تم تصنيف فرط الحركة والنشاط عند الأطفال ضمن مجموعة الاحتياجات الخاصة مثلها مثل صعوبات التعلّم والتأتأة والتوحّد وطيف التوحّد. كل هذه الاحتياجات لا تعتبر مشكلة إلا في حالة واحدة وهي الإهمال، أي إهمال الوالدين وعدم متابعة الطفل وإهمال اتباع ما نصح به المختصّ وإهمال الطرق السليمة معتقدين إنها أمر طبيعي سوف يزول مع الوقت.
ولكن فعليًا ما يحدث هو ليس فقط وقوف الحالة عند مكانها دون التقدّم، ولكن احتمالية أن تصبح الحالة أسوأ وأسوأ بسبب الإهمال. أعراض وعلامات أغلب الاحتياجات الخاصة متشابهة وقد يصعب على الوالدين تمييز ما يعاني منه طفلهم، إلا أن لكل حاجة خاصة أعراض تميّزها عن غيرها، ولا يستطيع مساعدة الأهل في هذا الأمر إلا المختّصين القادرين على تحليل الأمور وتقديم ما هو أفضل.
في هذه الأيام جعلتنا الظروف التي نمرّ بها نقضي وقتًا أكثر مع أطفالنا، ولعلّ أغلبنا اكتشف في أطفاله الكثير من الأمور التي لم يعرف عنها ولم ينتبه لها. لأن أغلب الأهل لاحظوا أن أطفالهم يتحرّكون بكثرة وبدون سبب، فهم يتحرّكون فقط. سنقوم بعرض بعض الأعراض والعلامات التي تدلّ وبشكل مباشر على أن الطفل يعاني من فرط الحركة والنشاط، وهي كالتالي:
- عدم استقرار الطفل في مكان معين وثابت. فقد ينتقل الطفل من مكان إلى مكان آخر بدون أي سبب. فقد نراه يذهب من غرفة إلى غرفة دون أن يأخذ معه أي شيء. وإن اكتفى الطفل بالحركة في المكان الذي هو فيه دون التنقل، فإنه يقوم بتحريك جميع أعضاء جسمه وهو واقف، وحتى لو كان في وضع الجلوس فإنه يحرّك جميع أعضاء جسمه. وقد نراه يقفز على الشيء ويبدأ بالتسلّق عليه. كل هذه الأمور يقوم بها لأنه فقط لا يستطيع أن يكون في حالة ثابتة أبدًا.
- عدم قدرته على اللعب بهدوء. هذا الطفل لا يملك القدرة الكافية على أن يلعب بهدوء أبدًا فقد نراه يتحدّث كثيرًا للأشخاص حوله. حتى إن لم يتواجد أحد حوله، فقد نجده يتحدّث إلى ألعابه أو إلى سريره أو أي شيء، فالمهم بالنسبة له أن يتحدّث. كما إن لهذا الطفل قدرة عالية ومبالغ بها على مقاطعة الآخرين في كلامهم، ولأنه لا يرغب بسماعهم أو إنه غير مهتم بالمواضيع التي يتحدّثون عنها فإننا نراه يقاطع كلام غيره دون أي سبب، ولا يعتبر نفسه قد أخطأ في ذلك.
- عدم الالتزام بأي لعبة أو نشاط حركي يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، لأن ذلك يتطلّب منه أن يبقى في نفس المكان ويقوم بنفس العمل لوقت أطول. ولأنه طفل لا يمتلك القدرة على الثبات، فنجده قد خرج عن اللعبة ونظامها، وقد يبدأ ذلك باختراع نظام جديد للعبة يناسب قدرته على البقاء والاستمرار أو يذهب وينسحب وحده دون قول أي شيء، أو قد يبدأ بإزعاج ومضايقة أصدقائه أثناء لعبهم لأنه يرى قدرتهم على الاستمرار.
- عدم القدرة على التركيز ولمدة كافية مع أي نوع من أنواع النشاطات التي تحتاج إلى قدرة عالية من التركيز لإنجاز المهام المطلوبة. السبب في عدم قدرته على التركيز هي أن الطفل ينسى بشكل كبير ومبالغ فيه، ولا يكون قادرًا على تذكّر ما عليه القيام به، وهذا يعيق من قدرته على الإنجاز وقد يسبّب له الإزعاج خصوصًا إذا بدأ بعمل ما مع أصدقائة ولم يتمكّن من إنجازه بنفس الوقت الذي قام به أصدقاؤه.
- عدم القدرة على تنظيم والتعبيرعن العواطف والمشاعر عند الطفل مما يسبّب له الإحباط، وذلك يكون بسبب الصعوبة التي يواجهها الطفل في تنظيم أموره، وشعوره بالعجز الذي يواجهه بسبب كل ما ذُكر سابقًا من أعراض. فعندما ينسى الطفل مثلًا ما كان عليه أن يقوم به، فإن ذلك يزعجه كثيرًا ويبقى عاجزًا على أن ينظّم مشاعره ليبوح بما يشعر به. هذا الحزن والعجز يسبّب له الإحباط بسهولة، ويكون ذلك واضحًا لمن حوله دون أن يتحدّث الطفل عنه.
كل هذه الأغراض تكون واضحة وبشكل كبير على الطفل، وعلى الأهل متابعة الأمر وعدم الاستهتار بالوضع متوقّعين بأن الوضع سيصبح أفضل لاحقًا. كما وعليهم أن لا يقولوا أن حركة الطفل الزائدة هي بسبب السكّر أو النكهات الصناعية التي يتناولها الطفل، فقد ثبت أن السكر بريء من هذا النوع من الاضطراب وفرط الحركة والنشاط. فإن كانت النكهات الصناعية هي السبب فهي السبب في حالة واحدة وهي إن كان الطفل بالأصل يعاني من فرط الحركة والنشاط، فالسكر يزيد ذلك ولكن بنسبة قليلة جدًا. إلا أننا لا ننكر أن تناول الحلويات والسكريات يزيد من الطاقة والنشاط، ولكن لفترة قصيرة. هذا أمر مؤقت أي بمجرد انتهاء مفعول السكر في الجسم فإن الجسم يعود إلى طبيعته، ولكن بالنسبة للطفل الذي لديه فرط الحركة والنشاط فإن ذلك يستمر حتى بعد زوال مفعول السكر في الجسم.
اقرأ ايضاً: طفلي مفرط الحركة والنشاط
GIPHY App Key not set. Please check settings