” اتركيه….بكرة بيكبر وبيتعلّم “…. كثيرًا ما أزعجتني هذه العبارة عندما كان يقولها لي أحدهم محاولًا أن ينقل لي فكرة أن الطفل لن يتعلّم -مهما حاولت أن أشرح له- إلا عندما يكبر، ومن خلال أخطائه وتجاربه.

من المؤسف أنني أسمعها أيضًا من بعض الأمهات مبرّرين أفعال وتصرّفات أطفالهم. فلا تحاول هذه الأم أن تؤدّب طفلها أو ترشده لما هو صحيح لأنها تعتقد أنه لا يدرك ماذا يفعل وأنه لا يفهم عليها ما تقوله.

من بعض هذه التصرّفات التي لفتت انتباهي عندما رأيت سيّدة مع ابنتها البالغة من العمر الخمس سنوات في السوبرماركت، حيث أخذت الطفلة قطعة حلوى وأكلتها دون أن تطلب الإذن من والدتها، وعندما وجّه إليها أحدهم تنبيهًا على سلوك الطفلة كان جوابها “لا تزال صغيرة ولا تفهم، سأدفع ثمنها للبائع”…

مرة أخرى، ذهبت إلى محل لبيع الملابس وكان هناك أم مع طفلها البالغ من العمر السبع سنوات قد بدأ بفتح أبواب غرف القياس والنظر بداخلها، ممّا سبب الإحراج للأشخاص الموجودين بالمحل…. وطبعًا هي لم تتكلّم معه أبدًا.

اقرأ ايضاً: سلوكيات الأطفال الخاطئة وطرق علاجها

ولا أنسى جارتنا كيف كانت تترك أطفالها على راحتهم يفعلون ما يريدون من تخريب وكسر ورمي الأغراض على الأرض دون أن توجّه لهم أي تنبيه أو ملاحظة، وتقول بأنهم لا زالوا صغار السن ولا نفع من إرشادهم الآن، وكنا ننزعج كثيرًا عندما تخبرنا أنها ترغب بزيارتنا مع أطفالها…..

بالطبع هذه التصرّفات لن تصدر إلا عن والدين مستهترين بموضوع تربية أطفالهم متخّذين مبدأ أن الطفل يتعلّم وحده عندما يكبر، وغير مدرِكين أن أهم سنوات تعليم الطفل هي السنوات الأولى من عمره.

وقد تبدو هذه السنوات الأولى مرهقة جدًا للوالدين، لكنها مرحلة ذهبية من عمر الطفل وتعتَبر من أهم سنين عمره، ويمكننا أن نزرع فيه الكثير من الأخلاق ونشجّعه على سلوكيات الإيثار ونعلّمه حبّ الخير. هذا لن يكون بعفوية وتلقائية بل بوعي وتخطيط لنعرف ماذا نريد أن نغرس فيهم من قيم ومعارف ومهارات.

عندما يهتمّ الأهل بأطفالهم وبتربيتهم بالطريقة الأنسب، سيجدون أنه في ظلّ التطوّر العلمي من أجهزة الموبايل والإنترنت لم يعد أطفالهم صغارًا إلا بالحجم فقط، فهم يملكون عقولًا كبيرة وشغفًا كبيرًا للتعلّم والمعرفة. وهنا يأتي دور الأهل لاستثمارها وتنميتها وتوجيهها.

اقرأ ايضاً: تدخلات الجد والجدة في تربية الأبناء

What do you think?

Written by لارا

عندي صبيين وبنت. درست هندسة حاسوب وأجد سعادتي في خدمة الآخرين. أحب أطفالي كثيرا وأعتبر دوري كأم هو أهم عمل أقوم به.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

أفكار تساعد في تنظيم الوقت مع الأطفال

أفكار تساعد في تنظيم الوقت مع الأطفال

حساسية العين من الضوء (رهاب الضوء)

حساسية العين من الضوء (رهاب الضوء)