صفات الطفل الحساس
سبق وأن سمعت الكثير من الانتقادات حول شخصية طفلي، فمنهم من أسماها الشخصية الطفولية التي بنظرهم تصف الطفل الذي يبقى طفلاً مهما كبر في العمر. ومنهم مَن قال أنه يمتلك شخصية لا يتقن فيها إلا فن البكاء ولا يعرف أن يعبّر عن مشاعره سوى بالبكاء، وهنالك الكثير قالوا بأنه شخصية تحبّ فقط جذب الانتباه بغض النظر عمّا يقوم به للحصول على ما يريد.
أزعجني ذلك كثيرًا خصوصًا بأنني متأكّدة بأن طفلي لا يتصّف بأي صفة نُسبت إليه، ولكني بنفس الوقت لا أعلم ما نوع شخصية طفلي لأنه في مرحلة عمرية ما بين الطفولة المتأخرة والمراهقة، فمن الصعب عليّ تحديد شخصيته. لذلك استعنت بالخبراء وجلسات لتكشف لي حقيقة شخصية طفلي، واتّضح لهم بأن طفلي يمتلك شخصية حسّاسة، وهذا لا عيب فيه ولا داعي للخجل منه لأن ليس الكثير من الأطفال يتمتعون بنعمة تلك الشخصية.
هذا زاد ثقتي لأعرف المزيد عن تلك الشخصية وأهم صفات الطفل الحساس والتي كانت كالتالي:
الصدق بالنسبة لأصحاب الشخصية الحسّاسة هو شيء مهم جدًا جدًا:
فهم أطفال يحبّون الصدق والوضوح في كل الأمور، وإذا ظهر لهم الوضوح منذ البداية فهم يطمعون بالاستمرار بذلك. لا يحبّون الكذب أو التزييف أو قلب الحقائق، ولأنهم يتّسمون بالذكاء فهم قادرون على معرفة إن كنا نخبرهم بالحقيقة أم لا، خصوصًا عندما نضطر إلى تغيير الحقيقة لإنقاذ موقف ما. هم أكثر الأطفال الذين لا يكذبون ويخبرون بالحقيقة حتى لو نالهم العقاب بعد ذلك. فهم يرتاحون فقط لمجرّد قولهم للحقيقة.
مشاعرهم صادقة وواضحة:
هم أطفال يستخدمون المشاعر للتعبير عن أنفسهم ولكن دون استغلال، ولأنهم صادقون فتكون مشاعرهم صادقة في مواقف مختلفة. نجد هؤلاء الأطفال يتأثرون وبسرعة كبيرة تجاه مواقف مختلفة، فإذا كنت تشاهد فيلمًا أو حلقة مصوّرة لأي موضوع محزن، فسرعان ما نجد هذا النوع من الأطفال قد بدأوا بالبكاء والحزن نظرًا لمشاعرهم الصادقة مع الموقف. وبنفس الوقت فهم أطفال غير قادرين على إخفاء مشاعر الغضب عندهم، فعندما يغضبون لأي موقف، سرعان ما نلاحظ ذلك في وجوههم، وسرعان ما يتغيّر مزاجهم بسبب تأثّرهم بالموضوع أو بالموقف.
الأماكن العامة والضوضاء والإزعاج هو ليس مكانهم المفضّل:
الأطفال أصحاب الشخصية الحسّاسة لا يفضّلون التواجد في الأماكن المليئة بالأشخاص والإزعاج مثل الحفلات الكبيرة والتجمّعات العائلية الكبيرة، ويفضلون عليها الغرف الصغيرة بعدد محدود من الناس المفضّلين إليهم والتي لا يعمّها الضجيج.
يفضّلون العمل الفردي على العمل الجماعي:
لأنهم أطفال بشخصية مختلفة نوعًا ما، فهم يشعرون بأنهم مرغوب بهم أو لا، لذلك يفضّلون أن يحيطوا أنفسهم بأشخاص يتفهمّون شخصيتهم تلك. وهم لا يثقون كثيرًا لذلك يفضّلون القيام بالأعمال الفردية وليس الجماعية، ولا يرغبون بأن يشعروا بأن هناك من يراقبهم أثناء أدائهم لأعمالهم أو حتى واجباتهم المدرسية، فهم يشعرون بأنهم مراقبون وهذا الشيء يزعجهم كثيرًا ولا يحبّون تدخّل أي أحد كان في أعمالهم.
اقرأ أيضاً : كيف أتعامل مع طفلي الحساس؟
حبّ الفن هو من أهم صفاتهم:
الفن كما نعلم هو هواية فردية، والطفل الحساس يفضّل العمل الفردي. كثيرًا ما تراه يميل إلى الفن بكل أنواعه، فقد نراه تارة يرسم لوحة في الطبيعة، ويكون مستمتعًا بذلك العمل لأبعد الحدود، وتارةً اخرى نجده يعزف آلة موسيقية ويذهب بخياله الواسع إلى عالمة، وقد يقوم بتأليف كلماته الخاصّة به، كما ويميل لأي نوع من الفنون التي تُظهر مدى رقّته وحساسيته. فهو يرسم الطبيعة والورود والماء لأنها طبيعة لا تتغير، وقد يعزف مقطوعة قديمة ثابتة لم يتغيّر عليها شيء، فهنا يجد ثبات شخصيته في تلك الجوانب.
مراعاة مشاعر الآخرين من أنبل الصفات:
قد نجده طفلًا لا يعرف أن يشعر مع غيره من الناس سواء أطفال آخرين أو من هم أكبر منه سنًا، ولكن هذا الطفل الحساس يمتاز بحبّه اللامحدود للآخرين يجعله يراعي مشاعرهم وبشكل مميّز وكأنه يخبرهم أنا أشعر معكم. فالأطفال الحساسون يراعون من هم حولهم ويراقبون تصرّفاتهم وردود فعلهم لأمور تحصل معهم، ولا يحاولون أن يحرِجوا أحدًا بذلك، فهم أطفال مميّزون قادرون على أن يعرفوا متى يتدخّلون ومتى يبقون صامتين خوفًا على مشاعر الغير.
ردود أفعالهم قد تكون مبالغ بها نوعًا ما:
وما يجعلهم كذلك هو شخصيتهم الحساسة، فمن أهم صفاتها أنها تأخذ الأمور بحساسية ومشاعر أكثر من غيرها، وقد تحوّل الأمور الصغيرة إلى كبيرة خصوصًا عندما لا يعرفون ما الذي يجري. فهم فقط يعبّرون عن ما يرونه من غيرهم من مشاعر، وقد يفرحون لأصغر الأمور التي لا نعتقد بأنها ذات أهمية، وقد يغضبون من أمور لا تستحق ذلك الغضب، فهم حساسون ومشاعرهم تسبقهم.
يتعاملون مع المشاكل الكبيرة بالهروب:
لا داعي للقلق، فهم أطفال وقد يجدون أنفسهم غير قادرين على تحليل موقف ما يحصل معهم، لأنهم حساسون يتعاملون مع الأمور بمشاعرهم أكثر من عقلهم. بالرغم من ذكائهم إلا أنهم يفضّلون الهروب من أي مشكلة كبيرة قد يشعرون بأنهم فقدوا السيطرة على الموقف وقتها، ومن وجهة نظرهم لا يوجد حل. لأنهم لا يثقون بالعديد من الناس فإنهم يفضّلون الهروب من الحقيقة عن البقاء، وبالتالي تزداد الأمور سوءًا.
اقرأ أيضاً: علامات ضعف شخصية الطفل وطرق علاجها
GIPHY App Key not set. Please check settings