طفلي يتعرّض للضرب والكلام الجارح من أصدقائه..ماذا أفعل؟
ما يعجبني بطفلي أنه جريء واجتماعي جدًا، فهو يتميّز بعلاقاته الجيّدة مع أقرانه ومع مَن هم أكبر منه سنًا، لكن عندما أراد مؤخرًا أن يعرّفني بصديقه الجديد الذي يحبّه كثيرًا أخبرني عندها أنه يفضّل الابتعاد عن أصدقائه القدامى ولا يريد اللعب معهم، وكانت تعابير الحزن تظهر على وجهه. أحسست بطفلي وكأنه يسعى لبناء مجتمع جديد حوله ويحاول الابتعاد عن مجتمعه القديم، هذا التصرّف جعلني بحيرة كبيرة ودفعني لأن استفهم عن الموضوع….
عندما جلست معه لأعرف السبب حاول في البدء التهرّب من الإجابة لكن فيما بعد أخبرني بأنه يتعرّض للضرب والكلام الجارح من أصدقائه فهم ينعتوه بالضعيف والهزيل ويستهزئون به ولا يريدون اللعب معه بسبب طبعه لأنه يتذمّر كثيرًا.
حزنت لأن طفلي أخفى عنّي هذه الأمور وأنه حاول مواجهة مشاكله بمفرده، الأمر الذي فرض علينا كوالدين التدخّل فورًا لحمايته من خطر هذا السلوك الانسحابي، وحتى لا يستمر في هذه الحالة من الخوف والجبن والهروب من مجتمعه، وخوفًا من أن يصل لحالة من الانطواء واليأس ويبقى عندها بدون أصدقاء أو ربما يتحوّل إلى تابع ومنقاد لأصدقائه، وتنعدم عنده روح القيادة والمبادرة.
حاولنا اتباع عدّة خطوات لمساعدته في تجاوز محنته:
- علّمته أن يوقف مَن يعتدي عليه دون أن يؤذيه ، وأخبرته أنه حينما يتعرّض للضرب من أحد زملائه، عليه ألا يبكي أمامه بل ينظر في عينه مباشرة، ويواجه الموقف، وأن يمسك بيده بقوة ويدفعه دفعة صغيرة لا تؤدي إلى سقوط زميله أو أذيته. وعندما يشعر زميله أنه يستطيع ردّ الاعتداء وأنه قوي سوف يتراجع بشكل كبير. هذه النقطة تطلّبت تدريبًا ومساعدة مني، وقمنا بتمثيل الفكرة وكنت أنا المعتدي عليه وهو المعتدي حتى يتعلّم بلعب الأدوار كيفية الردّ بشكل سليم.
- كان للقصص دورٌ كبيرٌ أيضًا، فقد ساعدتني في زرع الشجاعة فيه، بالإضافة لما روى له والده من ذكرياته مع أصدقائه وكيف تعرّض لنفس الموقف الذي حدث معه عندما كان بعمره، الأمر الذي أعطاه إحساسًأ بالراحة وأنه ليس الوحيد الذي يتعرّض لهذه المواقف.
- شجّعته على الاشتراك في النشاطات الرياضية والتعليمية والدينية التي تنمّي لديه روح الفريق والعمل الجماعي.
العلاقات الاجتماعية للطفل تمنحه الثقة بنفسه وتجعله يتجاوز شعوره بالقلق والخوف، ولا شكّ أن طفلي احتاج منّا إلى الكثير من الصبر وضبط النفس والحكمة، حتى تمكّنا من الوصول لمرحلة استطاع فيها أن يتحكّم بغضبه، و يتحوّل من طفل خارج السرب إلى طفل اجتماعي مبادر يشارك في أنشطة المحيط الذي يعيش فيه.
اقرأ أيضاً: طفلي منبوذ ومكروه بين أصدقائه..ماذا أفعل؟
GIPHY App Key not set. Please check settings