أهمية اتفاق الوالدين على طرق تربية الأبناء
الاختلاف سمة أساسية موجودة في كل مجالات الحياة من حولنا، وهذا الاختلاف والتنوّع هو من أجمل الصفات التي تُميّزنا نحن البشر. فمهما تشابهنا في العديد من الصفات إلا أننا نجد اختلافات كثيرة تُميّزنا عن بعض. يمكن أن يكون الاختلاف صفة جيّدة لتحقيق التنوّع والتكامل، ويمكن أن تكون غير جيّدة إذا كانت سببًا في الخلافات بين البشر وبالأخص بين الزوجين. من أكثر المواضيع العائلية التي يمكن أن نواجه فيها خلافات بين الزوجين هو الاختلاف على طريقة تربية الأبناء، هذا الاختلاف يوجد لعدّة أسباب:
- اختلاف الشخصيات.
- الاختلاف في طريقة التربية لكلا الزوجين.
- اختلاف أسلوب حياة كل منهما قبل الزواج.
- الاختلاف الطبيعي بين الرجل والمرأة.
- الاختلاف في الاتجاهات والأهداف لكلا الزوجين.
- عدم تحديد مبادئ معينة نريد أن نعيش بها ونزرعها في الأبناء.
- عدم إدراك أهمية الاتفاق على أسلوب واحد لتربية الأبناء، وعدم فهم عواقب الاختلاف على حياة الأبناء.
- تدخّل الأهل الدائم في حياة الزوجين ومحاولة فَرض رأيهم.
ما هي مجالات الاختلاف بين الزوجين في تربية الأبناء؟
الاختلاف في تربية الأبناء يمكن أن يبدأ منذ معرفتهما بأنهما سوف يُرزقان بطفل، ويمكن أن يستمر هذا الاختلاف في كل المراحل التي تمرّ على الطفل طوال حياته، فيكون الاختلاف في عدّة أشياء مثل:
- الاختلاف على نوع الجنين فنجد الأب في المجتمعات الشرقية يفضّل الولد على البنت.
- الاختلاف على طريقة ممارسة الأم لحياتها؛ هل تستريح أكثر أَم تمارس حياتها بشكل طبيعي.
- إذا كانت الأم تعمل فهل تستمر في عملها أَم تتركه للتفرّغ للطفل.
- الاختلاف على اسم الطفل.
- الاختلاف على طريقة ولادة الطفل والمكان الذي سيُولد فيه.
- حتى أثناء شراء مستلزمات الطفل يمكن أن يحدث خلاف في الاختيار.
- وبعد ولادة الطفل تبدأ الخلافات على مكان نوم الطفل وطريقه تدليله ومتى نحمله ومتى نتركه مفرده.
- طريقة الرضاعة إذا كانت طبيعية أو بزجاجة الرضاعة.
- متى نبدأ في إدخال الطعام للطفل وما نوع الطعام الذي نقدّمه.
- متى نبدأ في تدريب الطفل على استخدام الحمّام والاستغناء عن الحفاضة.
- هل سيذهب الطفل إلى الحضانة، أَم يمكث في المنزل حتى دخول المدرسة.
- طرق مُعاقبة الطفل عندما يخطئ.
- اِختيار المدرسة التي سوف يذهب إليها الطفل.
- طرق التعامل والحدود التي نضعها مع باقي أفراد الأسرة الكبيرة.
- نوع الرياضة التي سوف يمارسها الطفل.
- كيف سنتعامل مع المشاكل التي ستواجه الطفل عند إحتكاكه بالعالم الخارجي.
- الهوايات التي سوف يمارسها الطفل.
- آراؤنا حول أصدقاء الأبناء.
من الطبيعي أن نجد كأبوين هذه الاختلافات بيننا في بعض أو كل المجلات التي ذكرناها، وهذا الاختلاف جيد جداً ومفيد لنا كعائلة إن استطعنا إدارة هذا الاختلاف وتوظيفه في إثراء حياة العائلة وإضافة العديد من الأفكار والمبادئ الإيجابية التي ستعود بالفائدة على الأبناء.
