رولا
تصرفات يجب التوقف عن فعلها مع طفلك
كثيرًا ما تعرّض أبناؤنا إلى مواقف فقدوا فيها القدرة على التعبير عن مشاعرهم بالكلام واكتفوا بحركة برأسهم أو بأيديهم أو بكامل جسمهم، ليخبرونا عن رفضهم لأمور نفعلها أو نقولها أمامهم. أحيانًا لا ندرك ذلك إلا بعد فوات الأوان، ولا نفكّر في العادة بالاعتذار منهم، معتقدين بأننا على حقّ وأن ما نقوم به هو طبيعي جدًا وجزء من تربيتنا وحياتنا اليومية معهم.
إلا أن الأطفال بطبيعتهم حسّاسين، وخصوصًا الأطفال الذين يعيشون في أسرة مفكّكة سواء بوجود الوالدين أو بغياب أحدهم، ولكن كثرة المشاكل وسوء التصرّف معهم يجعلهم يشعرون بتفكّك هذه الأسرة. من هؤلاء الأطفال رسالة صغيرة للأهل يطلبون منهم أن يتوقّفوا عن فعل كل ما يزعجهم. أكثر تلك تصرفات التي يجب التوقف عن فعلها مع طفلك كالتالي:
- إن كنت بطبيعتي خجولاً، فلا تسخروا مني، فإنا ألجأ إلى الانطوائية والعصبية لأني وحيد وغير قادر أن أعبّر عن نفسي لأنني خجول. اقتحموا انطوائيتي بكلّ حب واحترام لشخصّيتي، وأخبراني بأنك ترغبون بمساعدتي لأستعيد قوّتي وشخصيتّي وأتغلّب على الخجل.
- لا تعايروني بصفاتي الجسدية، فأنا لا أرغب بأن أكون سمينًا مقارنةً بأبناء عمري، ولكن أنتم قد أهملتم في طريقة تقديم الطعام لي وجعلتوني أتناول كل شيء أرغبه وأنا صغير تعبيرًا منكم عن الحب. لو لم تكن الأمور كذلك، أرجوكم أخبروا الطبيب فربما تكون المشكلة صحيّة، ساعدوني في حلّها بدلاً من السخرية منها.
- لا تتوقّعوا مني أن أكون بذلك الذكاء الخارق الذي يقدّر حجم المسؤوليات التي على عاتقكم والمصاريف التي عليكم الاهتمام بها كل شهر، لمجرّد أني طلبت لعبة جديدة أو حذاء جديد مثل صديقي في المدرسة. انتبهوا لعمري وقدرتي الاستيعابية وأخبروني بأنكم غير قادرين.
- دعوني أختار ملابسي وحدي في مواقف معينة. لن أرفض مساعدتكم أغلب الوقت، ولكن أشعروني بأن من حقّى أن أختار فهي ملابسي أنا. علَموني الفرق بين الملابس الصيفية والشتوية وبين الألوان وتناسقها، ولكن لا تجبروني أن أخرج من البيت غير راضٍ عن شكلي.
- إن كنتم لاعبين رياضيين أو موسيقيين، فهذا لا يعني أنني أمتلك نفس الهوايات. راقبوني واكتشفوا مواهبي. راقبوني عندما أرسم وألون، وعندما أستمع إلى الموسيقى وأرقص معها، وعندما أمسك كتابًا وأكون مستمتعًا بذلك الوقت. الهوايات قد تكون وراثية وقد تكون لا.
- لا تتشاجروا أمامي، فأنتم مصدر الأمان بالنسبة لي وليس هناك مصدر آخر ألجأ له فكيف لي أن أتعامل مع الأمور في المستقبل. أنا لا أشعر بالأمان، فكثرة الخلافات والتي أغلبها بدون سبب قوي تؤثر عليّ. إن شعرتم بحاجتكم إلى ذلك، ادخلوا إلى غرفتكم أو تشاجروا أثناء وجودي في المدرسة.
- اقضوا وقتًا كافيًا معي، كعائلة وكوقت فردي معي، فأنا لديّ الكثير لأخبركم به، ولكن لا أعرف كيف أبدأ. علَموني كيف أخبركم عن أكثر شيء أسعدني في المدرسة، وأكثر شيء أحزنني. اطلبوا مني أن أخبركم إن كنت بحاجة إلى مساعدة في عمل الواجب أو النشاط المدرسي.
- لا تهملوا صحّتي النفسية، فأنتم تعتقدون بأنه ولأنني طفل فأنا لا أملك مشاعر ولا أشعر بشيء غير اللعب والأكل. بالعكس أنا مليء بالمشاعر، ولكن عدم قدرتي على التعبير عنها تجعلني أختلف بطريقة التطوّر النفسي الطبيعي عن أي طفل في عمري.
- لا تُعنّفوني لأنني لم أحصّل علامات مرتفعة في الامتحان، فربما فقدت التركيز أثناء الامتحان لأنني لم أنم جيدًا بسبب الخلاف الذي دار بينكم بالأمس، وأنا الآن أثناء الامتحان أفكّر إن كان أبي وأمي بخير أم لا. وربما طلبت مساعدتكم بالدراسة ولكنني لم أجدكم بجانبي. اقرأ هنا: ما الأهم طفلي أم درجاته بالامتحان…
- لا تخبروا الآخرين بما أرغب أو ما لا أرغب. دعوني أخبرهم أنا، فعندما يسألونني في المطعم ما نوع العصير الذي ترغب به دعوني أجيب حتى لو كنتم تعرفون ما أريد. فأنا هنا سأشعر بالثقة أنني تقدّمت خطوة لأطلب وأتحدّث بكل جرأة.
- إن كنت ولدًا، لا تطلبوا مني أن أكون رجلًا وأجلس في مجالس الرجال وأتحدّث مثلهم، فأنا أفكّر بالأطفال في الغرفة الأخرى كيف يلعبون وأنا غير قادر على ذلك. كذلك إن كنت بنتًا، فلا تطلبوا مني أن أذهب إلى المطبخ لأساعد أمي، فأنا لا زلت طفلة تريد أن تلعب من الأطفال الضيوف.
- أرجوكم لا تشتموني حتى لو أخطأت، ولا تصفوني بأوصاف الحيوانات، ولا تلعنوا اليوم الذي وُلدت به لأجل موقف قد يعبر بسرعة، ولكن كلامكم سيرسخ للأبد. لا تهينوني ولا تصفوني بصفات سلبية حتى لو كانت كلمة شقي، فأنا أعرف إنها سلبية ولكن لا أعرف معناها، إلا أنها تؤثر علي.
- مهما حصل، لا تقارنونني بغيري، لأنكم بهذا تدمّرون شخصيتي، فمواهبي وقدراتي تختلف، وبهذه المقارنة أنتم تُشعروني بالنقص وتقتلون ثقتي بنفسي. أرجوكم اقبلوني كما أنا بسلبياتي قبل إيجابياتي، واعملوا على تصحيح السلبيات، وتعزيز الإيجابيات بطريقة سليمة.
- لا تشترطوا الحب عليّ، ولا تخبروني قائلين سنحبك أكثر إن حصلت على علامات مرتفعة، فهذا يُشعرني بأنني غير محبوب إلا بسبب أفعالي. وعندما أكبر سأبدأ بالبحث عن الحب في مكان آخر لعدم شعوري بالانتماء لهذه الأسرة، أحبوني كما يحبّني جدّي وجدّتي، فحبّهم لي غير مشروط.
اقرأ أيضاً: ما هي أكثر الأخطاء شيوعاً في تربية الأولاد؟
GIPHY App Key not set. Please check settings