كثيرًا ما تُستخدم مانعات الحمل الفموية لأغراض أخرى بعيدًا عن منع الحمل، ولكن لا يدرك العديد أن معظم هذه الاستخدامات تعتبر خاطئة. فما هي الاستخدامات الخاطئة لمانعات الحمل الفموية
1- الوقاية من فقر الدم بعوز الحديد: يعتقد أن كونها تسبّب منع الدورة الشهرية أو على الأقلّ تخفيف غزارتها فبالتالي لن تسبّب نزوفات كبيرة تؤدي إلى خسارة الحديد.
التعليق العلمي: الدورة الشهرية هي فترة تطهير لدى المرأة تتخلّص فيها من البكتيريا الضارّة في الجهاز التناسلي، وتساعد على تنقية الدم الفاسد وإخراجه من الجسم بالإضافة إلى الخلايا الميتة. فقر الدم لا يحدث في حال كانت كمية الدم خلال الدورة الشهرية طبيعية، لكن في حال غزارة النزف أو زيادة أيام النزف الناتجة عن سبب معين فإن ذلك يؤدي لخسارة كبيرة في الكريات الحمراء، وهنا يجب اللجوء إلى الطبيب ليعالج السبب ويعوّض الحديد. لذا فإن حبوب منع الحمل الفموية على عكس الشائع قد تسبّب زيادة الخلل الهرموني و تفاقم المشكلة.
2- علاج حب الشباب: يُعتقد أن ظهور حبّ الشباب هو خلل هرموني يسبّب زيادة إنتاج البشرة للدهون وظهور هذه الحبوب، وأنه عند تناول حبوب منع الحمل يقوم الإستروجين الموجود في تركيبتها بتعديل هذا الخلل ويساعد في نقاء البشرة.
التعليق العلمي: لا يوجد مانع حمل يحتوي على الإستروجين فقط، لذلك وعلى الرغم من التأثير الإيجابي للإستروجين إلا أن البروجيسترون سيسبّب تأثيرات عديدة جانبية ضارّة. كما إن تأثير هذه الحبوب يحتاج لثلاثة أشهر على الأقل ليبدأ، لذلك ينصح باستبدال العلاج بحبوب منع الحمل بعلاج آخر أكثر أمانًا، كما أن إيقافها يسبّب عودة ظهور حبّ الشباب بشكل أكبر.
3- تقوية الشعر بوضعها في علب الشامبو: يُعتقد أنها تزيد كثافة الشعر وتعمل على تقويته.
التعليق العلمي: لا فائدة من إضافة حبوب منع الحمل للشامبو لأن الإستروجين لا يستطيع اختراق فروة الرأس، وإن تمكّن من العبور في حالات نادرة، فإن تأثيره المضادّ المثبِط لإنتاج التستوستيرون يؤدّي لتساقط الشعر وليس تقويته.
أقرأ أيضاً: أنواع اللولب الرحمي
العقم الناتح عن الاستخدامات الخاطئة لمانعات الحمل الفموية:
إن آلية العقم الناتج عن مانعات الحمل الفموية غير مفهومة وغير معمّمة كذلك، إلا أنها دائمًا ما تكون ولحسن الحظ مؤقّتة حتى لو لم تصحّح نفسها تلقائيًا، أي أن العقم هنا ليس دائمًا ويمكن علاجه على المدى البعيد.
يعمل الإستروجين والبروجيسترون بشكل متزامن لفائدة الجسم، وعند الإسراف في استخدام مانعات الحمل الفموية فإن نسبة كل من هذين الهرمونين في الجسم تزداد.
يعمل المحور الوطائي-النخامي بآلية التقليم الراجع Feed back (مثل فواشة خزان الماء)، أي عندما يتواجد الإستروجين والبروجيسترون بشكل دائم، فلا يوجد حاجة للمحور. حتى في حال انقطاع الهرمونين، لا يتحرّض المحور فبالتالي يتوقف إفراز المحرّضات لإفراز الإستروجين والبروجيسترون ويحدث تثبيط للمحور. من هنا تأتي أهمية إعطاء الحبوب لمدّة 3 أشهر ثم إيقافها واتباع وسائل أخرى لمنع الحمل لمدّة شهر أو 40 يومًا، وذلك لتنشيط المحور والمحافظة على عمله.
التوصيات:
- يفضّل دائمًا اللجوء لوسائل ميكانيكية لمنع الحمل وتجنّب الوسائل الهرمونية خاصة عند النساء، كون الجملة الهرمونية لديهنّ معقّدة وحسّاسة ومتشابهة.
- توصي كلية أمراض النساء والتوليد بتأخير تناول مانعات الحمل الفموية 6 أسابيع على الأقل بعد الولادة، بينما تنصح منظمة الصحّة العالمية WHO بتأخير تناوله لبعد الولادة بـ6 أشهر نظرًا لتأثيراتها الضارّة جدًا على الأم والطفل، من حيث نقص كمية الحليب ومحتواه من البروتين والتسبّب بضرر وألم للغدد اللبنية في الثدي.
- في حال استخدامها يجب أن تكون بإشراف الطبيب فقط، مع فحوصات دورية، ويفضّل ألا تتجاوز فترة استخدامها السنة لمنع حدوث تأثير ضارّ غير عكوس.
- يفضّل عدم تناول موانع الحمل الهرمونية لأكثر من ثلاثة أشهر بشكل متواصل.
- يفضّل التوقّف عن مانعات الحمل الفموية الحاوية على مكوّن إستروجيني قبل إجراء بعض الجراحات الرئيسية وجميع جراحات الساق أو الجراحات التي يحدث فيها تثبيت مطوّل للطرف السفلي. تعتَبر مانعات الحمل الفموية الحاوية على بروجيسترون فقط بديلًا مناسبًا في هذه الحالة.
- يمكن للإسهال الحادّ والقيء أن يتداخلا مع امتصاص مانع الحمل.
- يجب الانتباه إلى التداخلات الدوائية لمانعات الحمل الفموية وأهمها:
- يجب عدم إعطائها مع أدوية تنشّط الاستقلاب الكبدي (ريفامبيسين، فينوباربيتال، فينوتئين) لأن ذلك يؤثر على فاعليتها.
- تقوّي من تأثيرات الديازيبام ومضادّات الاكتئاب ثلاثية الحلقة.
اقرأ أيضاً: كل ما عليك معرفته عن موانع الحمل الفموية
GIPHY App Key not set. Please check settings