طرق لخلق حوار مع طفلك
يحاول الأهل باستمرار توفير أفضل بيئة مناسبة لتربية أبنائهم، وتقديم أفضل الطرق الحديثة لجعل التربية أسهل وأفضل وأكثر تلائمًا مع العصر وتطوّراته. إلا أن هناك أمور يحتار أمامها الأهل ليجدوا الطريقة المناسبة لأبنائهم.
أكثر هذه الأمور هي أسلوب الحوار مع الأبناء وكيفية البدء به والذي يجعلهم يتقرّبون من أبنائهم ويثقون بهم. وبسبب عدم وجود الأهل مع أبنائهم طوال اليوم تجد أنهم يرغبون بمعرفة ما حصل معهم أثناء غيابهم والتعرّف على طريقتهم في التعامل مع ما يواجهون. يلجأ الأهل لمعرفة الكثير من تفاصيل الأبناء الأقل من ثلاث سنوات، لكن مع الأبناء حتى تسع سنوات يكون الطفل متشوقًا لإخبار والديه بما حدث معه ولا داعي للأهل أن يسألوه. أما الأبناء الذين عمرهم أكثر من تسع سنوات والتي هي المرحلة الأصعب أي ما قبل المراهقة حتى عمر المراهقة فتختلف الطريقة تمامًا لأن الأبناء يحرصون على الاحتفاظ بأمور على شكل أسرار خاصةً إن كانوا يعلمون بأن والديهم لن يعجبهم ذلك.
سنقوم بعرض بعض الطرق الصحيحة لخلق حوار مع الأبناء والتي تجعلهم يتحدّثون دون شعورهم بأي تدخل من والديهم وهي كالتالي:
- سؤال الطفل عن أكثر موقف مدهش حصل معه: هذا السؤال غير الاعتيادي الذي يسأله الأهل للطفل يجعله متشوّقًا للإجابة، لأنه اعتاد على سؤال روتيني مثل: كيف كان يومك بالمدرسة؟ والذي يكتفي بالإجابة عنه بكلمة جيّد. ولكن عند سؤال الطفل عن أكثر موقف أدهشه وكان ممتعًا له في يومه، فسرعان ما نجد أن الطفل أخذ نفسًا عميقًا وبدأ بسرد التفاصيل الصغيرة والكبيرة التي رافقت ذلك الحدث بشوق، كما ويتواصل بصريًا مع أهله ليتأكّد بأنه أثار دهشتهم. لذلك على الأهل إظهار مشاعرهم لتشجيع الطفل على الاستمرار بالحديث.
- سؤال الطفل إن كان يومه ممتعًا: هنا نجعل الطفل ينظر إلى الأمور الإيجابية التي حصلت معه لأن مجرد سؤال أهله له إن كان يومه ممتعًا يعني أنهم يهتمون له ولمشاعره مما يشجّعه على مشاركتها. عندها سيتفاجأ الأهل بانطلاق الطفل بالحديث عن كل الأمور الإيجابية التي حصلت معه والتي قد تكون مضحكة. يبدأ الطفل بالضحك وهو ينظر لوالديه متوقعًا منهم مشاركته بالضحك كذلك. عندها سيعتاد الطفل على مشاركة ما يحدث معه ويكون قادرًا على التواصل الاجتماعي لقدرته على توصيل المعلومة لوالديه وفهمها.
- سؤال الطفل عن أهم إنجازاته في المدرسة: قد يحتاج الطفل وقتها إلى توضيح معنى كلمة إنجاز. لذلك نطرح بعض الأسئلة البسيطة التي نعلم أن الطفل قادر على إجابتها. مثلًا أخبرني كيف تمكّنت من تمرير الكرة لصديقك، وعندما يخبرنا بذلك بسرور، نقول له أن هذا إنجاز ونحن سعداء به. وقد نطلب منه أن يخبرنا إن كانت المعلمة قد طلبت منه كتابة شيء أو حل مسألة أو غيرها، وعندما يخبرنا بها ، نقول له إنه إنجاز ونحن به سعداء. هذا السؤال يجعل الطفل يشعر أن الإنجاز هو عمل قام به وحده وهذا عزز ثقته بنفسه بالدرجة الأولى وعمل على تقوية علاقته بوالديه نتيجة تشجيعهم له على ما فعله.
- سؤال الطفل عن أصدقائه وأحوالهم: قد لا يهتم أغلب الأهل بأصدقاء أبنائهم لأنهم فقط في المدرسة ولا توجد علاقات بينهم خارج المدرسة.لكن من خلال هذا السؤال للطفل سيتعرّف الأهل على أسماء أصدقاء الطفل المقرّبين وعن طباعهم وشخصياتهم ونوع علاقة الطفل بهم. كذلك سيتعرّف الأهل إن كان طفلهم يمرّ بمشاكل مع أحدهم في المدرسة من خلال طريقة حديثهم عن صديق معيّن أو شعورهم بالانزعاج عنذد ذكره. لذلك سؤال الطفل عن أحوال أصدقائه في المدرسة يوضّح جوانب في شخصية الطفل ومدى تأثير شخصيات أصدقائه عليه.
- سؤال الطفل إن كان قد تعلّم شيئًا جديدًا: لأن التعليم لا يقتصر على المواد الدراسية والكتابة وغيرها فمن الضروري سؤال الطفل بشكل مستمر ما إن تعلّم شيئًا جديدًا في يومه. قد تكون كلمة جديدة من صديق أو أنشودة أو حتى لعبة مختلفة، ففرص التعلّم حول الطفل كثيرة ومتنوعة وموجودة بشكل مستمر ودائم، والتعرّف على ما هو جديد متاح له. لذلك عند سؤال الطفل إن كان قد تعلّم شيئًا جديدًا في يومه علينا أن نوضّح له في سؤالنا بأننا لا نقصد فقط المواد المدرسية بل أي شيء آخر يعتبره الطفل جديدًا بالنسبة له.
- سؤال الطفل إن كانت مشاعره قد اختلفت: نسأله عن فترة الدوام المدرسي مثلأً: هل شعرت بأنك كنت بحاجة إلى البكاء بعد أن تعرّضت لموقف ما؟ أو هل شعرت بالحزن عندما حصل أمر ما أمامك ولم تتمكن من عمل شيء حياله؟ عندما يخبرنا الطفل بالأمر علينا أن نوضّح له أن كل هذه الأمور متوقعة، ونطلب منه أن يهدأ ويحاول أن يخبرنا ماذا كان عليه أن يفعل ولم يفعل كي نعرف قدرة الطفل على التعامل مع المواقف وتقديم النصائح له ليتمكّن من التعامل معها في المرات القادمة.
اقرأ أيضاً: كيف أعلّم طفلي الحوار في 9 نقاط
GIPHY App Key not set. Please check settings