منذ أن يصبح طفلنا قادرًا على المشي، أو البدء بفهم هذه الحياة حتى نبدأ بإيجاد الطرق والوسائل التي تساعدنا في تربيته . كلّ منا عنده طريقته وأسلوبه في التربية، لكن أغلبنا يستعمل طريقة المكافأة أو الثواب، وبالتأكيد إن استعمال نظام المكافأة فكرة جيّدة تشجّع الطفل على التصرّف الذي نطلبه منه ونعتبره تصرفًا جيدًا. وهي تحثّه بكل بساطة على فعل ما نقوله له، وعندما يقوم بفعل أو بالأحرى تنفيذ ما نطلبه منه نسرع لنعطيه مكافأة على فعله .
لكن لننظر عن قرب كيف تعمل المكافآت… هل هي حقاً فعّالة في جميع الاوقات والمواقف؟ وما هو تأثيرها على الطفل؟ إنها كأي شيء في هذه الحياة له جوانبه الإيجابية وكذلك جانبه المظلم، ولن أقول السلبي.
فالمكافأة يمكن أن تأخذ عدة أشكال : كأن تكون حلوى، لعبة، إذن بالخروج، ترخيص بفعل شيء و….. فهي تتغير كثيراً بحسب الطفل وعمره وطبيعته .
لكن لننتبه انه هناك شروط علينا نحن كأهل الانتباه لها عندما نوعد الطفل بمكافأة ما مهما كانت صغيرة ومنها :
الأهمية: فالمكافأة الموعود بها يجب أن تكون مهمة بشكل كافٍ بالنسبة للطفل حتى يرغبها ويتشجّع للقيام بالأعمال لينالها .
نحن من يقدّمها: فيجب أن لا يكون قادراً على الحصول عليها وحده بل يكون متعلّقة بأحد الأهل أو المربين المراقبين لما يفعل وبالتالي يقيّموا أعماله فمتى انتهى نفي بوعدنا ونقدّمها له .
التنوّع: يجب أن تكون متنوعة ومتدرّجة في الأهمية والثقل، فإن تكرّرت تفقد بسرعة كبيرة أهميتها .
حسب المستطاع: يجب أن لا يكون الحصول عليها صعباً جداً، وإلا لن يحاول. فلا أستطيع مثلاً أن أطلب من طفلتي ذات الأربعة أعوام أن تقوم بطهي الطعام لأكافئها فهذا غير منطقي، وبالطبع ستؤذي نفسها، بل أطلب مثلاً أن ترتّب ألعابها، وهذا طبعًا ضمن إمكانياتها .
المكافآت غير فعّالة على المدى الطويل: فمن الخطأ أن أقدّم كل يوم مكافأة لطفلتي إن رتّبت ألعابها، بل أتدرّج بتدريبها على ترتيب ألعابها وأكافئها ثم بعد عدة أيام أو حتى أسابيع ننتقل إلى ثيابها ثم غرفتها و…. فبهذا لن تتعوّد أن ترتّب مثلاً فقط لنيل المكافأة.
بالطبع علينا الانتباه أن المكافأة لا يجب أن تُعطى بعد نوبات الغضب والعنف من الطفل: فمن غير المجدي أن أقول لطفلي إن هدأت سأعطيك هذا الشيء بل بعد أن يهدأ أتكلّم معه وأعده أنه إن استطاع في المرّات القادمة أن لا يتصرّف بهذه الطريقة سأكافئه .
المفاجأة: لنحفّز الطفل بمكافآت مفاجئة كأن نقدّم له مثلًا عندما يستيقظ هدية له كمكافأة لنومه في غرفته دون أن نخبره من قبل .
علينا في النهاية أن نتذكّر أن طريقة المكافأة هي واحدة من آلاف الطرق التي تساعدنا في تربية طفلنا وليست الطريقة الوحيدة. فإن استخدمناها وحدها فلن تعد تفيدنا بل بالعكس ننشىء بها طفلًا استغلاليًا يقوم بالشيء المطلوب فقط لنيل المكافأة، وبمجرد أن ابتعدنا عنه لا يقوم بما ندرّبه ونربّيه عليه بل لنكن معتدلين ومرنين لننشىء أشخاصًا فاعلين ومسؤولين ضمن مجتمعهم في المستقبل.
اقرأ أيضاً: 6 أنواع للحب قد تؤذي أطفالك نفسياً وجسدياً
GIPHY App Key not set. Please check settings