in , ,

اكتئاب ما بعد الولادة

اكتئاب ما بعد الولادة

عندما نرى أمًّا تَحمل طفلها الصغير بملامحه الجميلة البريئة فإننا نَشعر بالسعادة؛ ونُرغب بتقبيله، وقد نشعر بالغيرة من الأم لأنها تقضي معه وقتًا طويلاً وتتمتّع بسعادة دائمة، وبالطبع فإن هذا صحيح، لأن غريزة الأمومة أعظم وأرقى الغرائز التي وهبها الله للإنسان.

فإذا كنتِ أمًّا، فأنتِ تعلمين جيداً ما مررت به من تعب جسدي ونفسي، حتى تمنحي طفلك الحياة.

بناءً على تجربتي الشخصية وتجارب صديقاتي، فإن أصعب فترة تمرّ على الأم هي فترة ما بعد الولادة؛ لأن الأم تكون في هذه المرحلة مرهقة جداً نفسياً وجسدياً وتحتاج إلى الراحة، ولكن للأسف لا تكون الراحة متاحة بسهولة لها في هذا الوقت نتيجة عدة أسباب أهمها وجود الطفل الذي يحتاج لرعاية على مدار اليوم وطوال الليل أيضاً.

أريد ان أشارك معكم بعض المشاعر التي تشعر بها الأم في هذا الوقت لكي نَتفهّم ما يدور بداخلها ونستطيع مسانداتها بشكل جيّد.

مشاعر الأم بعد الولادة

  • السعادة: بالطبع لا شيء يُسعد الأم أكثر من رؤيتها لطفلها بعد انتظار شهور الحمل.
  • الحماس: تكون الأم مُتحمّسة جداً للقيام بدور الأمومة وتطبيق كل المعلومات التي عَرفتها وتَعلّمتها أثناء الحمل، سواء كان هذا الحمل الأول لها أَم لديها تجارب سابقة مع أطفالها الآخرين.
  • التَرقُّب: يكون تركيز الأم كبيرًا على كل ما يخصّ الطفل، فهي تترقّب كل تحرّكاته أثناء الاستيقاظ وأيضاً عند النوم لتَطمئن أنه سِليم ولا يعاني من أمراض أو مشاكل.
  • القلق: تشعر الأم بالقلق على طفلها وعلى صحّته، وأحياناً تشعر بالقلق على نفسها نتيجة التغيّرات الكثيرة التي تحدث لها بعد الولادة وأيضاً يمكن أن تشعر الأم بالقلق على باقي أفراد أسرتها لأنها لا تستطيع الاهتمام بهم جيداً.
  • الإحباط: ممكن جداً أن تشعر الأم بالإحباط نتيجة توقّعاتها أثناء الحمل التي لم تتم، مثلاً: لو توقّعت أن طفلها سوف يكون هادئًا وقليل البكاء ويكون على العكس من ذلك، أو إنها تواجه مشاكل أثناء الرضاعة الطبيعية بينما كانت تعتقد أن الأمر سيكون أكثر سهولة، بالإضافة للعديد من الأمور الأخرى المتعلّقة بالطفل.
  • الألم: بالطبع هناك ألم جسدي تعاني منه الأم بعد عملية الولادة وأثناء الرضاعة.
  • الحزن: نعم “الحزن”، تشعر المرأة بالحزن بعد الولادة ويسمى أيضاً اكتئاب ما بعد الولادة في علم النفس؛ ولماذا تشعر المرأة بالحزن بعد الحدث السعيد؟

يحدث اكتئاب ما بعد الولادة نتيجة عدّة أسباب منها نفسية كما ذكرنا، أو أسباب جسدية نتيجة تغيّرات هرمونية تحدث للمرأة بعد الولادة. يبقى الجسم في حالة عدم استقرار، وهذا يؤثر كثيراً على الحالة النفسية للأم، ويؤدّي إلى الإحساس بالحزن والاكتئاب.

لقد حاولت ذكر بعض المشاعر التي تشعر بها الأم بعد الولادة؛ فقد تشعر الأم بكل هذه المشاعر أو بعض منها أو ربما تشعر بمشاعر أخرى. كل سيّدة لها طبيعتها الخاصة ولها ردود أفعالها الخاصة على ما يحدث معها من تغيرات جسدية ونفسية، ولكن بالرغم من اختلافاتنا هذه فكلّ الأمهات يَحتجنَ إلى الدعم النفسي والمساعدة أثناء رحلة الأمومة.

