متلازمة هزّ الطفل (الطفل المهزوز)
عند ولادة الطفل وحتى يصبح تقريباً عمره سنة نلاحظ أنه يعاني دوماً من ضعف عضلات الرقبة التي تحمل الرأس، ومع تطوّر النمو نلاحظ أن الطفل بدأ يستطيع أن يرفع رأسه وهو مستلقي، ولذلك فإننا ننصح الأم دائمًا بوضع يدها تحت رأس الطفل عند حمله.
أما متلازمة هزّ الطفل فهي تحدث عندما يتعرّض الطفل وهو في هذا العمر إلى الهز من قبل أهله أو مقدّمي الرعاية، وذلك إما بدافع الجهل أو المرض النفسي أو الضغط العصبي. عند حدوث هذا فإن الدماغ الهشّ الموجود داخل الجمجمة والذي يطوف داخلها على السائل الدماغي يصطدم بجدار الجمجمة، مما يؤدي إلى حدوث تلف في الخلايا ونقص في وصول الأكسجين إليها والنزوفات. هذا ما يؤدّي إلى مشاكل تتدرّج من مشاكل في النمو حتى الوصول إلى الموت. طبعًا قد يحدث هذا دون وجود أي كدمات أو آثار، لذلك ففي معظم الحالات تعزى الوفاة إلى الموت المفاجئ، ولذلك لا توجد إحصاءات حول عدد حالات الوفاة الناجمة عن متلازمة هزّ الطفل. في كثير من دول العالم خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية يحاسب القانون على هزّ الطفل، ويمكن أن تصل عقوبتها إلى السجن وذلك حسب الضرر اللاحق بالطفل.
للأسف ففي شرقنا العربي تقوم الأمهات بهزّ الطفل حتى يخلد إلى النوم أو بغية إيقافه عن البكاء دون أن تعلم أنها قد ألحقت به الضرر. عملياً قد تحدث هذه الإصابة حتى عمر خمس سنوات ولكنها أكثر شيوعاً لدى الأطفال تحت سن السنة. لذلك يجب أن تلجأ الأمهات إلى طرق أخرى لإسكات الطفل مثل القيام بعملية أرجحته وهي تحتضنه بالكامل إلى صدرها وبطريقه انسيابية بطيئة.
أما أعراض الإصابة بمتلازمة هزّ الطفل فتشمل:
- القيء المتكرّر.
- عدم الشعور بالجوع.
- سرعة الاهتياج والعبوس والبكاء المتواصل.
أما في الحالات الشديدة يمكن أن تتطوّر الأعراض حتى تصل إلى:
- النوبات الصرعية.
- بطء ضربات القلب.
- صعوبة في التنفس.
- حدوث نزوفات تظهر داخل إحدى العينين أو كلتيهما.
وقد لا تظهر هذه الأعراض فوراً، حيث يمكن أن تظهر بعد عدّة أيام حتى تتفاقم الحالة أو يحدث النزيف الدماغي، حيث من الممكن حدوث الوفاة للطفل داخل سريره أو دخوله في الغيبوبة من دون معرفه السبب.
العلاج:
عند الشك في حدوث الإصابة يجب اللجوء إلى الطبيب المختص الذي يعطي العلاج المناسب، حيث يمكن أن يلجأ إلى العمل الجراحي لإيقاف النزيف.
لذلك يجب زيادة الوعي عند الأمهات ومقدّمي الرعاية للأطفال من مخاطر هز الطفل، والتأكيد على أن هذه العملية قد تسيء كثيراً إلى الطفل، وقد تسبّب له الوفاة وعلى أنها ليست تعبيراً مناسباً أبداً عن حبّ الطفل، وعلى العكس فهي شديدة الأذى له اليوم وفي المستقبل.
اقرأ أيضاً: كيف ننهي عادة مص الاصبع بطرق بسيطة
GIPHY App Key not set. Please check settings