مخاطر التمييز بين الأبناء
رسالة مؤلمة جدًا كتبها طفلي ووضعها في حقيبتي ليخبرني بها عن ألمه وحزنه بسبب بعض تصرّفاتي. فحوى هذه الرسالة “ما يؤلمني دومًا تمييزك في التعامل بيني وبين إخوتي، أنت تحبّين أخي الكبير أكثر مني، لا تعاقبيه مثلي مع أن كلينا يخطئ، ولا ترفضين طلباته ابدًا، وتحضرين له دائمًا الحلوى التي يحبّها، كما أنك تدلّلين أختي الصغيرة فهي آخر العنقود وتشبهك كثيرًا، أنت تهتمين بملابسها فتشتري كل ما يحلو لها، وتخرجين دومًا معها بنزهات”…….
بعدما تمعّنت في قراءة الرسالة، بحثت عن الأسباب التي تجعلني أتصرّف بطريقة يراها طفلي خاطئة ومؤلمة له، فوجدت عدّة أسباب تدفعنا كأهل لأن نميّز بين أبنائنا، ودون أن نعلم أننا بذلك نؤذيهم ونتسبّب لهم بمشاكل نفسية تبقى معهم طيلة حياتهم.
جهلنا بأطفالنا يخبرنا أنهم لا يشعرون بالتمييز في المعاملة في سنّ مبكّرة، فتراهم يكبرون ويكبر معهم هذا الإحساس الذي يولّد بداخلهم مشاعر غريبة اتجاه باقي أفراد الأسرة، وتبقى المواقف مغروسة في ذاكرتهم وربما تسبّب عاهات نفسية لهم.
من الصعب تحقيق توازن عاطفي بين كافة الأبناء، لذلك علينا أن نتذكّر أن لكل طفل شخصيته وفرادته ومميّزاته وعيوبه ومواهبه وحساسيته في التعامل ولغته الخاصة في المحبة. وأن الله يحبّ التنوّع، وكما أنه خلق لكلّ منّا بصمة أصابع خاصة كذلك أعطى كل شخص مواهبه ووزناته الخاصّة، فبدل التمييز بين أبنائنا علينا اكتشاف ميّزاتهم ومواهبهم وإبرازها.
اقرأ أيضاً: المقارنة… أشد السموم في التربية