in , ,

6 إقتراحات يمكننا كوالدين القيام بها لمساعدة أنفسنا خلال الأزمات الصادمة

مساعدة الوالدين خلال الأزمات الصادمة

بقلم: سميرنا خلف
أخصائية في الزواج والعائلة

خلال حياتي اختبرت أحداثًا صادمة مختلفة، أغلبها يتعلق بالحرب.  ولكن مؤخرًا، اختبرت حدثًا واحدًا، إلا أنه هذه المرة كان حدثًا مختلفًا … لأن هذه المرة كنت أنا أحد الوالدين.  هذه المرة لم يوجد أحد ليهدئني ويقول لي إن الأمور ستكون على ما يرام، بل هذه المرة كان عليّ أن أفعل ذلك لأولادي.  شعرت أنه ينبغي عليّ أن أدعمهم.  أستطعت أن أتفهّم مخاوفهم، وأدركت كم كان الأمر مخيفًا بالنسبة لهم، ولكن في الوقت ذاته، كنت أتعامل مع مخاوفي، تلك المخاوف التي كانت قد ولّت منذ فترة طويلة، وقد عادت الآن إلى الحياة.  استرجعت صورًا وذكريات وأصوات من الماضي، ذكّرتني بسنوات الحرب.  أعتقد أن أفرادًا كثيرين من جيلي مرّوا بمشاعر مماثلة.  فكيف إذًا ندعم أحباءنا – أولادنا – عندما نحتاج إلى دعم أنفسنا؟

سأقترح بعض الأشياء التي يمكننا كوالدين أو كبالغين القيام بها لمساعدة أنفسنا خلال الأزمات الصادمة مثل هذه حتى نتمكن من دعم ومساعدة الآخرين من حولنا بشكل أفضل:

  1. قبل كل شيء، اعترفْ بأن ما تمرّ به من أفكار ومشاعر وسلوكيات مرتبط بالحادث.  من الطبيعي أن تكون حزينًا ومحبطًا وغاضبًا ومصدومًا، إلخ … بعد الحدث الصادم.  كن لطيفًا مع نفسك.  لا تُجبِر نفسك أن تتصرف أو تشعر بخلاف ذلك.  قل لنفسك:  “لا بأس أنني أشعر بهذه الطريقة، هذا مؤقت وقريبا ما سأشعر بتحسن.”
  2. إذا شعرتَ أن مشاعرك تستحوذُ عليك وأنك تشعر بالإحباط، شارك الآخرين من حولك بأنك لستَ على ما يرام.  لا داعي للمبالغة، فعلى سبيل المثال:  عندما يطلب منك أحد أولادك أن تلعب أو تعمل شيئًا ما مهم، يمكنك أن تقول لهم مثلًا: “أحب أن ألعب معك، لكن هذا الحدث سلب طاقتي وجعلني أشعر بالإحباط، هل ترغب في الجلوس بجانبي فيمكننا أن نقرأ قصة معًا بدلًا من ذلك؟”  عندما تخبر أطفالك عن مشاعرك، فأنت بذلك تكون نموذجًا لهم بتعبّيرهم عن مشاعرهم، وكذلك أن تعرّفهم أيضًا أنه من الطبيعي أن يشعروا بمثل هذا المشاعر بعد حادث مروع كهذا.
  3. إذا كنتَ تشعر بأن مشاعرك تستحوذ عليك، فلا تخجل من طلب الدعم من العائلة والأصدقاء.  لا تشعر أنك قد تكون عبئًا عليهم إذا طلبت منهم المساعدة … أرجو أن تطلب منهم، كثيرون ممن حولك، يحبون أن يساعدوا إذا أتيحت لهم الفرصة.  يمكنهم أن يساعدوا في رعاية أطفالك أو فقط أن يأتوا ويدعموك من خلال الاستماع إليك.  عادةً، الناس يصبحون أفضل عندما يدعمهم الآخرون.
  4. الغضب هو شعور شائع بعد الحوادث الصادمة، لذلك فإنه من الطبيعي أن تشعر بالغضب.  خذ وقتًا حتى تهدأ، يمكنك إما أن تأخذ قيلولة، أو أن تمشي في الخارج، أو أن تمارس الرياضة، أو أن تتحدث مع أصدقاءك، أو أن  تتنفس بعمق.  هذه الأنشطة تساعدك أن تهدأ وأن تُنفِّس عن غضبك، حتى تكون أقل انزعاجًا في التعامل مع أفراد عائلتك خاصة مع أولادك.اقرأ ايضاً: طرق لمساعدة الأطفال في مواجهة الأزمات الصادمة
  5. القلق هو أيضًا شعور شائع خاصة عندما نبدأ، كوالدين، في التفكير في المستقبل وفي مسؤولياتنا تجاه أولادنا.  يمكن أن تستحوذ علينا هذه الأفكار فتشعر بالعصبية أو التوتر.  إن تمارين التنفس العميق واسترخاء العضلات تساعد كثيرًا في حالة القلق.  مارسْها عدة مرات خلال اليوم وحسب الحاجة حتى تعود إلى حالة الهدوء.  إذا قمت بهذه التمارين في وقت النوم، فإنها ستساعدك للعودة إلى نمط نومك، وهو أمر مهم للغاية في تنظيم مزاجك وفي مساعدتك على أن تصبح أقل انفعالاً.
  6. بعد الحدث، قد تواجه مخاوف أوتصبح معنوياتك منخفضة أو يصيبك قلقاً أو قد تقتحم ذهنك أفكار أو ذكريات أو صور ومن الممكن أن تصطدم مع الناس، أو قد تشعر بالصداع أو بالتوتر العضلي أو بآلام في المعدة أو بصعوبةٍ في النوم أو بأعراض عاطفية أو فسيولوجية أخرى قوية.   تُعتبر هذه العوارض أمرًا طبيعيًا بعد وقوع الحدث، ولكن إن لم تخفّ وما زلتَ تشعر بقوتها لأكثر من ثلاثة أسابيع، فلا تتجاهلْها، واطلب المساعدة المهنية من مرشد نفسي أو طبيب نفساني.  يمكنهم أن يساعدوك على التعافي لتشعر بالتحسن.

نحن، الوالدين، يتشتت ذهننا أحيانًا عندما نساعد الآخرين وننسى احتياجاتنا للدعم والمساعدة.  أشجعك على الاعتناء بنفسك وطلب المساعدة.  إذا كنت تهتم بنفسك، لا تفكر بأنك تتصرف بأنانية، فكّر في الأمر على أنك تحتاج أن تكون في حالة جيدة حتى تتمكن من مساعدة أولادك والآخرين من حولك بشكل أفضل.  وأخيرًا، لا تنس أن تكون لطيفًا وصبورًا مع نفسك!

What do you think?

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

طفلي دائم البكاء.. ماذا أفعل؟

طفلي دائم البكاء.. ماذا أفعل؟

شروط استخدام أسلوب المكافأة مع أطفالك

شروط استخدام أسلوب المكافأة مع أطفالك