإخباره أن هذا غير صحيح ولا يجوز، وأن كل كلمة تعاكس تمامًا ما يقوله الابن، وعندما يسأل الابن والده لماذا؟ فلن يكون لدى الأب سوى إجابة واحدة وهي “أنا والدك وأكبر منك وأعرف أكثر منك” ولا تناقشني بالأمر واعتبر الأمر انتهى. هنا قام الأب بقطع كل وسائل التواصل مع ابنه وأبعده عنه نهائيًا فيبدأ الابن بالبحث عن مصدر آخر للحوار بدلًا من طريقة المحاضرات التي يستخدمها والده وخصوصًا في فترة المراهقة. يلجأ أغلب الأبناء إلى مصادر وأشخاص غير ثقة للحوار معهم والتحدّث إليهم والذي سينتهي الأمر به أن يحصل على معلومات وأمور ونصائح هو بالغنى عن معرفتها في ذلك العمر، والأهم من هذا كله أن هذه الأمور كان على الأب أن يطلعه عليها لأهميتها.

اقرأ أيضاً: نصائح عملية لتقوية علاقة الأب بأبنائه

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

5 خطوات ساعدتني في تربية أطفالي بعد سفر زوجي

5 خطوات ساعدتني في تربية أطفالي بعد سفر زوجي

كيك بوش دي نويل Buche de noel

كيك بوش دي نويل Buche de noel