اليوم العالمي لمرض السكري في الرابع عشر من نوفمبر تمّ تحديده من قبل الاتحاد الدولي للسكري ومنظّمة الصحّة العالمية قد جاء إحياءً لذكرى ميلاد فريدريك بانتنغ مكتشف مادة الأنسولين بالاشتراك مع تشارلز بيست عام 1922م. سنتعرّف معًا على الداء السكري وأنواعه وطرق علاجه والوقاية منه.
الداء السكري Diabetes:
عند تناول الأطعمة الحاوية على السكريات (الكربوهيدرات) من بطاطا وأرز وحلويات وغيرها تتفكّك هذه الكربوهيدرات بشكل تدريجي. تبدأ هذه العملية من الفم عن طريق أنزيم الأميلاز الذي يقوم بتفكيك النشاء، وفي المعدة والاثني عشر والأمعاء الدقيقة. تنتج عن هذه العملية سكريات بسيطة تُمتص إلى داخل الدورة الدموية، حيث يتجّه قسم منها إلى العضلات كمصدر للطاقة، وجزء آخر إلى الكبد للتخزين على شكل غليكوجين، وإلى النسج الدهنية. يكون المسؤول عن تركيز هذه السكريات في الدم خلايا تسمى Beta cells وهي موجودة في البنكرياس، وتفرز هرمون الأنسولين المسؤول عن إدخال السكريات إلى العضلات والكبد والنسج الدهنية.
يصنَّف الداء السكري إلى ثلاثة أنماط:
- السكري من النمط الأول
- السكري من النمط الثاني
- السكري الحملي
- السكري من النمط الأول: مرض من أمراض المناعة الذاتية، حيث يقوم جهاز المناعة بمهاجمة أحد أجزاء الجسم وهي خلايا بيتا في البنكرياس ويسبّب تدميرها. وبذلك ينتج البنكرياس كميات قليلة أو معدومة من الأنسولين، وهذا يسبّب ارتفاع في نسبة السكر في الدم.
لم يعرف العلماء حتى الآن سبباً دقيقاً لحصول ذلك، ولكن حسب الإحصاءات وجدوا بعض العوامل المسبّبة مثل الوراثة والعوامل البيئية والحالة النفسية…في معظم الحالات يظهر السكري في مرحلة الطفولة والشباب، ولكنه يمكن أن يظهر في أي مرحلة عمرية. تتضمّن أعراضه العطش الشديد والتبوّل المتكرّر والجوع وانخفاض الوزن وتشوّش الرؤية والتعب الشديد.
- السكري من النمط الثاني: وهو الأكثر انتشاراً بين البشر وتصل نسبته بين المصابين إلى 95%، وهو يرتبط بالتقدّم في السن والسمنة الزائدة وتاريخ العائلة الطبي والخمول البدني والعِرق. ينتج البنكرياس مادة الأنسولين بكميات كافية إلا أن الجسم ولأسباب غير معروفة لا يستطيع استخدام الانسولين بصورة فعّالة، وهذا ما يسمّى بمقاومة الأنسولين، وبالتالي يرتفع السكر في الدم نتيجة لذلك.
- السكري الحملي: تُصاب به المرأة الحامل، يندرج سكر الحمل تحت السكري من النمط الثاني. إفراز الأنسولين يكون طبيعياً ولكن لا يستفيد الجسم منه. بعد الولادة تُشفى المرأة منه، ولكن تبقى لديها خطورة احتمالية الإصابة بنسبة تتراوح بين 20-50% خلال الـ5 -10 سنوات التالية.
العلاج:
من ناحية العلاج فإن النمط الأول تتم معالجته باستخدام هرمون الأنسولين الخارجي، والذي يُعطى على شكل حقن تحت الجلد لتعويض نقص الأنسولين في الجسم.
أما النمط الثاني فتتم معالجته في البداية باستخدام العديد من الأدوية التي تعمل جميعها لهدف واحد وهو مساعدة الجسم على الاستفادة من الأنسولين المفرَز من البنكرياس. مع تطوّر المرض يلجأ الطبيب إلى استخدام الأنسولين وذلك لتراجع إفرازه مع تطوّر المرض.
في جميع أنواع السكري هذه ينصح دوماً بممارسة الحميات البعيدة عن السكريات والشحوم، واستخدام المحلّيات الصناعية، كما أن للرياضة وممارسة الحياة الصحّية البعيدة عن الخمول دور فعاّل في الوقاية وفي تخفيف أعراض المرض وتخفيف آثاره الجانبية التي تظهر مع تطوّر العمر.
اقرأ أيضاً: كيفية تنظيم اليوم لعمل وجبات صحيّة واقتصادية
GIPHY App Key not set. Please check settings