ما سبب صوت طفلي المرتفع
نحاول وبشكل مستمر اكتشاف كل سلوك جديد وغير محبّب لدى أطفالنا، وخاصة عندما يسبّب لهم هذا السلوك مشكلة مع مَن حولهم. لاحظت مؤخرًا أن طفلي يتكلّم بصوت مرتفع ومزعج، فتراه يرفع صوته عند شعوره بالخوف أو الغضب أو الحماس الشديد أو عند الضحك ويكون من الصعب عليه التحكّم به.
ولأن هذا السلوك غير محّبذ كونه يسبّب لنا كأهل الإحراج غالبًا، وخاصة أثناء الزيارات أو عند تواجدنا في الأماكن العامة، كما أنه يسبّب نفور أصدقائه منه لأنه يستخدم أسلوب الصراخ عند اللعب، لذا فقد كان من الضروري معرفة الدافع وراء التكلّم هذا بصوت مرتفع….
هل لأنه يشعر بتجاهله داخل المنزل؟ أو لأنه يتأثر بسلوكنا عندما نغضب ويعلو صوتنا؟ أو أنه يرفع طبقة صوته ليثبت وجهة نظره عندما يرغب في التعبير عن رأيه وسط مجموعة من الأطفال؟ أو لأنه لا يُسمح له بالكلام؟ لماذا يعلو صوته عندما يتحدّث معي؟ لماذا يكون صوته الوحيد المسموع عندما يلعب مع أصدقائه؟ هل الكلام بصوت مرتفع نوع من إثبات الوجود؟ هل يمكنه تغيير هذا السلوك الخاطئ؟
حاولت ملاحظة المواقف التي يرتفع فيها صوته، فوجدت أن صوته يرتفع عندما يحاول التعبير عن رأيه وهو مع أصدقائه أو عندما لا يجد وسيلة ليعبّر فيها عن رأيه ويكون غاضبًا.شرحت له أن التحدّث بصوت مرتفع هو أمر مزعج وغير لائق، وبأنه يمكننا إثبات وجودنا وإيصال رأينا بهدوء، وأن التكلّم بصوت منخفض هو مهارة وعليه التدرّب عليها، كما وأبديت له استعدادي لمساعدته في التخلّص من هذا السلوك.
وبذلك يتعلّم الطفل أنه ليس بالضرورة أن يستخدم الصياح والصوت العالي كي يلفت انتباه الآخرين إليه أو ليثبت رأيه، إنما توجد طبقات صوتية أخرى يمكن أن تساعده على ذلك.
اقرأ أيضاً: حلول عملية للتعامل مع عناد الأطفال