مخاطر التمييز بين الأبناء

رسالة مؤلمة جدًا كتبها طفلي ووضعها في حقيبتي ليخبرني بها عن ألمه وحزنه بسبب بعض تصرّفاتي. فحوى هذه الرسالة “ما يؤلمني دومًا تمييزك في التعامل بيني وبين إخوتي، أنت تحبّين أخي الكبير أكثر مني، لا تعاقبيه مثلي مع أن كلينا يخطئ، ولا ترفضين طلباته ابدًا، وتحضرين له دائمًا الحلوى التي يحبّها، كما أنك تدلّلين أختي الصغيرة فهي آخر العنقود وتشبهك كثيرًا، أنت تهتمين بملابسها فتشتري كل ما يحلو لها، وتخرجين دومًا معها بنزهات”…….

بعدما تمعّنت في قراءة الرسالة، بحثت عن الأسباب التي تجعلني أتصرّف بطريقة يراها طفلي خاطئة ومؤلمة له، فوجدت عدّة أسباب تدفعنا كأهل لأن نميّز بين أبنائنا، ودون أن نعلم أننا بذلك نؤذيهم ونتسبّب لهم بمشاكل نفسية تبقى معهم طيلة حياتهم.

وهذه بعض من الأسباب:

  1. عندما تكون شخصية أحد الأبناء أكثر جاذبية لقلب الأهل، مثل الطفل الشقي والمحبوب والذكي اجتماعيًا.
  2. أحد الأبناء لديه نقطة ضعف بعكس اخوته، قد يعاني الطفل من مرض جسدي أو عقلي أو ربما هو أقل ذكاء من إخوته.
  3. ترتيب الابن حسب السن بين إخوته، وعادة لا يحظى الابن الأوسط بنفس الرعاية والاهتمام مقارنة مع باقي إخوته.
  4. قوة شخصية أحد الأبناء، والتي تطغى على شخصية إخوته الباقين الذين يتصفّون بالهدوء والحكمة في التعامل.
  5. تمييز الذكور عن الإناث في المعاملة (أو العكس).

جهلنا بأطفالنا يخبرنا أنهم لا يشعرون بالتمييز في المعاملة في سنّ مبكّرة، فتراهم يكبرون ويكبر معهم هذا الإحساس الذي يولّد بداخلهم مشاعر غريبة اتجاه باقي أفراد الأسرة، وتبقى المواقف مغروسة في ذاكرتهم وربما تسبّب عاهات نفسية لهم.

نتائج التمييز بين الأبناء:

  1. تولّد لدى الطفل إحساسًا بالقهر والظلم وعدم المساواة.
  2. الإحساس بعدم الثقة بالنفس لدى الطفل معتقداً أنه بسبب قلّة إمكاناته ومميزاته فهو لم يستطع كسب انتباه وثقة أهله.
  3. قد تظهر عليه ملامح العدوانية اتجاه اخوته.
  4. الإحساس بالعزلة والوحدة وعدم الثقة بالمجتمع.
  5. الإصابة بالحزن والاكتئاب لمروره بتجارب تفرقة في المعاملة وهو غير قادر على الإفصاح عنها.
  6. سرعة إحساسه بالفشل، فهو لم يعتد على التشجيع والدعم من أهله.
  7. الشعور بالغيرة والحقد والكره لإخوته.

من الصعب تحقيق توازن عاطفي بين كافة الأبناء، لذلك علينا أن نتذكّر أن لكل طفل شخصيته وفرادته ومميّزاته وعيوبه ومواهبه وحساسيته في التعامل ولغته الخاصة في المحبة. وأن الله يحبّ التنوّع، وكما أنه خلق لكلّ منّا بصمة أصابع خاصة كذلك أعطى كل شخص مواهبه ووزناته الخاصّة، فبدل التمييز بين أبنائنا علينا اكتشاف ميّزاتهم ومواهبهم وإبرازها.

اقرأ أيضاً: المقارنة… أشد السموم في التربية

What do you think?

Written by لارا

عندي صبيين وبنت. درست هندسة حاسوب وأجد سعادتي في خدمة الآخرين. أحب أطفالي كثيرا وأعتبر دوري كأم هو أهم عمل أقوم به.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

حديقة خبز الفوكاتشيا 

حديقة خبز الفوكاتشيا 

5 صفات سلبية عند الأم تؤثر في طفلها

5 صفات سلبية عند الأم تؤثر في طفلها