كل بنت في هذا العالم تحتاج إلى صديقة تكون بالقرب منها من الناحية الفكرية والنفسية، وتكون بصحبتها في كل أمور حياتها تقريبًا، فتحكي لها أسرارها وتشاركها همومها. لأن البنات وخصوصًا في فترة المراهقة تتغيّر أفكارهم ومشاعرهم تجاه بعضهم البعض بسبب التغيرات الهرمونية، إلا أن أغلب البنات يتمنّون أن تكون أمّهم هي صديقتهم، وخصوصًا أنهم يعرفون مدى حبّ أمهم لهم وثقتهم بأنها لن تتغيّر معهم.
ولكن بسبب خوف الأم على ابنتها، تجد أن هذا الخوف يقف عائقًا أمام الصداقة التي تتمنّاها البنت من أمّها، مما يجعل البنت تشعر بالقلق من نوع صداقتها مع أمها وخوفها من أن تخبرها بكل ما تريد، فتبدأ بالبحث عن صديقات من حولها، وتتعلّق بأول صديقة تجدها والتي قد لا تكون مناسبة لها.
لذلك سنقدّم هنا بعض الخطوات والنصائح لكل أم لتساعدها في التقرّب من ابنتها ولتكون أفضل صديقة لها:
- إيجاد وتخصيص وقت: من الضروري جدًا أن تخصّص الأم وقتًا فقط لها ولابنتها يقضوه سويًا، بحيث تخبر ابنتها قبل بفترة حتى تستعد، دون أن تفاجئها أو تجعلها تشعر بالاضطراب. قد يكون هذا الوقت على شكل الخروج مع الابنة للتسوّق مثلًا أو الذهاب للصالون أو أي مكان يجعلها تشعر أنه لها ولأمها فقط. قد يكون المشوار قصيرًا مثل المشي وتناول طعام خفيف دون مناسبة. على الأم أن تخبر ابنتها بطريقة تناسبها بأنها لا تمانع من الاستماع لها ولأي موضوع، ولكن لا تجبرها على الحديث، وتقول لها أنها موجودة لسماعها في أي وقت تريد أن تتحدّث.
- التشجيع والتحفيز: مهم جدًا أن تجد البنت في أمها المشجّع والمحفّز الدائم لها في كل ما تعمل من أمور حتى لو كانت بسيطة جدًا، فتجد مساعدة معنوية من أمها وخصوصًا عندما تتلقى ذلك التشجيع والتحفيز منها على أمور تساعدها في تحقيق أحلامها. من الضروري أن لا تقوم الأم بتوجيه البنت من خلال إعطاء الأوامر، بل من خلال كلام بسيط، ونصيحة ولكن الخيار الأخير يكون للبنت لتصل إلى ما تريد. بمجرد أن تقوم الأم بتلك الخطوات فإنها ستجد أن ابنتها تقترب منها بشكل أكبر وأسرع من قبل فتكون الأم بالنسبة لها أفضل صديقة تشاركها كل أمورها ولا تخجل منها حتى لو أخطأت.
- الابتعاد عن انتقاد التصرّفات: لأن الابنة لا زالت صغيرة، فلا بد أن تتعرّض لما يجعلها تخطىء في القرارات والسلوكيات، خاصة عندما تكون بعيدة عن الأم مثلاً في المدرسة أو مع الصديقات خارج المنزل. عندما تشارك البنت أمها ما حصل وتجد الأم أن ابنتها قد تعرّضت لموقف شعرت به بالانكسار أو لسوء من آخرين، فعلى الأم أن لا تقول لابنتها إنني حذرتك من تلك الصديقة مثلاً أو أخبرتك أن هذا سيحدث أو أنتِ أخطأتِ فتحملي خطأك. فالبنت في ذلك الوقت لا تحتاج لمن ينتقد تصرّفاتها، بل تحتاج إلى من يكون إلى جانبها ومن يشعر بها ويهتم وليس عدو ينتقدها. إذا شعرت البنت بوجود أمها بجانبها وإيجابيتها معها فلن يؤثر ذلك على مشاعرها مما يعزز العلاقة بين الأم وابنتها.
- الأخذ بأفكار الابنة: من الضروري العمل على تقوية شخصية الأبناء بشكل عام، وشخصية البنات بشكل خاص في مجتمعنا. هذا يتم من خلال زرع الثقة المباشرة من الوالدين وخصوصًا الأم، وذلك بأخذ رأي البنت، ولا تشعر البنت بأن مشاركة الرأي فقط مع الذكور سواء كانوا أكبر أو أصغر منها. بهذا تشعر البنت بأهميتها في البيت، مما يقوّي العلاقة مع أمها بشكل خاص ويبني الثقة، وهنا تتعزّز ثقة البنت بنفسها وتكون أمّها بالنسبة لها البطلة والصديقة.
- الاهتمام بأمور البنت الخاصة: هنا نقصد الاهتمام فقط وليس التدخّل بالأمور الخاصة. لأن البنت بطبيعتها حساسة، وتزداد حساسيتها مع المراهقة، فقد تكون الأمور البسيطة جدًا بالنسبة لنا هي أمور عظيمة جدًا لها وبنظرها ليس لها حلّ، وتسبّب لها القلق ولا تشارك بها أحد. على الأم أن تُشعِر البنت بالأمان قبل أن تطلب منها معرفة ما حصل معها، وتخبرها بأن لكل مشكلة حل، وأن أكثر شيء يهم الأم وقتها هو أن أن تكون ابنتها بخير. تلك الكلمات تجعل البنت تشعر بأن أمها تهتم لمشاعرها الخاصة قبل أي شيء آخر فتهدأ وتنظر للأمر بطريقة مختلفة وبشكل أبسط فيصبح الأمر الذي اعتقدت أنه صعب سهلًا جدًا بسبب وقوف الأم بجانبها واتخاذها الإجراء المناسب للموقف.
اقرأ ايضاً: 11 خطوة تساعد على تقوية علاقتك بأبنائك
GIPHY App Key not set. Please check settings