كيف نتعامل مع اختلافاتنا؟
أي شخص منّا عندما يجد رأيًا مخالفًا عن رَأيه يشعر بشكل تلقائي برغبة في التمسّك برأيه ورفض الرأي الآخر، ويختلف ردّ فعلنا نحو الاختلاف في الآراء حسب نضج شخصياتنا و طبيعتنا. إلا أن هذا التمسّك بالرأي الواحد وعدم محاولة سماع وتفهّم وجهة النظر الأخرى سيجعلني أخسر الكثير… أولاً سوف أخسر معرفة جديدة يمكن أن أجدها في وجهة النظر الأخرى، وثانيًا يمكن أن أخسر علاقتي بالشخص نفسه بسبب العند وعدم إعطائه فرصه لشرح وجهة نظره.
نجد الكثير من المشاكل العائلية التي سببها إصرار طرف منهما على رأيه وعدم تفهّم وجهة نظر الآخر؛ ومن أهم هذه المشاكل التي تمرّ بها العائلات مشكلة عدم الاتفاق على طرق تربية الأبناء، وسوف أقترح بعض الخطوات البسيطة التي يمكن أن تساهم في خلق التفاهم والاتفاق بين الأبوين:
- الاِتفاق على أننا نريد الأفضل للطفل مهما كلّفنا ذلك من تضحية.
- الاِعتراف أن هناك اِختلاف في وجهات النظر فقط ولا يوجد خلاف شخصي.
- الإصرار على الاحترام المتبادل وعدم التقليل أو الإهانة حتى مع عدم اقتناعي بوجهة النظر الأخرى.
- الإصغاء الجيّد لوجهة النظر الأخرى ومحاولة فهمها.
- التوقّف عن النقاش لمدّة معينة حتى يهدأ الطرفان إذا تحوّل النقاش إلى شجار.
- محاولة البحث والقراءة واستشارة شخص متخصّص عند الحاجة.
- التنازل عن رأيي في حالة اقتناعي بأن الرأي الآخر أفضل ولا يجب أن أشعر بالإهانة.
- عند الاتفاق على مبادئ معينة يجب الثبات عليها حتى نرى النتيجة، وإذا وجدنا انها غير مُجدية فنقوم بمحاولة لتغيير الخطط ووضع مبادئ جديدة.
اعلم جيداً أن وسط ضغوط الحياة ووجود مسؤولية أطفال فإن هذا يشكّل عبئًا كبيرًا على نفسية الأبوين، ويجعل فكرة الهدوء في النقاش ومحاولة الاتفاق على مبادئ واحدة للتربية أمرًا يحتاج مجهودًا نفسيًا وذهنيًا كبيرًا، لكن هذا الأمر له أهمية كبيرة في حياة الأبناء وسوف يؤثر بشكل إيجابي على نموهم النفسي والعقلي والجسدي أيضًا.
أهمية الاتفاق على مبادئ موحّدة في تربية الأبناء
- خلق جو هادئ ينشأ فيه الطفل.
- بناء ثقة الطفل في الأب والأم.
- الشعور بالأمان للطفل.
- بناء ثقة الطفل في نفسه.
- تشجيع الطفل على التعبير عن نفسه وإبداء رأيه بدون خوف.
- تدريب الطفل على مواجهة مشاكله ومحاولة حلّها بهدوء.
- تعليم الطفل مبدأ احترام الآخر.
- الاتزان النفسي للطفل.
- النمو العقلي السليم للطفل.
- مساعدة الطفل في تنمية مهاراته في كل المجالات.
عند اتفاق الوالدين على طرق تربية مُوحَّدة في تربية الأبناء سوف تصل للطفل المعلومة أو المبدأ الذي نُريد تعليمه، لكن إذا لم نتفّق سوف تصل للطفل رسائل مُختلفة وسوف يصاب بالتشتيت. يجب الحرص أيضاً على الاتفاق مع أي شخص اّخر يقوم بالمساعدة في تربية الطفل كالجِد أو الجِدة حتى تَكون المبادئ التي تصل للطفل مُوحَّدة.
اقرأ أيضاً: 5 قوانين منزلية مهمة وضعناها أنا وزوجي لأطفالنا
GIPHY App Key not set. Please check settings