6 نصائح للتعامل مع ابنتك المراهقة
في رحلة تربية الأبناء يمرّ الوالدان بالعديد من المراحل، فكلما اجتازوا مرحلة يفرحون بانتهاء مرحلة كانت الأصعب في حياتهم ليتفاجأوا بأن المرحلة التالية مرحلة لا يعرفون كيف تبدأ ومتى تنتهي. من أكثر المراحل التي تسبّب القلق للأهل والشعور بعدم القدرة على السيطرة على أبنائهم وبالتالي يطلبون المساعدة هي فترة المراهقة. في المجتمع العربي يتخوّف الأهل من هذه المرحلة كثيرًا وخصوصًا بالنسبة للفتيات المراهقات.
ولأن الأهل يخافون من ردود فعل بناتهم في هذه المرحلة العمرية، ومن تحسّسهن للكلام وللتصرّفات، سنعرض هنا بعض النصائح التي تساعد في التعامل مع ابنتك المراهقة لتمر هذه الرحلة بسهولة وبساطة أكثر مما تتوقّع:
1.عدم التصرّف وكأنك تقلّدينها: كثيرًا ما نضطر للصراخ في وجه طفلنا ليتوقّف عن الصراخ، وأحيانًا ننجح. وكثيرًا ما نرمي بأنفسنا على الأرض لنجعل الطفل يشعر بالخطأ عندما نقلّده. قد تنجح هذه الأساليب مع الأطفال، ولكن مع المراهقين هذا ما لا يحتاجونه بالتأكيد. لأن ابنتك تريدك أن تكوني أمًا لها لأن لديها العديد من الصديقات اللواتي يقلّدونها. لا تتصرّفي معها تصرفات المراهقين لتُشعريها بأنها على خطأ، ولكن عليك تفهّم تصرّفاتها وأن تُشعريها بأنك متفهّمة لما تشعر به.
2.عدم محاصرة ابنتك المراهقة: على الأم ألا تضيّق الحدود على ابنتها المراهقة، وألا تكون كالحارس الذي يرافقها أينما ذهبت ويترصّد لها مثل أبراج المراقبة على مواقع التواصل الاجتماعي أو مع أصدقائها أو في البيت ماذا تقرأ وماذا تشاهد على التلفاز وغيرها الكثير. لأن هذا يسبّب لها الإحراج الشديد. من الأفضل توجيهها وإعطائها كل ما تحتاج لتمييز الصح والخطأ. امنحيها الفرصة الكاملة لمواجهة العالم والمشاكل بالطريقة التي قمتِ بتربيتها عليها، واشعريها بالأمان والثقة وأنك ستكونين بجانبها متى شعرت بحاجتها إليك.
3.الاستماع لها و لقصّتها بالكامل: بالرغم من أن المراهقين يأخذون الكثير من الوقت في سرد قصصهم، إلا أن على الأم عدم رفض الاستماع لابنتها المراهقة ولقصتها الكاملة حتى لو بدت تلك القصة بلا معنى، فهي تعني الكثير للمراهقة. على الأم أن تترك لابنتها المجال في الحديث حتى لو كانت تعرف تمامًا ماذا ستقول. من الضروري جدًا أن تتحلّى الأم بالصبر، وأن تشعِر ابنتها بأنه يمكنها إخبارها كل ما تريد، فهي الأذن المستمعة لها متى شاءت. هذا سيبني الثقة بينهما وسيحمي الفتاة من اللجوء لطرف آخر للحديث معهم.
اقرأ أيضاً: تعديل سلوك المراهقين في 6 خطوات عملية
4.عدم الصراخ في وجهها: على الأم الانتباه جيدًا لهذا الأمر، وإدراك أن الصراخ لا يفيد أبدًا لأن ابنتها لم تعد في عمر السنتين لتخويفها بالصراخ ومنعها من عمل ما تريد. على العكس فإن الصراخ يؤدي إلى المزيد من العناد والتحدّي بين المراهقة وأمها. لأنها لا تعلم بأنها ما زالت طفلة صغيرة أم أنها كبرت وتتصرّف كالكبار. على الأم الارتقاء في التعامل مع ابنتها لتكون قدوة لها في المستقبل. من الأفضل أن تتعاملي معها وكأنها أكبر وليس كطفلة حتى تشعر ابنتك بحاجتها إلى الوصول إلى المستوى الذي فيها تتعاملين معها. لا تصرخي في وجهها حتى لا تبحث عن شخص آخر لتخبره بما تشعر، فعندها تفقد الثقة بك وبالوقت معك.
5.عدم مقارنتها بآخرين: لعل هذا العامل هو الأكثر فتكًا بشخصية الأطفال بشكل عام وبشخصية المراهقين بشكل خاص. حيث يلجأ الأهل إلى مقارنة الأبناء بأطفال آخرين معتقدين أن الأبناء سيتحوّلون إلى الأفضل عندما يحرجهم الأهل من خلال المقارنة. لأن مهمة الأم لابنتها المراهقة هي مساعدتها في أن تكون أفضل، وليس نسخة مقلّدة من شخصية أخرى. إن أرادت أن تلفت انتباه ابنتها إلى تصرّف أعجبها بمراهقة أخرى، فعلى الأم التحدّث عن الأمر بشكل سطحي فقط للفت انتباه ابنتها دون مقارنة.
6.عدم إعطائها مهام أكبر من عمرها: كثيرًا ما تلجأ الأمهات إلى منح الفتاة المراهقة مهام البيت والتنظيف والتحضير لمجرد وصول ابنتهم لهذا العمر. إلا أن ما تجهله الأم أن المراهقين يصنّفون ضمن فئة الأطفال حتى سن التاسعة عشر. لا مانع من طلب المساعدة من المراهقة في أمور معينة تعلم الأم جيدًا أنها قادرة على فعلها دون أن تشعر الابنة أنها ملزمة بها. لا تحمّيلها مسؤولية إخوتها الصغار في حال انشغالك أو غيابك عن البيت إن كنتِ فعلًا تعلمين قدراتها. لأن عمر المراهقة غير كاف لتحمّل المسؤولية، بل الأمر معتمد على قدرتها وشخصيتها. لذا لا تسلّميها مهام ومسؤوليات لن تؤدّي إلا إلى ضعف ثقتها بنفسها وقدرتها على القيام بالمهام.
اقرأ أيضاً: كيف أتعامل مع أبني المراهق
GIPHY App Key not set. Please check settings