كثيرًا ما نتعرّض للإحراج من سلوكيات الأطفال ، سواء أمام الغير أو حتى لو كنّا وحدنا معهم. لا تقلّ نسبة الإحراج، حيث بكلا الحالتين نشعر بنقص داخلي بسبب ذلك السلوك الذي يعبّر عن تربيتنا لأبنائنا والذي معه قد نشعر بأننا فشلنا فيها.

لكن في الحقيقة علينا أن نكون منصفين مع أنفسنا، لأن تلك السلوكيات حتى ولو بدت خاطئة بالنسبة لنا، إلا أنها من الطبيعي جدًا أن تحصل في مراحل مختلفة من حياة أبنائنا، هذا لا يعني أنها مقبولة ولكنها متوقّعة جدًا، فلا داعي للقلق.

سنقوم بعرض بعض سلوكيات الأطفال الخاطئة وطرق علاجها لتفادي أي مشكلة أو للتقليل نوعًا ما من حدّة الصراع بين الأهل وأطفالهم، خصوصًا عندما لا تكون الأمور واضحة بينهم ولماذا يتصرّف الأطفال بتلك الطريقة.

أكثر سلوك قد يستفّز الأهل ولا يعرفون كيف يتصرّفون من نحوه ويلجأون فورًا للتجاهل هو مقاطعة الأهل أثناء تحدّث الطفل. للأسف الكثير من الأهل لا يدركون كيفية التصرّف مع ذلك الموقف والذي يحدث وبشكل يومي تقريبًا حيث يعود الطفل من المدرسة وبكل حماس ولا ينتبه أبدًا إن كنتِ مشغولة أم لا وكلّ ما يهمّه هو أن يأتي ليخبرك بما حصل معه في المدرسة، أو ماذا قال له أحد الأصدقاء، أو لماذا قامت المعلّمة بمعاقبته، كثيرًا ما تبتعد الأم ولا تهتم للطفل فهذا ما يجعل الطفل لا يعرف حقيقة ما يقوم به إن كان صحيحًا أم لا.

الحلّ لذلك السلوك يكون عن طريق التفكير جيدًا وبحسب معرفتنا لأطفالنا، لأن الطفل المدلّل بحدّ زائد لن يتقبّل فكرة الإهمال فجأة. فعندما يقترب منّا الطفل علينا، ونحن نتحدّث مع غيره، أن نشير له بالجلوس والانتظار حتى ننتهي من كلامنا. هذا سواء كان جالسًا معنا أو أن نشير له بالجلوس في غرفته حتى ننتهي، والذي يحدّد ذلك هو موضوع النقاش إن كنّا نريد الطفل أن يسمعه أو لا. لكن إن شعر الطفل أنك توقفتِ عن الحديث مع غيره، فقط لأنه طلب منك التحدّث معه فإنه سيعتاد على ذلك. لا بدّ بالطبع أن نستثني الحالات الطارئة التي قد يأتي الطفل بها بسرعة وبلهفة لأخبارنا بأن هنالك شيء سيء قد حصل.

من السلوكيات الأخرى التي تحصل هي العنف أثناء اللعب، وهو أمر وارد جدًا بين الأطفال، ويحصل كثيرًا. لكن الغريب هو ردود الفعل لذلك الأمر، حيث لا يتدخّل الأهل ظنًا منهم أنهم مجرد أطفال، ومن الطبيعي أن يكون ذلك بينهم أثناء اللعب، حيث تصل الأمور إلى الضرب أو القرص أو الدفع وبقوة. كل هذا قد يصنّف تحت قائمة اللعب بالنسبة للكثير من الأهل، ولكن هذا عنف، وهو عنف بدرجة كبيرة لأن بعض الأطفال يستخدمون العنف للحصول على ما يريدون، ولكن إن كبروا على تلك التصرّفات فإنهم يعتادون عليها على المدى البعيد، وسيعتمد على العنف للحصول على ما يريد عندما يكبر.

اقرأ أيضاً: 7 خطوات للتعامل مع شجار أطفالك بدون صراخ

لكن كيف نعالج ذلك الأمر؟ أهم شيء هو أن لا نؤجّل الأمر مهما كان، وإخبار الطفل في الحال أن ما قام به لا يجوز مهما كان، وعلى الفور سؤال الطفل العنيف بمدى تقّبله للأمر لو كان هو مكان الطفل الآخر، حتى يعرف أن لكل أمر عواقب. لا بد من تنفيذ عقاب فوري، وإخراجه من اللعبة حتى يراقب الآخرين وهم يلعبون ويستمتعون دون اللجوء إلى العنف. من الضروري جدًا توضيح مشاعرنا للأطفال من جرّاء ما قاموا به وإخبارهم بأننا لسنا سعداء بما قاموا به، وإن تكرّر ذلك العنف في اللعب فلن يستمر أبدًا.

تناول الحلوى دون إذن هو سلوك خاطئ أيضًا. لكن كيف يكون ذلك خاطئًا لطفل يتناول شيئًا من بيته صنعته والدته له؟ ليس الخطأ المقصود هنا هو أن الطفل قام بأكل تلك الحلوى، ولكن الخطأ هو عدم سؤال والدته إن كان يستطيع فعل ذلك أم لا؟ قد يكون موعد الطعام قريبًا وتلك الحلوى ستفسد شهيته، وقد تكون والدته وضعتها لأخيه وهو لا يعرف، والكثير من الأسباب الأخرى. لكن السبب الأقوى الذي عليه مراجعتنا هو أن الطفل إذا اعتاد على القيام بما يريد دون استئذان فقد يدفعه ذلك إلى الذهاب إلى بيت جدته وحده مثلاً دون استئذان.فكما هو طبيعي أن أتناول الحلوى لأنها في بيتي، فمن الطبيعي أن أقطع الشارع وحدي وأذهب لجدّتي لأنها جدّتي وهي تحبّني.

نعالج هذا الأمر بضرورة تذكير الأطفال وبشكل مستمر بأنه من المهم جدًا الاستئذان قبل القيام بأي عمل حتى لو كنّا نعلم بأن الوالدين لن يمنعوا ذلك، وعلينا تطبيق ذلك وليس فقط التذكير. فإن قام الطفل بتشغيل التلفاز ونحن نعلم أنه ليس الوقت المناسب لذلك، علينا أن نغلق التلفاز موضّحين السبب أنه ليس الوقت المناسب أولاً ومن ثم أنك لم تستأذن.

اقرأ أيضاً: 6 خطوات لتعديل سلوك الطفل

What do you think?

Written by رولا

دوري في الحياة أم وأب
أم لولدين أعمارهم 19 و12 سنوات. دوري في الحياة أم وأب لأبنائي بعد أن توفي زوجي منذ 12 سنة. أحب القراءة والطبخ وعمل الحلويات. أتطلع لتربية عملية علمية سليمة لأبنائي.

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

حلول عملية للتعامل مع عناد الأطفال

حلول عملية للتعامل مع عناد الأطفال

عشر نصائح لتخفيف حساسية الأنف

عشر نصائح لتخفيف حساسية الأنف