كيف تكون صديقاً لطفلك
تربية الأطفال ليست مهمّة تقع على عاتقنا، ولا هواية نستمتع بها، إنما هي مهنة حقيقية تتطلّب منّا مهارات وتفرُّغًا وتواجدًا شخصيًا واحتمالًا و…. وإن لم ندرك هذه النقطة ستجدنا نتصرّف مع أطفالنا بطريقة خاطئة أحيانًا، أو تصدر منّا سلوكيات وتصرّفات دون إن ندرك أنها ستؤذيهم وتقطع علاقتنا بهم، وربما تجعلنا نخسرهم عندما يكبرون.
سأذكر مثالًا عن بعض الحالات التي رأيتها مع أشخاص أعرفهم ممّن كانوا يحاولون فرض سلطتهم على أطفالهم سواء كان بالضرب أو الصوت المرتفع وربما الخلافات المستمرة مع الطفل وحرمانه مما يحبّ. بحيث أصبحت العلاقة معه باردة تارة وقاسية تارة أخرى، ولا يسودها إلا التوجيهات والأوامر وإلقاء المحاضرات.
كما يوجد بعض أنواع من الأهل لا يعرفون أصدقاء أطفالهم، ولا هواياتهم، ولا يشعرون بطفلهم عندما يحزن أو يفرح ولا يعلمون ما يحزنه أو يفرحه، ولا يلعبون معه، لأن اهتمامهم متمركز حول توفير الأكل والشرب ومصاريف المدرسة والملابس وغيرها من الطلبات المادية . فتكون النتيجة أن يخسر الأهل أبناءهم، ويخرج هذا الطفل ليبحث عن شخص يجد معه هذا الحبّ المفقود والدفء والحنان سواء من أصدقائه أو من أقربائه وربما من شخص غريب، أو يرتمي في حضن أقرب شخص يُشعره بقيمته وأهميته. ويقد يقع فريسة لأصدقاء السوء أو علاقات الشات والصداقات الأخرى.
من أكثر الظواهر التي باتت شائعة في عصرنا الحالي هو أن تكون علاقة الطفل بأبويه علاقة جافة، أي خالية تمامًا من الدفء العاطفي والمناقشات المحببّة والعواطف المتبادلة بين الأهل والأبناء، وتقتصر العلاقة فقط على الأوامر والنواهي، وكأن الطفل يعيش في معسكر وعليه تنفيذ البرنامج اليومي والتعليمات دون اعتراض، وسرعان ما تتحوّل هذه العلاقة إلى كره وعداء.
اقرأ أيضاً: 11 خطوة تساعد على تقوية علاقتك بأبنائك
سيكون أطفالنا معنا لسنوات قليلة، وقد نعتقد أن هذه السنوات لن تنتهي، لكن اللحظة التي سيتركنا فيها أبناؤنا ستأتي فجأة دون أن نشعر بها! وعند هذه اللحظة سيكون من المستحيل أن نُرجع عقارب الساعة للخلف، فالموضوع يحتاج لوعي وجهد كبيرين، وأن تكون حياتنا الأسرية تمثل الأولوية القصوى حتى على أعمالنا.
اقرأ ايضاً: أهمية لعب الأهل مع الطفل