in , , ,

  أفكار للأم لتقوية علاقتها بطفلها

  أفكار للأم لتقوية علاقتها بطفلها

نعلم جميعًا أن علاقة الأم بطفلها تبدأ منذ أول أيام الحمل، وهي علاقة مميّزة جدًا لا نستطيع أن نجد لها مثيلًا. فالأم تشعر بحركة الجنين وتلمس نموه في رحمها وتراه يكبر يومًا بعد يوم لحين موعد الولادة. وبعد ولادة الطفل تبدأ علاقة من نوع آخر بين الأم وطفلها حيث تكون قادرة على رؤيته ولمسه والنظر إليه وملاعبته، ثم تقوى هذه العلاقة لتصل إلى مرحلة الاعتياد على وجود كلا الطرفين في حياة بعضهم البعض.

ومع مرور الأيام وعندما يكبر ذلك الطفل تصبح حاجته للأم ووجودها معه غير مقتصر على تلبية طلباته وتوفير الطعام وغسل ملابسه وباقي الأعمال التي تقوم بها كل أم لطفلها العاجز عن عملها وحده. بل يبدأ الطفل يشعر بحاجته إلى علاقة من نوع آخر مع أمه أقوى من تلبية طلبات، وهذه العلاقة تكون أعمق من وجود الأم فقط للقيام بالأعمال، حيث يبدأ بالبحث عن علاقة تساعده في بناء شخصية مميّزة سليمة ومتزنة تُشبع رغباته من عاطفة الأمومة بشكل صحّي وسليم وسعيد.

وهنا سنقوم بتقديم بعض أفكار للأم لتقوية علاقتها بطفلها بطرق تلمس حاجة ورغبات الطفل، وهي كالتالي:

1-من المهم أن نجعل الطفل رفيقنا في أغلب الأوقات، وبالطبع يكون وجوده معنا في الأماكن والمناسبات التي تناسب عمره. وذلك لنكون أول من يتعرّف على العالم الخارجي، وليكون قادرًا على بناء العلاقات مع غيره من خلالنا كذلك. فعندما يقترب الطفل للتحدّث مع غيره من الكبار أو الصغار ويجد أمه بجانبه تدعمه فهذا سيعزّز من قوة العلاقة بينه وبين أمه.

2-استثمار الوقت الكافي مع الطفل بعيدًا عن الأب. ليس المقصود استثناء الأب، ولكن في حال انشغال الأب وغيابه على الأم أن تركّز على العلاقة الثنائية بينها وبين طفلها. لأن هذا النوع من العلاقات الثنائية تكون في أغلب الأوقات ناجحة حيث يعتاد الطفل مع الوقت عليها مما يشعره بالارتياح للعودة إلى والدته لحل مشاكله والمعضلات التي يمرّ بها خصوصًا عندما تكون الأم قادرة على احتواء المواقف.

3-كون الأم بطبيعتها في الغالب تقضي وقتًا أكبر مع طفلها، فلا بدّ لها أن تكون مثالًا للتشجيع على العمل والاجتهاد حتى يصل طفلها إلى مرحلة فيها يريد أن يصبح مثلك. لذلك فإن العمل سويًا بين الأم والطفل يبني علاقة متوازنة لتشكيل شخصية الطفل. مثلًا شاركيه بالرسم أو الطبخ أو ممارسة الرياضة أو الموسيقى أو أي نشاط آخر ترغبين أن تعززي موهبة له في ذلك المجال.

4-الحرص على قضاء وقت مفيد ومُثمر مع الطفل وليس مجرّد وقت عادي معه. كونك بجانب طفلك فقط تجلسين وتراقبين فهذا لا يعني وقتًا للطفل يشعر به بوجودك، ولكنه يريد أن يشعر بمشاركتك معه. لا تكوني المعلّمة له طوال الوقت بل كوني كصديقة تريد مشاركة الوقت في القراءة أو اللعب أو تقديم المساعدة في أداء الواجبات المدرسية لأن حضورك مميّز لطفلك.

5-الاستماع الجيّد وبكل تركيز للطفل حتى لو كان الأمر لا يعني الكثير بالنسبة للأم ولكن بالنسبة للطفل فهو في غالب الأهمية. وبشكل خاص مع اقتراب مرحلة المراهقة المبكّرة والتي فيها تدور العديد من الأسئلة في فكر الطفل والتي تحتاج إلى تفسير. عندما يشعر الطفل بأن الأم تستمع جيدًا له فستكون الملجأ له وتقوى العلاقة بينهما.

6-التواصل البصري مهم جدًا، اتركي كل ما تعملينه عندما يبدأ طفلك بالتحدّث إليكِ، لأنه وبمجرّد النظر في عينيه بينما يتكلّم، فإن ثقته بنفسه تكبر وتقوى. اجعلي للتواصل الجسدي دورًا، مثل تشابك الأيدي  والحضن ووضع اليدين على الكتف عندما يتحدّث، فهذه كلّها ستسهّل التواصل العاطفي والذي تكبر يومًا بيوم لتعزيز علاقة الأم بطفلها.

7-التعليق على كلام الطفل وبشكل مباشر وسريع وعدم الانتظار حتى نهاية الكلام لإبداء الرأي، ولكن دون مقاطعة الطفل عن الكلام. هذا يكون من خلال التعبير بالوجه بابتسامة موافقة لما يقول، أو مثلًا هز الرأس مما يوحي بالموافقة على ما يقول. ذلك سيشعِر الطفل بأنك تتابعيه باهتمام ومهتمّة لما يقوم وتزيد عندها الطمأنينة وتصبحين ملجأه عند الحديث والنقاش.

8-لا تبخلي على طفلك بالتعبير عن مشاعرك حتى لو كان على أمر بسيط، فالطفل يفرح عندما يجد أمه تقابل عمله الجيّد بالمديح. التعبير عن مشاعرك أمامه يجعله يتعلّم كيف يعبّر هو عن مشاعره لاحقًا. حاولي أن تعيدي جزءًا من كلامه عند التعبير عن أمر ما حتى يعرف الطفل أنك مهتمه ومستمعة له أثناء كلامه معك.

9-على الأم أن لا تبالغ في حماية طفلها لأن المبالغة في الحماية تشعِر الطفل أنه محاصر ولا يستطيع التصرّف بحرية، فلا يرغب بالتواجد مع والدته. ولكنه عندما يجد الحماية فقط فسيشعر أنه بحاجة إليها فبالتالي تتعزز ثقته بأمه أكثر لشعوره بوجودها في الأوقات التي يحتاج فيها إليها. لذلك على الأم انتظار ما سيفعله الطفل أولًا والتدّخل فقط عند الحاجة.

10تعديل سلوك الطفل الخاطئ دون التحدّث أمام الجميع عنه، فمن المؤكد أن هذا سيشعِر الطفل بأن والدته منحته الفرصة لتعديل السلوك دون أن تفضح أمره والخطأ الذي قام به. فالكثير من الأطفال لا يدركون مدى الخطأ الذي قاموا به وفقط يتوجّه لهم العقاب دون تفسير، ولكن عندما توضّح الأم الأمر للطفل فعندها ستتعزّز الثقة بينهما أكثر.

اقرأيضاً:  نصائح عملية لتقوية علاقة الأب بأبنائه

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

كيف أعاقب طفلي دون إيذاء نفسيته

كيف أعاقب طفلي دون إيذاء نفسيته

اليمستا

اليمستا – النسخة اليونانية للمحاشي العربية