أسباب تؤدّي إلى نفور الطفل من والديه
يطرح الوالدان العديد من الأسئلة على بعضهم البعض وعلى أنفسهم والمتعلّقة بتربية الأبناء وبعلاقتهم معم وما إن كانوا يقومون بدورهم بشكل صحيح وغيرها العديد من الأسئلة، وهم قد يجدون لها إجابات من خلال البحث على شبكة الإنترنت أو استشارة المختصّين أو من خلال تجارب الأهل والأصدقاء.
ومع تطوّر العلاقات بين الوالدين والأبناء، وبالرغم من التفاهم فيما بينهم، إلا أن هناك بعض التطوّرات السلبية في العلاقات والتي تتكرّر بسبب عدم طاعة الأبناء للوالدين كما يريدون وعناد الأبناء وتكرار شكواهم. عندها يشعر الوالدان بتصرّفات عدوانية من أبنائهم تجاههم، وسلوكيّات غريبة تجعل الأهل يعتقدون بأن هناك نفور من الأبناء في علاقتهم مع والديهم.
عندما يتأكّد الوالدان من تلك المشاعر، تجد أنهم يبدأون بالبحث عن أسباب النفور، والتي سنذكرها هنا لنساعدكم في تجنّبها:
- التعامل بالتفضيل والتمييز: سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة يلجأ العديد من الأهل وبوضوح في التعامل بطريقة التفضيل وتمييز أحد الأبناء عن غيره. غالبًا ما يكون الطفل الذكر الوحيد بين الفتيات، أو الطفل الأصغر في العائلة، أو الطفل الذي يعاني من حالة خاصة. يفعلون ذلك دون انتباه منهم إلى مشاعر الأطفال الآخرين معتقدين أنهم كأطفال لا يشعرون بشيء. تلك التفرقة في التعامل، والتمييز بين الأبناء يؤدي إلى الشعور بالنفور وعدم الرضا مع الوالدين وبالتالي فقدان الثقة والبحث عن مصادر ثقة خارج نطاق المنزل، هذا بالإضافة إلى توتر علاقته مع إخوته بشكل عام ومع الأخ أو الأخت المميز والمفضّل لدى الوالدين بشكل خاص.
- التعامل باستهزاء وسخرية: من أسوأ عادات تربية الأطفال المتّبعة في أغلب المجتمعات هي عدم الاهتمام بمشاعر الطفل كونه صغيرًا، مما يجعله يتعرّض لمواقف سخرية واستهزاء من قبل والديه أمام الآخرين ظانين أنه لن يكترث لذلك. مثلًا ذكر إحدى عيوب الطفل أمام الآخرين، والحديث عنها باستهزاء لإضحاك الآخرين. يحدث هذا أمام الطفل مما يجعله يشعر بالانهيار، بعيدًا عن مصدر ثقته الأساسي، وبالتالي سيطرة شعور النفور من والديه وبناء مشاعر يصعب تغييرها أو تبديله.
- التعامل اللاأخلاقي في البيت: يعتقد الكثير من الأباء أنهم يملكون الحرية الكاملة في التعامل كما يريدون مع أبنائهم كونهم الآباء وهذا حقّهم. يحدث هذا بشكل خاص في المراحل الأولى من حياة الطفل حيث لا يدرك الطفل معنى وقيمة وأهمية الأخلاق. يبدأ الأهل بالتصرّف بشكل سيء أمام أبنائهم، ويتلفظون بألفاظ بذيئة وعبارات جارحة وخاصة في النقاشات العائلية أمامهم. كل هذه التناقضات في حياة الطفل والتي تحدث أمام عينيه تجعله حائرًا بين نصائح أهله وتصرّفاته، فيشعر أنهم تائه بين ما يجب عليم عمله وما يراه، مما يؤدي إلى نفوره من والديه لعدم ثقته بقراراتهم.
- التعامل بقسوة وبخل مع الطفل: البخل الذي نتحدّث عنه هنا هو البخل العاطفي، لأن أغلب الآباء يعتقدون أن توفير كل ما يلزم الطفل من ألعاب وأدوات وأفضل المدارس وأهم الأنشطة هو كل ما يحتاجه، فهو لا ينقصه شيء بل لديه فائض. إلا أن البخل والحرمان العاطفي الذي يمارس على الطفل يحجب عن عينيه كل ما يملك ويجعله يشعر بأنه لا يملك أي شيء، سواء في فترة الطفولة أو المراهقة. يشعر الطفل بفراغ كبير جدًا ويحاول البحث عن مكان آخر لملء الفراغ وبالتالي نفور الطفل من الوالدين وتجنّب اللجوء لهم. لذلك على الأهل تغذية أطفالهم بالعاطفة والحبّ والحنان بالدرجة الأولى وقبل كل شيء.
- التعامل من بعد مع الأبناء: خصوصًا من الأب مع الأبناء، نظرًا لاعتقاد الأب بأن دوره هو توفير ما يحتاجه الطفل في البيت من طعام وملابس، وأنه دوره الوحيد، فلا يدرك وجوده المعنوي والعاطفي وأهمية ملامسته للطفل، فبالنسبة له الطفل لا زال صغيرًا ووالدته معه دائمًا. لكن ما يجهله الآباء هو أن غيابهم عن أبنائهم في مراحل نموهم المختلفة يؤثر وبشكل كبير جدًا على علاقتهم مع الابن، فالأب إما أن يكون الداعم للابن من الناحية المعنوية والذي يعزز ثقته بنفسه، وإما أن يكون السبب في انحدار تلك العلاقة لدرجة النفور من الأب وعدم الشعور بالحجاة له.
- التعامل بدون تقدير: للأسف تقدير العمل من الأبناء مهما كان صغيرًا أو كبيرًا هو شبه معدوم عند بعض الأهل. هذا جعل المختّصون يصنّفون ذلك على أنه آفة تربوية خطيرة، خاصّة لأن الوالدين يطلبون من أبنائهم بذل جهدهم في العديد من الأمور والتي أحيانًا تكون فوق قدرتهم، دون تقدير منهم ظانّين أن على الأبناء ملزمين بأن يكونوا متكاملين قادرين على تنفيذ ما يُطلب منهم دون أي تقصير أو خطأ. وبالرغم من محاولات الأبناء إلا أنهم لا يجدون التقدير والتشجيع من والديهم، بالرغم من أن كلمة “أحسنت” بالنسبة للطفل تكون كافية جدًا، لكن بخل الوالدين في قولها يؤدي الي نفور الطفل والإبنتعاد عنهم.
اقرأ أيضاً: نصائح عملية لتقوية علاقة الأب بأبنائه
GIPHY App Key not set. Please check settings