in

كيف أتجنّب أن أكون فاشلًا في تربية أبنائي

كيف أتجنّب أن أكون فاشلًا في تربية أبنائي

من منّا لا يريد أن يكون الأفضل ويقدّم ما هو أفضل في رحلة تربية الأبناء؟ جميعنا حاولنا ولا زلنا نحاول من خلال البحث عن أفضل الوسائل والطرق التي تجعلنا ننشئ جيلاً مختلفًا بأساليب تتماشى مع التطوّر الاجتماعي والفكري الذي يتغيّر عبر الأجيال. حتى لو لم نملك الخطط الصحيحة للتربية، وحتى لو واجهنا المتاعب والصعاب في رحلة التربية فنحن لسنا الوحيدين، وطالما نحاول فلا بدّ أن نصل إلى ما نريده لننشئ أطفالًا قادرين على مواجهة الحياة بالطرق السليمة بعيدًا عن أي متاعب لنا ولهم.

ولأننا نقوم بأفضل ما لدينا بمحاولة زرع البذور الصالحة في أطفالنا، فنحن نستحقّ الدعم والمشورة من بعضنا البعض لتبادل تجاربنا والعمل على تجنّب ما أخطأ به أحدنا، وأن نعزّز كل تجربة ناجحة لمسناها في أطفال شارك والداهم تجربتهم معنا.

سأقدّم في هذا المقال أفضل الحلول لتجنّب الفشل في تربية أبنائي  بناءً على تجارب الكثير من الأهل، وسنقوم بتلخيص أهم الأمور كالتالي:

القيام بتحديد الأولويات:

من الضروري جدًا أن يشعر الطفل بأنه أهم شيء عند والديه، على أن لا تكون كلمة “أنت مهم” هي طريقة التعبير، بل يشعر الطفل بها فقد لا يدرك المعنى الحرفي للكلمة نفسها ولكنه يشعر بها عندما نقدّمها معنويًا. فمثلًا: عندما يريد الطفل إخبارنا بأمر ما مهم ولكنه بسيط بالنسبة لنا، فعلينا أن نترك كل شيء ونعطيه الوقت الكافي للاستماع له مع احترام كامل لمشاعره دون السخرية منه فهي تعني له أكثر مما نتوقّع.

أن نكون عادلين منصفين:

وبشكل خاص إن كان لدينا أكثر من طفل، علينا أن نكون عادلين في تقسيم الوقت بينهم، بحيث لا يشعر أي من الأبناء أننا نعطي أهمية لأخيه الأكبر أو الأصغر أكثر منه، حتى لو كان هناك طفل مريض أو طفل رضيع فهم لا يدركون تلك الفروقات. ولكن إن احتجنا لوقت أكثر مع طفل يواجه صعوبات معينة فلا مانع أن نطلب من الطفل الآخر المساعدة حتى يشعر بأهميته، ويشعر أن ذلك الوقت لم يكن على حساب وقته الخاص بل قد شارك أيضًا وحصل على الثقة في المساعدة. اقرأ أيضاً: أفكار تساعد في تنظيم الوقت مع الأطفال

قبول الطفل بكل حالاته واختلاف مزاجه:

علينا أن نحرص على تقبّل مزاج الطفل سواء كان هذا المزاج سهلًا أو صعبًا. فأغلب الأطفال لا يعرفون لماذا يشعرون بالغضب والانزعاج، لذا علينا أن نتحدّث إليهم و نحاورهم ليتعلّموا التعبير عن مزاجهم ومشاعرهم. كذلك عندما يكون الطفل في مزاج سعيد جدًا ومتفائلًا، علينا أن نفرح ونشعِره بذلك ونطلب منه مشاركتنا فرحته وسعادته لأنها تهمّنا، وبالمقابل أن نفرح له مهما كان سبب الفرحة بسيطًا.

