كيف نعلّم أطفالنا التسامح

“اضرب مَن ضربك”، “إن لم تكن ذئبًا أكلتك الذئاب” هذه العبارات التي يردّدها معظم الآباء على مسامع أطفالهم، ويشجّعوهم على ممارستها، ظنًا منهم أنهم بهذه الطريقة يزرعون القوة والثقة بالنفس لدى أطفالهم. لكن ما لا يعلمه هؤلاء الآباء أنهم يزرعون في أطفالهم الحقد والعنف وحب الانتقام، متناسين أن التسامح لا يعني الضعف والتنازل عن معتقداتنا ورأينا ولا يعني أن نقبل السلوك السيء من الآخر.

 قد يكون التسامح خيارًا صعبًا للكثيرين، لكنه من دون شك يجعلنا سواء كنّا كبارًا وصغارًا ننعم بحياة هادئة وهانئة. لذلك من الضروري زرع هذه الصفة في الطفل من سنّ صغيرة لكي يكبر بعيدًا عن المشاكل ويعيش بسلام في سن متقدّمة.

 وحتى لا يصبح العنف والحقد لغة تعامل طفلي مع أقرانه، ويصبح قادرًا على حل مواقف الخلاف والصراع بشكل سلمي، اتّبعت عدة خطوات لتعليمه التسامح والابتعاد عن الكراهية والانتقام :

  1. شجّعته على الاشتراك في الألعاب الجماعية والتي تساعده على الاختلاط مع أقرانه، و تعزز لديه روح الجماعة والمشاركة ليتقبل اختلاف الآخرين، وحاولت إبعاده عن الألعاب التي قد تحوّله إلى آلة كالحواسيب والألعاب الإلكترونية وبالأخصّ تلك المحفّزة على العنف لأنها تقتل فيه المشاعر والتعاطف.
  2. اصطحبته معي إلى بعض النشاطات الخيرية، وعلّمته مشاركة الآخرين بألعابه وطعامه، وبذلك سيتعلّم الحب والعطاء.
  3. لا يستطيع الطفل أن يتعلم التسامح إلا إذا كان هناك شخصًا يسامحه،  ولأن الوالدين هم الأكثر تأثيرًا في طفلهم كونهم قدوة له، لذلك عندما كان يخطئ وبعدها يعتذر كنت أسامحه ليتعلم فيما بعد مُسامحة الآخرين حين يخطئون معه.
  4. اخترت قصصًا تعزّز لديه قيمة التسامح وتعلّمه أن يتقبّل الآخر كما هو ويدرك أن كل شخص مميّز عن الآخر ويتصرّف بطريقة مختلفة، ويجب التعامل معه على هذا الأساس وبهذا سيتعلّم احترام الآخرين.
  5. عندما أخبرني مرة بمشكلة حدثت مع أحد اصدقائه وأنه غير قادر على مسامحته، طلبت منه أن يتخيّل كيف ستصبح علاقته بأصدقائه إن لم يسامحهم وكيف أنه قد يخسر أغلب أصدقائه عندما لا يغفر لهم.
  6. في حديثي معه كنت أكرّر له بأن الشخص المتسامح هو شخص محبوب مع كل من حوله وهو قادر على إقامة صداقات حميمة مع الآخرين.
  7. يحب الطفل أسلوب المكافأة والتشجيع، لذا فقد كنت أعبّر له عن تقديري وإعجابي بتصرّفه عندما يعفو أو يُسامح أحد إخوته أو أصدقائه.

قد يجد الطفل في البداية صعوبة في أن يكون متسامحًا مع الآخرين وأن يتقبل اختلافاتهم، الأمر الذي يتطلّب منا صبرًا كبيرًا وخطوات مدروسة حتى يتجاوز هذه المرحلة وتصبح المسامحة منهج حياته.

اقرأ أيضاً: كيف أعلّم طفلي الحوار في 9 نقاط

What do you think?

Written by لارا

عندي صبيين وبنت. درست هندسة حاسوب وأجد سعادتي في خدمة الآخرين. أحب أطفالي كثيرا وأعتبر دوري كأم هو أهم عمل أقوم به.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

أعراض فرط الحركة عند الأطفال

أعراض فرط الحركة عند الأطفال

الخصية المعلقة الأعراض وطرق العلاج

الخصية المعلقة الأعراض وطرق العلاج