القرحة الهضمية هي عبارة عن جرح أو جروح داخل بطانة المعدة أو الجزء العلوي للأمعاء الدقيقة، لذلك تصنّف القرحات الهضمية إلى نوعين:
أولاً – القرحات المعدية
ثانياً – القرحات الاثني عشرية (الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة)
حيث يشعر المُصاب بألم حارق في منطقة المعدة والصدر مع شعور بالامتلاء والانتفاخ مع الغثيان، وهذا يحدث بشكل خاص عند تناول المأكولات الدهنية. هذا بالإضافة إلى التجشؤ المتكرّر. تعزى هذه الأعراض بالطبع إلى حدوث الجرح في بطانة المعدة، حيث أن بطانة المعدة والأمعاء تتكوّن من طبقة سميكة من المواد المخاطية التي تحمي جدار المعدة من الحموضة الشديدة الموجودة في المعدة. فعند حدوث الجرح، يؤدّي ذلك إلى وصول الحمض لجدار المعدة، وبالتالي حدوث هذا الألم الحارق. مع تطوّر الحالة قد يحدث لدينا نزيف في جدار المعدة مما يسبّب تقيؤًا دمويًا، إضافة إلى لون داكن للبراز بسبب وجود الدم، كذلك حدوث فقدان الشهية وصعوبة التنفس بسبب الألم المستمر والمتكرّر.
أسباب القرحة الهضمية:
اكتُشفت القرحة الهضمية منذ القديم، وفي السابق لم يكن لها علاج إلا الوقاية بعدم تناول المأكولات الحامضة والتركيز على المواد القلوية. كان يُنصح المريض بتناول الحليب بشكل مستمر، وعدم تناول المأكولات الدهنية مع التركيز على أن على المريض الاعتياد على هذا المرض بسبب عدم معرفة سبب الإصابة به. لكن ثورة الاكتشافات في هذا المجال جاءت عام 1983 على يد الباحثين الأستراليين روبن وارن وباري مارشال الذيْن تحدّثا عن وجود بكتيريا هي المسؤولة عن حدوث القرحة المعدية والاثنا عشرية، وسمّياها الملوية البوابية (Helicobacter Pylori). وقد نال اكتشافهما هذا جائزة نوبل عام 2005، كما وجد العلماء أن الاستخدام المديد للأدوية يؤدّي إلى حدوث أذيّة في البطانة مسبّبة حدوث القرحة، ومن هذه الأدوية مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (NSAIDS) كالأسبرين والأيبوبروفين والديكلوفيناك……. وأيضًا المميعات الدموية كالوارفرين. ومن الجدير بالذكر أن استخدام الاسيتامينوفين (تايلنول بانادول….) لا يؤثر نهائياً على القرحة الهضمية، ويمكن استخدامه بحرية.
من أكثر العوامل المؤهبة على حدوث القرحات الهضمية:
- التدخين، حيث أكّدت الإحصاءات أن التدخين يزيد من فرص حدوث القرحة الهضمية.
- الكحول، إن شرب الكحول يؤثر سلباً على مرضى القرحة وذلك بسبب تهيّج البطانة المعدية وتخرّشها وتآكلها.
- التوتر العصبي: ما زالت الدراسات غير مثبتة إذا كان التوتر العصبي يسبّب القرحة أم إن ألم القرحة هو الذي يسبّب التوتر العصبي.
في حال الشعور بهذه الأعراض، يجب على المريض اللجوء إلى الطبيب الذي يقوم بالفحص السريري، والذي قد يلجا إلى إجراء تنظير للتأكّد من حدوث القرحة، وأخذ خزعة من بطانة المعدة للتأكّد من إصابتها بالملوية البوابية. وفي حال التأكّد من الإصابة، يلجأ معظم الأطباء إلى العلاج الثلاثي.
العلاج الثلاثي: هو العلاج بثلاثة أدوية وهي:
أولاً – الكلاريثرومايسين وهو أنتي بيوتيك يعمل على القضاء على الملوية البوابية.
ثانيًا – الميترونيدازول (الفلاجيل) والذي يعمل كمضادّ للجراثيم الهوائية.
ثالثاً – مثّبطات مضخة البروتون (Proton Pipe Inhibitors) مثل اللانسوبرازول أو الاوميبرازول أو S اوميبرازول، والتي تقوم برفع PH المعدة للتخفيف من الأعراض والسماح للبطانة المعدية بترميم نفسها. يستمر هذا العلاج لمدّة لا تقلّ عن 40 يوماً، وقد يكرّر هذا العلاج مرة أخرى في حال عدم التجاوب من المرة الأولى.
أما في حال كانت القرحة غير جرثومية، يكون العلاج باستخدام مضادّات مضخة البروتون السابقة الذكر فقط. أما في حالات القرحة النازفة فالعلاج الجراحي يكون هو الحلّ الأساسي والوحيد لإيقاف النزيف في البداية، ومن ثم القيام بعلاج القرحة.
بعض النصائح لمرضى القرحة الهضمية:
في حال الإصابة بالقرحة الهضمية يجب القيام بالخطوات التالية:
أولاً – عدم الإكثار من الأطعمة الحاوية على البروتينات لأنها تحرّض على إفراز الحمض المعدي كاللحوم.
ثانيًا – تجنّب تناول الأطعمة الحاوية على البهارات العادية والحارّة، لأنها كلّها تخرّش مخاطية المعدة وتؤدي إلى زيادة استفحال القرحة.
ثالثاً – تقسيم الوجبات الغذائية إلى وجبة كل ثلاث إلى أربع ساعات بحيث تكون الوجبات خفيفة.
رابعاً – عدم تناول الطعام ثم النوم مباشرة بل ترك مجال لبدء عملية الهضم وخروج الطعام إلى الأمعاء.
خامساً – عند الاستلقاء استخدام وسادة عالية لمنع عودة الحمض إلى الأعلى.
سادساً – تجنّب الأدوية بشكل عام، وعند الاضطرار إلى الاستخدام يجب تناولها مع الطعام أو حسب إرشادات الطبيب الذي يمكن أن يرافقها بمثبطات مضخة البروتون.
سابعاً – عدم الإكثار من مضادات الحموضة مثل المالوكس والرينيه، لأن الإكثار منها يسبّب الإسهال.
ثامناً – تجنّب الأطعمة التي تسبّب النفخة والغازات كالحبوب والبقوليات والبصل والثوم.
تاسعاً – الإكثار من تناول المياه، وخاصة في فصل الصيف لأنها تمدّد حمض المعدة وبالتالي تخفّف من الألم المرافق للقرحة.
اقرأ أيضاً: إنفلونزا (التهاب)المعدة
GIPHY App Key not set. Please check settings