7 أمور يشعر بها الطفل عندما يوبّخه أحد أمام والديه
كم من الأطفال يتعرّضون للتوبيخ من قبل الأقارب والأصدقاء وحتى الجيران والمعلّمين في المدرسة، فقط لأنهم قاموا بعمل ما لم يرضيهم! للأسف فهم يشعرون بأن لهم كل الحق في ذلك، فقط لأنه طفل ولأنهم أكبر منه بغض النظر عن نوع الخطأ الذي ارتكبه الطفل.
ولكن المشكلة لا تكمن فقط بين الطفل وهؤلاء الأشخاص، بل تصل إلى والديّ الطفل الذين يراقبان الموقف الذي يتعرّض له طفلهم دون أن يعملوا أي شيء، ولا يكتفون بهذا بل ويطلبون من طفلهم الاعتذار من الشخص الذي وبّخه. ويشعر الوالدان بالخجل من تصرّف طفلهم فيقومون بدورهم في عقابه في البيت بسبب ذلك الموقف.
من أسوأ الأمور التي نسمح بأن تحصل لطفلنا أمام أعيننا دون فعل أي شيء لحمايته، سواء كان خاطئًا أم لا، هو أن نسمح لأحد أن يوبّخه أمام أعيننا ونقف مكتوفي الأيدي فقط لأنه طفل وعليه احترام الأكبر منه حتى لو لم يخطئ. لكن هل فكّرنا يومًا كيف يشعر أطفالنا عندما يروننا نشهد الموقف دون أن نفعل أي شيء؟
إليكم ما يشعر به الأبناء في تلك المواقف ولكنهم غير قادرين على التعبير عنها في نفس الوقت وهي كالتالي:
- شعور الطفل بالوحدة: نعم فبالرغم من كل مِن هم حوله من بشر، إلا أن الطفل وبمجرد رؤيته لوالديه بعيدين كل البعد عنه في أصعب المواقف التي يتعرّض لها وهوأن يوبّخه أشخاص ربما يراهم لأول مرة في حياته. قد يشعر الطفل بأن والديه قد يتخلّون عنه في أي لحظة دون سبب، وهذا لأنه فقد الثقة بوالديه وبوجودهم بجانبه لحمايته من أي موقف قد يتعرّض له ويزعجه.
- ضعف شخصية الطفل: مهما كانت شخصية الطفل قوية وجريئة وله وجوده وحضوره في أي موقف، إلا أن سماح والديه للآخرين بتوبيخه دون الدفاع عنه يمكن أن يُضعف شخصيته. عندها يبدأ الطفل بالبحث عن أشخاص آخرين من حوله كي يحصلون على القبول منهم والاعتماد على ثقتهم به، وبالتالي يبني شخصيته التي فقدها بسبب والديه. مثل هذا الموقف الذي قد يكون بسيطًا بالنسبة للأهل إلا أنه قد يكون السبب في لجوء الطفل إلى طريق آخر.
- تغيير نظرة الطفل لمعنى الأمان: كل الأطفال يشعرون بشعور الأمان في أقصى حدوده فقط عندما يكون والداهم بجانبهم، فنراهم يتمتعون بكل حرية ويتصرّفون على طبيعتهم دون الخوف من أي مخاطر، فوالداهم معهم ويقومون بحمايتهم من أي شيء وفي أي وقت. لذلك فإن مجرّد السماح للآخرين بتوبيخ الأطفال أمام أعيننا ومراقبة أطفالنا لنا وعدم تحرّكنا للدفاع عنهم سيجعلهم يخلعون شعور الأمان الذي كانوا يتمتعون به.
- الانطواء والابتعاد عن الجميع: رغم أن هذا الشعور لا يرجوه الأطفال فهم لا يرغبون أن يكونوا بعيدين عن الآخرين وعن المشاركة معهم، إلا أن الطفل يلجأ له عندما لا يشعر بأهميته من قبل الآخرين. خاصّة إن كان الموقف الذي تعرّض له من والديه أو بحضورهم دون التعبير عن مشاعرهم أو رفضهم يجعل الطفل يبتعد عن كل مَن هم حوله حتى لا يتعرّض لمثل هذا الموقف مرة أخرى، هذا يحوّل الطفل لطفل انطوائي وبعيد.
- التأثير على التحصيل الأكاديمي: بسبب عدم شعور الطفل بالاستقرار العاطفي والأمان، وتفكيره المستمر بالمواقف التي لم يجد والداه إلى جانبه عندما تعرّض للتوبيخ بوجود والديه، يكون الطفل دائم التفكير بذلك الأمر. هذا يبعده كل البعد عن التركيز في المدرسة، وبالتالي لا يقوم بواجباته، مما يؤثر على تحصيله الأكاديمي ويجعله يشعر بالخجل أمام زملائه في الصف.
- اختفاء الذكاء الاجتماعي عند الطفل: يبدأ الطفل بالشعور بعدم حاجته ورغبته بالتواجد بين الناس وفي المجتمع، وذلك بسبب خوفه من التعرّض لموقف محرج يذكّره بالمواقف التي تعرّض لها بوجود والديه دون أن يدافعوا عنه ويحموه، وهو في ظروف يحتاج لهم أكثر من أي أي وقت آخر. انعزال الطفل عن غيره من مختلف الأعمار ولأسبابه الخاصة يجعل ذكاء الطفل الاجتماعي يختفي تدريجيًا مع الوقت.
- ظهور أعراض العصبية والعناد عند الطفل: وسبب ذلك عدم رضا الطفل عن نفسه وعن ما يدور حوله، وعدم شعور بالأمان، وشعوره بالنقص بسبب التقصير الأكاديمي، وكذلك بسبب رغبته بالتواجد مع الآخرين وخوفه من ذلك، وبنفس الوقت عدم رغبته في البقاء في غرفته التي وجد نفسه فيها بعيدًا عن الآخرين. كل هذه الأمور تجعل الطفل يتصرّف بعصبية كبيرة ويعاند والديه محاولًا أن يوضّح لهم أنه غاضب لما حدث، وهذه العصبية والعناد قد تؤدي إلى مشاكل أخرى للطفل مع والديه.
لذلك علينا أن لا نسمح لأي كان أن يوبّخه مهما كان الأمر، وأن نطلب من الطفل التحدّث عن الموقف أمامهم، وأن نساعده في الدفاع عن نفسه ليشعر بوجودنا معه وله في كل موقف وأي موقف كان.
اقرأ أيضاً: كيف أعاقب طفلي دون إيذاء نفسيته
GIPHY App Key not set. Please check settings