منذ أن عرفت بحملي الثاني وأنا أقرأ كيف يمكنني أن أجعل طفلي الأول يتخطّى هذه المرحلة الجديدة ويتقبّل فكرة قدوم طفل جديد إلى البيت، طفل يشاركه حياته اليومية، وربما بنظره يشاركه أهله. قرأت الكثير من المواضيع والمدوّنات التي تتحدّث عن طرق لمساعدة الطفل في التخلّص من الغيرة التي يسبّبها الطفل الثاني.
مع قدوم طفلي الثاني وحياتنا كعائلة معه اكتشفت أنه ورغم كلّ الصعاب التي أواجهها مع طفلتي الأولى، إلا أن هناك جانب لم أقرأ عنه في كل هذه المواضيع، ولم يحدّثني أحد به من قبل. هل فكّر أحد منّا بالمميّزات والمزايا التي ترافق الطفل الأول مع قدوم المولود الجديد؟ من خبرتي الصغيرة وجدت العديد من المميّزات التي ينفرد بها المولود البكر- وإن صحّ التعبير- عن باقي العائلة، تلك المميّزات التي لا ينتبه لها أغلبنا. سأذكر هنا بعضًا منها :
* يتسّم بحكمة أكثر مما يُفترض به: فكونه الأكبر، فإن الأم لا شعوريًا تطلب منه أن يفكّر في الأمور والتصرّفات قبل أن يقوم بها، حتى وإن كان سنه صغيرًا. فمع الوقت يصبح في فكره قادرًا على أن يوازن الأمور قبل العمل أو الكلام، فتصبح عنده حكمة في التعامل مع الحياة ككل .
* النضوج: من الطبيعي كونه الأخ الأكبر، وبمجرد قدوم طفل أصغر منه، نلاحظ أنه ينضج بشكل وبسرعة أكبر مما عندما كان وحيدًا.
* يعلّمك دروسًا قد غفلت عنها: إن كانت غيرته ظاهرة، فإنه يعلّمك طريقة جديدة للتعامل معه أو حتى الصبر على غيرته. وإن كانت غيرته كامنة، فإنك تتعلّم منه الهدوء والصمت وغيرها الكثير.
* يفعل أكثر مما هو مطلوب منه: عندما يأتي الطفل الثاني، فمن الطبيعي أن تنشغل الأم به ومهما كانت موازِنة لأمورها فلن تستطيع أن تلبّي كافة الاحتياجات في جميع الأوقات، فيعتاد الطفل البكر على أن يقوم بأمور حتى لو لم يطلبها أحد منه، كأن يجلب الماء مثلًا لأمه إن كانت مشغولة وبدأت بالسعال، فهذا مثال بسيط حدث معي.
* غير أناني: يبقى الطفل أنانيًا إلى أن يأتي مِن هو أصغر منه، فيتعلّم ومن دون قصد أن يكون اجتماعيًا ومتعاونًا، ويفكّر بأخيه الصغير قبل أن يفكّر بنفسه، فيخرج من أنانيته شيئًا فشيئًا.
* السند لأخوته: الطفل الكبير أو البكر هو مِن يدافع عن أخوته دائمًا، ويحميهم حتى وهو في عمر صغير. فمجرّد أن تبدأ الأم بقول كلمة لا للطفل الثاني أو تبدي أي غضب منه، ينهال عليها الدفاع من الأخ الأكبر، فكيف إن اقترب إليه أحد الغرباء مثلاً!
* مساعد: إحدى الطرق التي تتعامل بها الأم مع طفلها الأول لتتغلّب على غيرته هي أن تشركه في الاهتمام بأخيه الصغير وبأعمالها لتقضي أكبر وقت معه، فيتعلّم منها المساعدة ويصبح هذا الطبع موجودًا فيه .
هذه بعض الصفات التي لمستها بخبرتي القصيرة حتى الآن مع أبنائي، فكل أهل إن نظروا إلى أبنائهم سيكتشفون كم لديهم من الخصال والطبائع الرائعة التي تميّز كل منهم عن أخيه، فلنحمد الرب الذي أعطانا هذا الكنز.
اقرأ أيضاً: 10 علامات تدلّ على أن طفلك يشعر بالغيرة
GIPHY App Key not set. Please check settings