أهمية قضاء وقت مع الأبناء

الأسرة هي مَن أكبر النعم في حياتنا، وتبدأ بشخصين يحاولان كل ما بوسعهم للحصول على حياة سعيدة. ثم تبدأ تلك الأسرة بالتوسّع تدريجيًا، لتصبح عائلة صغيرة أو كبيرة. بيت يملأه الحبّ، مصدره أب وأم هدفهم الأول والأخير إيجاد كل طرق للسعادة لجميع أبنائهم.

للحفاظ على تلك العلاقات القوّية بين الوالدين وأبنائهم وترابطهم، يجب عليهم تكوين علاقات خاصّة فردية مع كل واحد من الأبناء، وعلاقات أسرية على شكل جماعي لكل أفراد الأسرة بعضهم مع بعض. أفضل تلك الطرق لتكوين العلاقات هو قضاء الوقت معًا.

أهم شيء قبل الترتيب لخطة قضاء وقت مع العائلة هو أن يراعي الأهل الفروقات التي تميّز كل طفل عن الآخر، وكذلك ترتيب الأبناء بين إخوتهم، وأيضًا قدرات الأطفال الفردية. لأن لكل دقيقة من ذلك الوقت أهمية خاصة، فسنقدّم لكم أهم النقاط التي توضّح ذلك:

تقوية الروابط الأسرية: ولعلّ هذه الأهمية بالغة، لأنه وبمجرد كانت علاقة الأسرة ببعضها قوية، فستصبح باقي الأمور سهلة جدًا. خصوصًا عند القيام بالنشاطات الجماعية فإن العائلة تتقرّب من بعضها البعض أكثر، ويتعرّفون على طباع بعضهم البعض، ممّا يسهّل عليهم التعامل مع المواقف التي تواجههم في المستقبل.

زيادة الثقة بالنفس: تزداد ثقة الإنسان بنفسه عندما يكون بالقرب من شخص يشعر بحبّه واهتمامه، فما بالكم عندما يكون بين أسرته وأقرب الناس بالنسبة له! تكون الثقة بهذه الحالة معدية، فنبدأ لا إراديًا بتبادل الثقة وتقوية بعضنا خصوصًا عندما يجد الأبناء تشجيعًا من والديهم لهم.

تقليل كمية التعب والمخاوف: عندما يشعر الأبناء بالأمان بين والديهم وأخوتهم، فيتحفّز لديهم الابتعاد عن التعب والمخاوف، ويشعروا بالدعم الاجتماعي خصوصًا إن كانوا يواجهون بعض الأوقات الصعبة في المدرسة أو مع الأصدقاء. عندها يبدأون بالتحدّث عنها لتلّقي الدعم ممن حولهم في تلك اللحظة.

تحويل الحياة إلى نمط صحّي: عندما يشعر الأبناء بأن وقت الأسرة هو شيء أساسي، ويحدث بشكل مستمر، فذلك يسهّل عليهم الاعتياد على نمط حياتي صحّي والالتزام بالأنماط الأخرى، مثل: موعد النوم والدراسة والواجبات وعمل المهام الموكَلة إليهم وغيرها من أنماط يومية.

تعزيز السلوك الإيجابي: ولأن قضاء الوقت مع من نحبّ يعزّز كل إيجابياتهم، فمثل هذا الوقت الثمين بفعل ذلك أيضًا في الأبناء، مما يؤثّر إيجابيًا على سلوكياتهم في المدرسة وأدائهم. فيلتزمون به إلى حدّ كبير حتى عندما يصلون فترة المراهقة والتي تكون أسهل بكثير على الأهل والأبناء من غيرهم ممكن لا يقضون وقتًا معًا.

حماية الأبناء من الأخطاء: اجتماع الأسرة بشكل مستمر حتى لو كان عن طريق اللعب أو على مائدة الطعام يعمل على فتح المجال للحديث عن يومهم، وعن أفضل شيء حصل معهم، وأسوأ شيء كذلك. فيتعرّف الأهل من خلال ذلك على طرق حماية أطفالهم من التعرّض لأي مخاطر قد يواجهونها عندما لا يكونون معهم.

شعور الأبناء بالمسؤولية: وبمجرّد أن يعرف الأبناء أنه قد حان الآن وقت العائلة سيشعرون بمسؤوليتهم تجاه ذلك الوقت، وأهمية الالتزام به. فمن خلال هذا سيتعلّمون احترام المواعيد في المستقبل مما يخفّف عنهم الكثير من المشاكل في الدراسة أو العمل.

تربية أبناء قادة: عندما يجلس الأبناء مع والديهم ويستمعون إلى كلامهم حتمًا سيشعرون بأنهم يريدون أن يقتدوا بهم، وأن يتحدّثوا ويبدوا رأيهم ويكونوا قادة ناجحين مثل والديهم. لا مانع لو طلب الأهل من الأبناء قيادة اجتماعات الأسرة أو بدء الحديث.

تعزيز المكانة الاجتماعية: كل ابن من الأبناء له ترتيبه في العائلة، وكل واحد يعرف جوانب الآخر الإيجابية والسلبية من خلال الوقت الذي يقضونه معًا. حيث يقوم الجميع بدعم بعضهم البعض لتعزيز الإيجابيات والعمل على السلبيات حتى تتعزّز مكانة الجميع الاجتماعية بالتعاون معًا.

القدرة على التكيّف: قد يرفض أحد الأبناء حضور وقت العائلة المميّز لأنه يرى ذلك مملًا، وعوضًا عنه فهو يريد أن يلعب. على الأهل تعزيز حضور هذا الابن بمنحة ثقة أكبر، والطلب منه أن يترّأس الحديث وأن يختار موضوعًا للنقاش أو لعبة للتسلية تجمع جميع أفراد العائلة حتى يساعدوه في التكيّف مع المكان والأشخاص.

التطوّر الأكاديمي الملحوظ: وهذا بسبب الوقت الذي يقضية الأبناء مع والديهم، وبسبب الثقة التي يكتسبها الطفل، وبسبب الآمان الذي يشعر به. فكل تلك الأمور تساعد خلايا الدماغ على النمو بطريقة إيجابية ممّا يعزّز تطوّرهم الأكاديمي، وحتى لو شعروا أنهم مقصّرون أكاديميًا، فلن يشعروا بالرفض من والديهم بل يعلموا بأنهم يتلّقون الدعم فتتحّسن أمورهم.

ملاحظة مشاكل الأبناء: قد يتطرّق الأبناء وبشكل غير مباشر أثناء الحديث لذكر مشكلة قد تعرّض لها، وهو يعتقد أنها أمر بسيط ولكنها في الواقع ليست كذلك. عندها يتسنّى للوالدين معرفة المزيد عن تلك المشكلة ويتمكّنوا من تقديم المساعدة والنصائح أو التدخّل إذا لزم الأمر.

المساهمة في تطوير المجتمع: قد يكون إحدى النقاشات موضوعًا يخصّ المجتمع بشكل مباشر. فمن خلال وقت الأسرة يقترح أحدهم فكرة لحلّ إحدى مشاكل المجتمع، ويمكن تقديم المساعدة بالتعاون مع الأسرة. يمكن كذلك طلب المساعدة من آخرين غير الأسرة للعمل جميعًا على تطوير المجتمع.

اقرأ أيضاً: أهمية اتفاق الوالدين على طرق تربية الأبناء

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

سمك السلمون مع البصل والبطاطا

سمك السلمون مع البصل والبطاطا

5 آثار سلبية تنتج عن ضرب الطفل

5 آثار سلبية تنتج عن ضرب الطفل