كيف أعاقب طفلي دون إيذاء نفسيته
يقوم الأطفال وبشكل مباشر أو غير مباشر بالتصرفات الخاطئة التي قد تتكرّر في نفس اليوم. وتشعر الأم بأن الطفل يعاندها عندما يكرّر الخطأ وتعاقبه دون أن تخبره ما الذي يحصل. ولكن في الحقيقة فإن الطفل يكرّر الخطأ لأنه وبكل بساطة لم يجد من والديه أي اعتراض على ما قام به، كما ولم يخبروه إن كان ما قام به صحيحًا أم لا.
لكي لا يكرّر الطفل نفس الخطأ، فعلى الوالدين اتباع طرق مضمونة مع الطفل لتعريفه بأخطائه دون المساس بكرامته وجرح مشاعره، وخاصة إن كان الوالدين على يقين أن الطفل يجهل التمييز بين التصرّف الصحيح والتصرّف الخاطئ. ومن أهم تلك الطرق هي:
- التحدّث فورًا مع الطفل: فبمجرد أن يقوم الطفل بعمل خاطئ، على الأهل اتخاذ أول خطوة وهي التحدّث إلى الطفل وإخباره بشكل مباشر أن تصرّفه خاطىء. من الضروري جدًا عدم تأجيل الحديث إلى وقت آخر، لأنه حتى لو تذكّر الوالدان الخطأ الذي ارتكبه الطفل، فالطفل قد ينسى الأمر ويبقى حائرًا عن ماذا يتكلمون. كما وقد يتعرّض للعقاب شاعرًا بأنه يُعاقَب بلا سبب. ولأن التحدّث عن الخطأ فورًا يساعد الطفل على التفريق بين التصرّف الجيد والخاطئ فمن الأفضل عدم تأجيل التحدّث مع الطفل عن الخطأ.
- عدم التحدّث بصيغة المفرد: ولأن الطفل قد لا يشعر بقيمة الخطأ الذي ارتكبه، فمن الأفضل أن نقدّم له الخطأ بطريقة غير مباشرة، متجنّبين التحدّث بصيغة المفرد والاستعاضة عنها بصيغة الجمع. فيشعر الطفل أن الخطأ قد يُرتكَب من قبل الجميع وليس من قبله هو فقط. عندما يتحدّث الطفل إلى شخص آخر بطريقة غير لائقة، لا نخبره بأنه أخطأ بل قل له أن هناك أساليب وقوانين للتحدّث إلى الآخرين علينا جميعًا أن نلتزم بها، ولأننا أسرة واحدة فيجب أن نتصرّف جميعًا بطريقة لائقة لا تزعج الآخرين منا.
- توضيح الأمر والأسباب: لأن الطفل بشكل عام يريد معرفة كل شيء، ويريد فهم ما يدور حوله، فعلينا كأهل أن نشرح الأسباب للطفل ونوضّح الجوانب الأخلاقية وراء رفض الوالدين لسلوك الطفل. لأنه وبمجرد الشرح للطفل، فإنه سيُدرك الخطأ وستقل نسبة تكرار الخطأ تدريجيًا. ولكن إن عاقبنا الطفل دون توضيح وتفسير وشرح، فسيتكرّر الخطأ مرات ومرات، بل وقد يستخدم الطفل أسلوب العناد لأن عقله متشوّق للتعلّم وفهم ما هو وراء ما يحصل معه.
- الاستماع للطفل: حتى لو كنّا مدركين تمامًا أن تصرف الطفل خاطئ، علينا أن نستمع له وهو يخبرنا بما يشعر به وما هي وجهة نظره. بعد أن نتحدّث مع الطفل ونخبره بالخطأ، علينا ترك الفرصة له ليفكّر بالأمر وبما قلناه له. كما وعلينا أن نسمح له بتكوين وجهة نظره من الخطأ والسبب الذي دفعه لارتكابه. بهذه الطريقة يتعلّم الطفل أسلوب النقاش والحوار، وتنغرس فيه القيم الصحيحة لتبقى راسخة في عقله فيتعلّم منها في الأيام القادمة.
- الابتعاد عن المقارنة: من الضروري للطفل كي يتعلّم من خطأه عدم مقارنة أعماله وتصرّفاته خصوصًا الخاطئة بأعمال وتصرّفات غيره من أفراد الأسرة أو الأصدقاء. لذلك فيجب التحدث مع الطفل وحده، وعدم ذكر أسماء أطفال آخرين مهما كانت نوع التصرّفات إيجابية أو سلبية. فالطفل يريد أن يتعلّم من خطأه وليس من مقارنته بغيره، لأن المقارنة لا تفيد في تحسين التصرّفات، بل تتسبّب في عكس ما نريد تماماً حيث يستخدم الطفل بعدها أسلوب الخطأ المتعمّد لشعوره بجرح مشاعره عندما نقارنه بغيره.
- لا للضرب ولا للصراخ: هذه الأساليب التربوية والتي كانت مستخدمة على مر الأجيال لا تنفع مهما كان تأثيرها على الأبناء. فقد يكون لها تأثير مؤقت فقط في نفس اللحظة حيث يخاف الطفل ويتوقف عن العمل الخاطئ الذي كان يعمله، ولكنه لا يتعلم أي شيء من ذلك الصراخ وقد لا يدرك في الأساس لماذا قام الأهل بالصراخ. وعندما تظهر ملامح عدم فهم صراخ الأهل على الأبناء، يعتقد الأهل أن الطفل يستخدم أسلوب الاستفزاز لوالديه، وأن عليهم ضربه حتى يتأكدوا أنه فهم ما يريد الأهل إيصاله له عن الخطأ الذي قام به.
- عدم السخرية من مشاعر الطفل: أغلب الأطفال عندما يفشلون في عمل شيء أو عند عدم فهمهم لما طُلب منهم من قبل والديهم فإنهم سيلجأون إلى البكاء لعدم قدرتهم على التعبير عن مشاعرهم بالكلام. هنا على الوالدين عدم السخرية من الطفل مهما كان الأمر بسيطًا أو كبيرًا، فلا بد أن ذلك الأمر يعني الكثير للطفل مما جعله يلجأ إلى البكاء. على الوالدين احترام تلك المشاعر والطلب من الطفل أن يهدأ ويخبرهم بما فعل عندما يهدأ وأن يمنحوه الأمان من خلال مساعدته خاصة إن كانوا على يقين بتصرفات طفلهم وأن بعضها من أخطاء هي دون قصد.
اقرأ ايضاً: 5 آثار سلبية تنتج عن ضرب الطفل
GIPHY App Key not set. Please check settings