طفلي مزعج…. صفة غريبة ومحزنة بالنسبة لي أطلقتها على طفلي لأني أجد صعوبة كبيرة في التعامل معه. فهو طفل لا شيء يرضيه، ويتذمّر بشكل مستمر، كما ويشتكي من كل شيء، ولا يعجبه ما يقدَّم له من أكل أو لباس وحتى ألعاب، ويطلب أحيانًا طلبات أجدها تعجيزية لأنني غير قادرة على تلبيتها. وإنني أشعر في كثير من الأوقات أنه يتعمّد إزعاجي، الأمر الذي جعلني أشعر بالغضب دومًا والتوتر وربما الضجر من هذه الحالة.
في البداية لجأت لأسلوب التخويف والعنف وفرض الأوامر والضرب أحيانًا، وأخبرته أن عليه الانصياع لأوامري وتعليماتي…. لكن النتيجة كانت زيادة العناد والعنف والعدوانية ورفض تنفيذ الأوامر وتحدّي تعليماتي، وشعرت كأنني أعيش معركة وهو المنتصر دومًا.
لكن ما أخبرني به أحد الاخصائيين بأن التمرّد والإزعاج هما وسيلتان لإثبات الذات وبنائها ولفت نظر الآخرين، وأن الطفل يلجأ للتصرّف بطريقة تزعج من حوله للتعبير عن شيء يضايقه أو يزعجه أو ربما يقلق منه. ومع زيادة ذكاء وعبقرية الطفل يزداد تعبيره عن نفسه بهذه الطريقة. قد يولد الطفل مبدعًا بدرجة ربما تصل إلى 100%، لكن نتيجة تصرّفات من حوله يتناقص مؤشر الإبداع لديه وربما يختفي، وحتى لا أكون أنا السبب في التأثير السلبي عليه، نصحني بالتعامل معه بطريقة سليمة تساعده في المحافظة على سمات شخصيته ومَلَكاتها حتى لا يفقدها.
كيف أتعامل مع سلوكه المزعج؟
- حاولت استخدام طرق أخرى كأن أتجاهل تصرّفاته أحيانًا، الأمر الذي احتاج مني الكثير من الصبر والتأني.
- خصّصت وقتًا له لمشاركته ألعابه وقراءة القصص له والتي ساعدتني على بناء علاقة جديدة معه والتقرّب منه وفهم مشاعره.
- شجّعته على ممارسة الأنشطة الرياضية كالكاراتيه أو القدم التي تساعده على تفريغ الطاقة لديه، وتعليمه أشياء جديدة مثل تشجيعه على العمل الجماعي.
- عدم إكثار فرض الأوامر عليه، كما وحاولت أن أكون مرنة معه وأبتعد عن الصراخ وأتفهّم مشاعره وأُشعِره بأنه ذو قيمة.
- إظهار صورة جيّدة عنه أمام الآخرين وعدم وصفه ببعض العبارات مثل (شقي، متعب، يعاندني دومًا)، لأنه إذا سمع مثل هذه الكلمات سيفرح ويحسّ بالانتصار، ويتمادى في تمرّده ليلفت الأنظار، خاصة إذا كان هذا الكلام في حضوره.
- استخدمت معه أسلوب التشجيع والمكافأة على التصرّفات الجيّدة التي يقوم بها.
وجود طفل مزعج في المنزل هي مشكلة يعاني منها معظم الآباء والأمهات، لذلك يجب عدم التهاون بهذه المشكلة لما لها من آثار سلبية على الطفل وعلى العائلة، والتعامل معها بكثير من الوعي والصبر.
اقرأ أيضاً: 5 آثار سلبية تنتج عن ضرب الطفل
GIPHY App Key not set. Please check settings