in , ,

احترموا خصوصية أطفالكم

احترموا خصوصية أطفالكم

مهما كبر أطفالنا وبلغوا مراحل متقدّمة من العمر نبقى كأهل في حيرة بخصوص مقدار الحرية والخصوصية التي يجب منحها لهم…. وهل يجب إعطاؤهم الحرية الكاملة واحترام خصوصيتهم؟ أم يجب أن نبقى في حالة مراقبة وتدخّل دائم في حياتهم؟ أو من الأفضل انتهاك هذه الخصوصية في بعض المواقف؟

بدأت التفكير بهذا الموضوع عندما بدأ طفلي التعبير عن رغبته في احترام خصوصيته، ورفضه دخولي معه للحمام أثناء استحمامه، وكان يفضّل إجراء مكالمته الهاتفية في غرفته والباب مغلق، وينزعج عندما أرتّب له خزانته أو أساله عن موضوع ما….

وعندما بحثت عن الموضوع وجدت فرقًا بين مراقبة الطفل ومتابعته وبين انتهاك خصوصيته. وأن الطفل وخاصة المراهق لا يحبّ أن يستمع والداه لمكالماته الهاتفية، ولا البحث في أغراضه الشخصية، أو قراءة رسائله الإلكترونية وكلما كبر بالسن ازدادت رغبته في الشعور بالمزيد من الخصوصية لأنها جزء من رحلته التربوية في النمو والتطور. كما أن رغبته باحترام خصوصيته لا تعني بالضرورة وجود شيء سيء يخفيه لكنها تعبّر عن إحساسه بالمسؤولية. لذلك قرّرت أن أبذل أقصى ما في وسعي لتحقيق التوازن في معاملتي له واحترام خصوصيته……

  وهذا تطلب مني الكثير من الجهد، وكان عليّ أن أتدرّب على أن لا أكون حشريّة أو فضوليّة إلى حد تفتيش ملابسه وخزانته وأدراجه الخاصة، وألا أحاول التنصّت على أحاديثه مع أصدقائه، ولا أدخل غرفته أثناء تغيير ملابسه، وأن أطرق الباب وأستأذن قبل دخول غرفته و….

كما توجب عليّ أن أبقى بحالة انتباه وتمييز، لأن احترام خصوصية أطفالي لا تعني أن أطلق العنان وأدعه يتصرّف كما يحلو له، الأمر الذي يفرض احتمال خرق هذه الخصوصية إذا لاحظت وجود خطأ بتصرّف ما أو خطر يهدّد طفلي…. لأن سلامته أهم كثيراً من احترام الخصوصية.

لا يمكننا تجاهل أن منح الحرية للطفل تسبّب لنا الكثير من الانزعاج كما أنها تخيفنا إلى حدٍ ما… ويبقى من الصعب أن نحقّق توازناً بين رغبتنا في معرفة كلّ التفاصيل عن الأمور التي تحدث معه، وبين احترام الخصوصية التي هي إحدى حقوقه، و ِما لها من أهمية فهي تكسبه مهارات حياتية وتعطيه الثقة بنفسه وبوالديه، فيكونان ملجأه الأول في حال حاجته للنصح والاستشارة.

وببساطة…. يمكنني التوصل إلى معرفة ما أريد من خلال مراقبته من بعيد دون تجسس أو محاولة التدخل الإجباري. وعندما تنشأ علاقة صداقة بيننا عندها يمكنني سؤاله عن أنشطته وعن مشاكله، وهذه هي العلاقة التي يرغب كل الآباء في الوصول إليها مع أبنائهم.

اقرأ أيضاً: 5 خطوات بسيطة للأم لتصبح صديقة لابنتها

What do you think?

Written by لارا

عندي صبيين وبنت. درست هندسة حاسوب وأجد سعادتي في خدمة الآخرين. أحب أطفالي كثيرا وأعتبر دوري كأم هو أهم عمل أقوم به.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

سن اليأس عند الرجال

سن اليأس عند الرجال

طفلي يضربني.. ما السبب؟

طفلي يضربني.. ما السبب؟