صفات الطفل الموهوب

لم يكن اكتشاف ما إذا كان طفلي موهوبًا أم لا أمرًا سهلًا عليّ، خصوصًا أنه طفلي الأول ولا تجارب لي مسبقًا في التعامل مع اكتشاف ما يخصّ الأطفال، ولم أستطع تمييز كلمة موهوب ما إذا كانت صفة جيّدة لابني تصف شخصيته أم هي أعمال يقوم بها تحدّد ما إذا كان موهوبًا أم لا حسب مدى إتقانه لها.

إلى أن جاء ذلك اليوم الذي سكنا في حي مليئ بالناس ممن لديهم أطفال، ولذلك فقد كان في المنطقة عدّة أنشطة خارجية تمكّن جميع الأطفال من اللعب سويًا والتعرّف إلى بعضهم البعض. وقد تفاجأت بأن طفلي لم يواجه أي صعوبة في التأقلم مع الأطفال صغارًا أو كبارًا. أسعدني ذلك الأمر ولكن بنفس الوقت جعلني أفكّر ما الذي يجعل طفلي يتأقلم بتلك السرعة وكأنه يعرفهم من سنين.

قمت بتسجيله بإحدى النوادي الترفيهية وهناك ظهرت الحقيقة الواضحة لما كنت أبحث عنه. فقد وجدت معلمة ابني في حصة النشاطات تركض إليّ لتخبرني بعد أسبوع من التعامل مع ابني كم شخصية ابني مميّزة، وأنه موهوب بدرجة عالية.

هذا دفعني لأسألها عن الدلالات التي اعتمدتها لكي تكتشف شخصية ابني خلال أسبوع، وكانت إجابتها بأن هنالك العديد من الدلالات ولكن أبرزها هو التالي:

نسبة تركيز ممتازة جدًا ويمتلكون طاقة عالية أكثر مما نتوقّع:

هذه من أكثر الصفات التي يتمتّع بها الأطفال الموهوبون، وهي قدرات استثنائية عن غيرهم، فهم يركّزون وبقوة على الأشياء التي تهمّهم بشكل مباشر، ولديهم طاقة عالية تفوق غيرهم من الأطفال وهم يتحدّثون بسرعة كبيرة ظنًا منهم أنهم يحاولون اللحاق بأفكارهم لأنهم سريعو التفكير.

يمتلكون شخصية قيادية إيجابية:

وخصوصًا إن شعروا بأنهم مرغوب بهم في المكان، عندها تظهر قدرتهم العجيبة على القيادة الإيجابية والتي لا تكون بالإجبار بل هم يقودون غيرهم من الأطفال ممن يرغبون بأن يكونوا مثلهم وبقوتهم في القيادة. هذا يعكس الطبع الإيجابي على غيره من الأطفال ويشعرهم بالسعادة أنهم أثروا بهم إيجابًا. اقرأ هما : هل لطفلي شخصية قيادية؟

يحبّون التعلّم وكل ما هو جديد:

على عكس غيرهم من الأطفال الذين يشعرون بالملل داخل الحصة الصفية أو في البيت أثناء أداء الواجبات، فإن الطفل الموهوب يستمتع بالحصة الدراسية حتى نهايتها، ولا يملّ من الاستمرار بالتعلم في البيت عن طريق أداء الواجبات، حتى أن ذلك الحبّ التعليمي يتحوّل إلى هواية مفضّلة لدى الطفل الموهوب يعود ذلك إلى ذكائه المتقدّم والمميّز وحبّه للتعلّم.

يطرح الأسئلة ويسبق معلّمه:

أغلب المعلمين لا يحبّون تلك الطريقة التي بها يقفز الطفل في وجههم ويبدأ بطرح السؤال قبل المعلم، إلا أن هذه هي صفة الطفل الموهوب. إن كان المعلّم متفهّمًا لقدرات ذلك الطفل ويعلم بأنه موهوب فإنه سيسمح له بذلك ويسمح له بطرح السؤال الذي يخطر بباله، لأن الطفل لا يستطيع أن يصبر لمعرفة الإجابة على سؤاله فهو مميّز ولديه العديد من الأفكار لمجرد أنه عرف الإجابة عمّا يدور في مخيلته.

