يستخدم الطفل في سنوات عمره الأولى لغة البكاء للتعبير عن احتياجاته المختلفة من جوع أو عطش أو حر أو ألم أو إحساس بالوحدة، أو ربما ليخبرنا بحاجته لتغيير ملابسه المتّسخة، أو ليعبّر عن اشتياقه لوجودنا بجانبه. فالبكاء وسيلته الوحيدة لاتصاله بالعالم.
بعد أن يتمّ عامه الثالث، يصبح للطفل القدرة على التعبير عن هذه الأمور باستخدام مهاراته المختلفة، وتبدأ معالم شخصيته بالوضوح التدريجي، وتقلّ نوبات البكاء، لكن إن استمر باستخدام البكاء لحلّ مشكلاته فهذا يسبّب مشكلة حقيقية للأهل، ويجب تعديلها.
فهذا ما أعيشه مع طفلي بالوقت الحالي، تراه يبكي لأتفه الأسباب والتي غالبًا تكون بدون دموع، ومن مجرد كلمة قالها والده له أو نظرة مني، أو عندما يريد أن نلعب معه، كما أنه لا يطيق الجلوس مفرده، ويجب أن لا أغيب عن ناظره لحظه، فهو يبكي بشكل مستمر حتى أجلس بجانبه وأتفرّغ له بشكل كامل.
لكن بكاؤه هذا أصبح مزعجًا بالنسبة لي، ومرهقًا لأعصابي، وسبّب لي القلق الدائم، فهو يستخدم بكاءه وسيلة دائمة لتلبية كل رغباته وطلباته، وتجده يستمر بالبكاء حتى يحصل على مبتغاه. وكان عليّ الاختيار، إما أن أتساهل مع نوبات بكائه وأستسلم لها، وبهذه الطريقة أتسبّب في تدليله وإفساده وبالتالي ستصبح شخصيته ضعيفة في المستقبل ولا يملك مهارات لمواجهة المشاكل. أو أكون قادرة على التحكّم بمشاعري ويكون موقفي حازمًا.
ولرغبتي بأن أعلّم طفلي استخدام الوسيلة الصحيحة، كان عليّ أن أتجاوز إحساسي بالذنب تجاهه عندما تبدأ نوبة البكاء، لأن هذا الإحساس يحدّ من قدرتي على التصرّف معه. وقد اتبعت مجموعة من الخطوات لتساعدني على تجاوز هذه المشكلة:
بكاء الطفل بشكل دائم ليس سلوكًا عاديًا، بل يجب وضعه في مساره الصحيح والتعامل معه بحزم وحنان بنفس الوقت لتقويم هذا السلوك، فالطفل يختبر قدرة والديه على الحزم معه وتنفيذ كلامه ويعرف نقاط ضعفهم، فإما أن يسيطر هو على الموقف أو نسيطر نحن… الخيار لنا.
اقرأ أيضاً: أسباب البكاء عند الأطفال