اقرأ ايضاً: وسائل منع الحمل

كيف نساند الأم بعد الولادة؟

الراحة الجسدية:

  • بعد انتهاء فترة الحمل والولادة يكون جسم المرأة في أشد الحاجة إلى الراحة والنوم. لذا يجب على باقي أفراد الأسرة توفير الجو الملائم لها لتستطيع أن تستعيد طاقتها من جديد؛ ويجب تنظيم مواعيد زيارات الأهل والأصدقاء حتى لا تكون مُضطرة أن تجلس طوال اليوم في وضع غير مريح لها.
  • رعاية الطفل بدلاً منها: سواء بتغيير الحفاضة أو إعطاؤه حمام دافئ ومحاولة تهدئته عند البكاء، ونتركها تنام عدّة مرات على مدار اليوم حتى لو لفترات قليلة.
  • يجب السماح لها بالحركة حسب إرشادات الطبيب، لكن لا يجب عليها القيام بالأعمال المنزلية الصعبة. حيث يمُكن أن يتفق أفراد الأسرة بعضهم مع بعض ومع الأصدقاء المقرّبين لها على مواعيد منتظمة في الفترة الأولى بعد الولادة للقيام بأعمال المنزل وطهي الطعام لها ولعائلتها.
  • أَخذ الطفل إلى الطبيب للاطمئنان أو ليحصل على التطعيمات الخاصة بعد الولادة بدلاً من الأم، وتَركها لتَستريح في المنزل.
  • إذا كان هناك أطفال اّخرين يمكن أخذهم في نزهة أو لشراء بعض الحلوى والاهتمام بهم أيضاً.
  • شراء الأغراض بدلًا منها.
  • من أهم الأمور التي يجب الاهتمام بها تقديم الطعام الصحّي للأم، والاهتمام بتناول المكمّلات الغذائية حسب إرشادات الطبيب.

التشجيع:

كما ذكرت في الفقرة السابقة فالأم يمكن أن تشعر بالإحباط من عدّة أمور كبكاء الطفل المستمر أو صعوبات الرضاعة، لذا يجب الحفاظ على معنوياتها مرتفعة طوال الوقت بتشجيعها بأن العديد من الأمهات تمرّ بمثل هذه الصعوبات، وأن كل الأوضاع سوف تَتحسن مع مرور الوقت، وأنها سوف تكتسب خبرة يوماً فيوم، ولا داعي للكلام السلبي واِنتقاد إحباطها لأن التأثير سيكون عكسيًا.

التدليل:

كل البشر يحتاجون للتدليل مهما كان عمرهم أو حالتهم، والمرأة أثناء الحمل وبعد الولادة تكون في أشدّ الحاجة إلى التدليل.

  • يمكن أن َنشترى لها هدية بسيطة مثل الحلوى التي تحبّها أو مثلاً رَبطة شعر من ألوانها المفضّلة.
  • يجب أن تشعر أننا نهتم بها كما نهتم بالطفل الجديد، فلا ننسى أن نُقبّلها.
  • نَمدح شكلها، ونتجنّب الكلام عن الآثار السلبية التي حدثت لجِسمها أثناء الحمل.
  • نَسألها عن نوع الطعام الذي تُفضّله وأنواع العصائر أو الفاكهة ونُقدّمه لها.

يمكن أن تأتي للمرأة نوبة من نوبات البكاء أو المزاج السيء، فيجب اِحتواؤها في هذا الوقت، ويمكن أن تشعر بعدم الرغبة في الأكل أو ممارسة الحياة الطبيعية. كل هذه الأشياء واردة الحدوث، لذا علينا الاستمرار في تشجيعها دون إلقاء اللوم عليها فما يحدث لها من تغييرات يحدث دون رغبة منها، فإذا لم نَتفهم سوف نُشعِرها بالذنب وسيؤثر هذا سلبيًا على صحّتها وبالتالي صحّة المولود.

وأخيراً يجب أن نتذكّر أن الأم هي رمز الحياة والعطاء، فلا نَبخل أن نُعطيها الاهتمام والتدليل في أوقات ضعفها واحتياجها للاهتمام.

اقرأ أيضاً: كل ما عليك معرفته عن موانع الحمل الفموية

What do you think?

Written by شيرين سامر

درست الفنون الجميلة زوجة و ام لثلاث بنات زوجى و بناتى هم اولويتى فالحياة و فخورة بتفرغى لتربية بناتى و الاهتمام بهم.. حاليا ادرس المشورة و شغفى الاول كل مايتعلق بعلم النفس و التربية و العلاقات ..احب هواية على قلبى القراءة ..المدونة بالنسبة لى حافز للتعلم و فرصة لمساعدة الناس .

اترك تعليقاً

GIPHY App Key not set. Please check settings

سلطات صيفية بنكهة السلطة اليونانية

ألتهاب العقد المفاوية

التهاب العقد اللمفاوية