أن لا نغضب إن خالفونا الرأي:

من المهم جدًا أثناء الحوار مع الأبناء أن نسمح لهم إبداء رأيهم في الأمر، وأن لا نغضب إن خالفونا الرأي بل علينا أن نستوعبهم. فمن خلال الحوار يمكن أن نقنعهم بأن ما يفكّروا به غير صحيح نوعًا ما، إلى أن يصلوا إلى القناعة دون فرض الرأي عليهم. وفي حال لم نستطع الوصول إلى ذلك في تلك اللحظة، فمن الأفضل أن نطلب منهم تأجيل الحوار لوقت آخر، وأحيانًا نطلب من طرف آخر نثق به للتدخّل بالحوار حتى نصل إلى نتيجة مرضية للجميع.

مراعاة المساواة والابتعاد عن التفريق عند تربية أبنائي :

هنا نقصد أنه لو كان لدينا أحد الأبناء من زواج سابق وأحد والديه كان متوفيًا أو بعيدًا عنه، فعلينا أن لا نشعِر الأبناء الآخرين بأننا نعامل ذلك الطفل بطريقة مختلفة حتى لو كنّا نشعر بمشاعر مختلفة نحوه، فلا ذنب للأطفال الآخرين أن يلمسوا التفرقة. كذلك إن كان طفلًا ضعيفًا من الناحية الأكاديمية، أو يواجه صعوبات معينة علينا أن نكون حذرين في التعامل. ولا مانع من أن نعبّر لهم بطريقتنا الخاصة عندما نكون وحدنا معهم بعيدًا عن الأطفال الآخرين.

ملامسة الطفل وحضنه بحسب رغبته:

كثير من الأطفال يفرحون بملامسة والديهم لهم وحضنهم، ويكون ذلك مصدر سعادة واستقرار خصوصًا في لحظات الانفصال المؤقت مثل وقت النوم ووقت الذهاب للمدرسة. تلك الملامسة والاحضان والقبلات تجعل الطفل يشعر بالاستقرار النفسي والقرب من والديه والحب. ولكن قد يرفض بعض الأطفال ذلك خصوصًا عند اقترابهم من مرحلة المراهقة المبكّرة، وعلينا احترام ذلك مع الحرص على سؤالهم بين فترة وأخرى إن كانوا يرغبون بذلك فنحن نحبّ ذلك أيضًا.

الابتعاد عن الشتم أمامهم:

وخصوصًا ذلك الذي ينتج عن مشاكل الزوجين بين الأبناء، لأن الوالدين هم مصدر الأمان والثقة للأبناء. عندها يقف الأبناء حائرين لا يعرفون إلى جانب أي من والديهم يقفوا وعن مِن يدافعون. فكل ما يراه الأطفال هو خلاف غير صحّي لا يعمل إلا على زعزعة الثقة بينهم وبين والديهم، وبالتالي السماح للخوف بالسيطرة عليهم وفقدان معنى الأسرة والاعتياد على الصراخ والشتم في حال وقوع أي مشكلة لهم.

أن نعلّمهم الصواب قبل محاسبتهم على الخطأ:

لأنهم أطفال قد لا يدركون أن ما قاموا به هو أمر خاطئ، لذلك علينا أن نعلّمهم ما هو صحيح قبل أن نبادر بعملية المحاسبة والعقاب. علينا أن نسألهم إن كانوا يدركون ما الخطأ في العمل الذي قاموا به؟ أو هل يعرفون لماذا لم نقبل تصرّفهم هذا؟ فإن كان الجواب (لا) علينا أن نشرح لهم مدى الخطأ خصوصًا إن كانوا يقومون به لأول مرّة. وإن كان الجواب (نعم) علينا أن نكرّر توضيح الأمر ومن ثم يكون العقاب على حجم الخطأ، وليس على حجم غضبنا من الأمر.

اقرأ أيضاً: 5 صفات سلبية عند الأم تؤثر في طفلها

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

أسباب التهاب المرارة

أسباب التهاب المرارة

ما فائدة تقليل المقتنيات

ما فائدة تقليل المقتنيات