يقرأ ويقرأ ويقرأ ويحبّ ما يقرأه:

أغلب الأطفال في هذه الأيام وإن قاموا بقراءة شيء فإنه يكون من خلال الأجهزة الإلكترونية، ولكن الطفل الموهوب يفضّل أن يمسك كتابًا ويقرأه وأن يكتب ملاحظاته وأسئلته على الورقة ويضع العلامات على أي شيء يثير اهتمامه في ذلك الكتاب، وإن نظرت إليه وهو يقرأ فإنك تعتقد أن ملامح وجهه تقول لك ما يقرأ، كما وإنه يحاول أن يشبع فضوله في المعرفة من خلال المعلومات التي في الكتاب الذي يقرأه.

الطفل الموهوب هو طفل له هوايات متعدّدة:

أغلب الأطفال لديهم هواية أو اثنتين ويقومون بالتركيز عليها حتى يتقنوها، ولكن الطفل الموهوب يتمتّع بقدرته على اكتساب أكثر من هواية بل وإتقانهم أيضًا. فقد يكون رياضيًا ويلعب أكثر من رياضة، ويكون له هوايات في المختبر ليقوم بتجارب العلوم، وقد تراه في غرفة الرسم يرسم ويلوّن، فبلا شك مثل هذا الطفل هو موهوب.

لا يجد نفسه بين أبناء جيله:

كثيرًا ما نرى أبناءنا يجالسون الكبار أو من هم أصغر منهم، فنخبرهم أن يذهبوا للعب والتحدّث مع من هم بعمرهم. إلا أننا للأسف نجهل أنهم يمارسون موهبتهم لا أكثر، فالطفل الموهوب يفضّل الجلوس والتحدّث من هم أكبر منه عمرًا بسبب ذكائه المتقدّم، فهو يتعلّم منهم أكثر. وعندما يجالس من هم أصغر منه سنًا فإنه يريد أن يتواصل معهم فهو قائد ناجح ويعرف كم هو مؤثر بغيره.

يفهم بسرعة تفوق المعلّم أحيانًا:

يقوم الطفل الموهوب بالتركيز على كلمات المعلّم التي بها يلخّص الدرس ويفهم ما سيقوله المعلم لاحقًا فقط من الكلمات المبدئية، وقبل أن يفسّر المعلّم ما يقصد. في أغلب الأوقات يفهم الطفل معالم وجه معلّمه قبل أن يقول أي شيء وكأنه يخبر معلّمه: أنا أفهم ما تقصد يا معلّمي.

حبّ الطبيعة والحيوانات:

لا نستغرب إن وجدنا طفلًا يحاكي الطبيعة وكأنها إنسان أمامه، أو يلعب مع الحيوانات الأليفة وكأنها إحدى أصدقائة البشر. فقد نسمع الطفل الموهوب يقول للوردة ما أجملك ويبتسم لها وكأنها تخبره بسعادتها، وقد يخبر القطة أو الكلب بأن اللعب معهم ممتع ويبتسمون له وكأنهم فهموا ما يقول.

قدرتهم على حلّ المشاكل:

ليس فقط بين أصدقائهم ولكن قد تجد لديهم الحلول لمشاكل يتحدّث فيها الكبار، خصوصًا إن كانت مشاكل يومية اعتاد الطفل على مواجهتها ونتفاجأ بقدرة الطفل على ذلك.

اقرأ أيضاً: كيف أكتشف مدى ذكاء طفل بعمر السنتين

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

نصائح هامةللتعامل مع أطفال متلازمة داون (ملائكة الأرض)

نصائح هامةللتعامل مع أطفال متلازمة داون (ملائكة الأرض)

سلطات صيفية بنكهة السلطة اليونانية